السبت , مايو 4 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

عهد الانحطاط ..

سامح الشيخ

(١)

ما ان ينتهي حزن او يرفع سرادق للعزاء حتى ننصب عزاء اخر وكأن هذا السودان على وعد دائم مع الاحزان التي باتت عنوان لمعظم الناس وممشى تسير فيه غالبية الناس عدا قلة استأثرت بثرواته وقوت ايتامه وعرق كادحيه يوما بفرض رسوم الدرداقات ويوم بفرض ايجار على كراسي بائعات الشاي واستأسدت على شعبها بجلد نسائه وقتل يافعيه اذا احتجوا على رفع الدعم وخنق مثقفيه ودفعهم للجؤ في الطرقات حتى يقتلهم البرد والصقيع . في هذا البلد المنكوب بظلام وليل الانقاذ البهيم الذي رغم تهاوي كواكبه ظل جاثما على انفاس الحرية في هذا السودان كابحا جموح تقدمه رافضا رفع ستائره لنرى فجر الخلاص الابلج ونفك قيود الظلم الحالك .جافتنا غيمات الفرح البسيط لم تعد تظللنا بالمرح والسعادة تركتنا لهجير هموم الحياة التي تحطم سلم رقيها للمعيشة فاصبح درجتان سفلى قابع بها العامة مثلهم مثل كل شئ حي وعليا يرتقيها زوو الحظوة بزانة الموالاة والقربى. ورغم الانحدار الشديد التردي العام في كل منحى ظل سرطان الانقاذ هذا غارزا انيابه على ظهورنا بانياب لا تعد ولا تحصى كلما نزعنا له نابا غرز محله نابا جديد متشبثا متمكنا بازرع اخطبوط ما ان تنزع او تقطع له يدا حتى يتشبث بزراعا اخر اطول من الاول متشعب الجزور . متشبثا على كراسي الحكم رغم الفساد الذي لا يدانيه ادنى شك ورغم ما يحدث من حروبات يأبى هذا النظام ان يعترف بعدم جدواها واستنذافها الموارد واهلاكها النسل واحراقها الزرع وتجفيفها الضرع ورغم قتل المدنيين في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق ورغم اغتصاب النساء والعزارى الذي حدث ومازال يحدث هذه الايام في دارفور ظل هذا النظام كصخر اوهى قرن الوعل لاسقاطه وظل معظمنا عاصي الدمع على كل هذا الدمار الذي حدث ومازالت شيمتنا الصبر على فقد فلزات اكبادنا قاتلهم معروف يمشي بين ظهرانينا ويذاد كل يوم خيلاء وغنى كاظمين غيظنا عن حق عام منتهك ومغتصب في رابعة النهار عافين عن اناس يسرقون مالنا العام ضحى كل يوم نصلي خلف ائمة يأمروننا بربط الاحجار على البطون وتقف فارهات مركبهم من السيارات التي يملكون اسفل المنبر وشاهقات المباني و البيوت وافخمها ملكوها هم وما ملكت أيمانهم مثنى وثلاث ورباع . نسمع لاناس يتحدثون عن العدل والمساواة وظلم السلطة وتراهم بعد اقل من ساعة يضحكون ويكبرون في قبة برلمان نفس السلطة . واخرين في التلفاز بعمائم كالجوابي ويدسون السم في الدسم. يقتل الشهيد ويصبح المجني عليهم هم القتلة يحدثونا عن وثبات الحوار هم بثياب الواعظين وما تلبث ان تراهم بالثياب العسكرية فاذا هذا الحوار يتحول لقتل يسعى بين العزل و قصف انتنوف او اعتقال صاحب راي او مصادرة لصحيفة او ايقاف لقلم يجهر بالنصيحة والحق او طلقة في صدر شاب في مقتبل العمر فقط لانه هتف في وجه الظلم . وبعد كل هذا الممشى العريض للحزن مازال البعض يحدث نفسه بان يغير النظام ما بنفسه او فانتظر

(٢)

أوقفوا الحرب …!.

لم يعد هناك فائدة من تعرية النظام أو فضح فساده فقد أصبح مجردا من كل اوراق التوت التي تواري سؤة كل مشارك وداعم لهذا النظام الاثيم والذي هو من بعد ذلك زنيم .ظل  رأس النظام الحاكم طريدا للعدالة الدولية وزبانيته يمثل دور الاراجوز في لقاءتهم التي يسمونها جماهيرية يرقصون أمام قلة  مستجهلة بدون أن يغطوا دقونهم بشتارة وفوضى ترهلت معها الدولة وميزانيتها كما ترهلات كروشهم كبيرة الصرة واردافهم متورمة الدبر  .

وهم في ظل سكرة يني التي يعيشون فيها كأنهم  ممسوسون من الشيطان فصاروا يتخبطون ذات الشرق وذات الغرب ويقلبون  ادبارهم ذات اليمين وذات الشمال راقصين في استاد الهلال وغيره أما الجماهير رغم عن الموت والفقر  والجوع باسط زراعيه بالوصيد في طول البلاد وعرضها . حتى أصبح راس النظام مع الرقص الذي أرهق قلبه وعجيزته حتي بدأ في الأيام القليلة في رقصه المتواصل يرقص ككسيح مثله والكسحاء الذين هم اشرف منه يستجدون الناس في اشارات المرور اعطوهم أو منعوهم ، ظل كل من هبنقة من الهبنقات الذي تولوا أمرنا في غفلة من عمر الزمان  نام عنا فيها القدر الجميل ظلوا يحلمون بنصر عسكري ونصر من الله قريب ظلوا يذهبون للحج كل عام ويدعون الله النصر ويدعوا لهم مجموعة معتبرة الأئمة نافخي الكير بالنصر أيضاً بحجة أنهم أولياء الأمور بل هم أولياء الشرور أن أولياء الأمور الذين تتحدثون عنهم من خلفاء أو ملوك كانوا قبل الف وأربعمائة سنة ليس لهم علاقة بتولي الأمر في هذا الزمان.

لكنهم يتشابهون مع الذين تدعون لهم بالنصر حاليا في انهم جميعاً لم يولهم الله علينا لان الذي يوليه الله على الناس هو من يختاره الناس وهذا هو سبب ضنك المعيشة والغلاء والحروب في اي دولة تعاني من الخراب انظروا في كل اتجاه اختار فيه الشعب من يتولى أمره بعقد متفق اجل الحكم كيف تجري الأنهار من تحت شعوبهم  فكهين مع أطفالهم واهلهم ونال حيواناتهم الأليفة قدر من الدلال وهذا ليس مرتبط بعقيدة أو ملة ولكنه مرتبط بالحرية التي تجعل ما لله لله وما لقيصر لقيصر وليس بالعكس أن يكون مالله لقيصر عن طريق النظام العام وبوليس الاداب وما لقيصر يقصر عن إعطائه للمواطن وهو الحرية .
إن الفشل وعدم إحراز أي نصر عسكري في ميادين القتال التي يخدع الناس امثال الطيب مصطفى الشيخ المنعم متورد الوجنات سليط اللسان داعشي النزعات الميال للعنف بحماية الدولة  وسلطتها دائما لديه حجة غبية هو وأمثاله من السفهاء القريبين من السلطة وهي أن التمرد لم يستطع دخول مدينة كبيرة ويسيطر عليها وان المتمردين جبناء وعملاء وخونه يارجل وبما انك لا تخاف الله منذ جاءت بك وشائج القربي ودعم التمكين لم يتحقق النصر بسبب الخزعبلات انفة الذكر ولم يكن من وصفتهم جبناء أو عملاء أو خونة بل هم لديهم قضية واضحة يجب حلها ومن هنا يجب أن تقف هذه الحرب العبثية التي اذاقت البلاد الويلات وانفقت فيها الثروات بسفه النظام وتكتيكه الذي يدخل به المفاوضات على أمل النصر العسكري بعيد المنال لذلك تحمل المسؤولية الكاملة في استمرار الحرب لأنها تمتلك الأسلحة الفتاكة والجيوش والمليشيات وتنفق من أموالنا على حربها لقد حان الوقت لأن يحض السودانيين الطرفين للجلوس الجاد للتفاوض لكن مع الضغط على الحكومة عدم التكتيك بسبب امتلاكها قوة الدولة لان قوة الدولة مهما كانت لن تفضي لحسم عسكري أمام ثوار دافعهم  إيمانهم بعدالة قضيتهم والظلم الذي تعرضوا له رغم غياب الخدمات والصحة والتعليم والديمقراطية والتداول السلمي للسلطه بالمناطق المحررة الا ان نواياهم للسلام اكبر من الحكومة وظلوا يمدون يدهم في جميع الجولات ويبدون النوايا الحسنة سواء بتسليم الأسرى واحترام القانون الدولي في الحروب بعدم الاعتداء على المدنيين والقيام بتخريب المنشآت المدينة والا لكان المجتمع الدولي اعتبر كل الحركات المسلحة السودانية منظمات إرهابية لأنه لا يجامل بذلك.

(٣)

الهندي ..قوش قوموا …لفوا ..!

دائما المراحل القليلة المتبقية التي تسبق انفجار الثورات يسبقها عهد من الانحطاط الأخلاقي والديني والثقافي والاجتماعي وتشهد تدهورا مريعا في جميع مناحي الحياة ، لقد مررنا بديكتاوريات  بغيضة وأنظمة ديمقراطية فاشلة ، لعله كان من حسن حظهم انه كانت لا توجد ثورة اتصالات كما الان  لتكشف الانحطاط والفساد الذي كان في  ازمنتهم الغابرة .
التي انتهت بانتفاضات شعبية عارمة لم تصل لمرحلة الثورة التي تجتث مشكلة الحكم والأزمات في السودان من جذورها خصوصاً مشكلة الحرب والإجابة على سؤال كيف يحكم السودان.

كانت قمة الانحطاط  المتدرج التي حدثت بعد الاستقلال  هو عهد الانحطاط الانقاذي والذي اتت باشخاص لا علاقة لهم  مع الدولة سوى أنهم من أهل العقد والعزم من الاسلاميين الذي أخذوا الدولة السودانية ومناصبها وخزائنها كغنيمة وهذا هو ما يعرفونه عن الدولة لذلك كانت علاقتهم بها  كعلاقة تلميذ سنة أولى بمادة الفيزياء للصف الثالث الثانوي.كان أكثرهم فكرا الترابي وهو عرابهم ويعتقد أنه متقدم فكريا وذلك حين تقرأ كتبه وترى أفكاره وتقارنها بأفعاله وتطبيقها  حين امسك بتلابيب السلطة توقن تماما انك خدعت من رجل يقول ما لا يفعل لا لشيء سوى أنه عقله لا يفكر اكثر مما يفكر الفكي أو الفقير البسيط في خلوته  لذلك كان كل من أتى من صلب مدرستهم الفكرية عاجزا عن الابداع عاطلا عن التفرد متازم نفسيا وغير متوازن أخلاقيا وكان كل منهم فكي تام زين في مجاله الذي استولى عليه واهدي له من غنائم الدولة السودانية التي استولت عليها ما يسمونها الحركة الإسلامية.

واكبر دليل على هذا الانحطاط  يتمثل في أشخاص معظم من تولوا  قيادة الدولة واجهزتها الرسمية وغير الرسمية فمثلا تجد اسماء مثل صلاح قوش في جهاز الدولة الأمني والهندي عز الدين في جهازها الاعلامي اثنين من أكثر الأمثلة التي تدل على الانحطاط الأخلاقي والقيمي والنفاق والانتهازية فلا عقل لهم ولا يختاروا بعد منافسة حقيقية للمناصب التي تولوها   ولن تجد ما يميزهم فهم يتشابهون في فهمهم للدولة  يفكروا بنفس عقلية الفكي التي لا ترى في الدولة مؤسسة إنما هي غنيمتهم التي دونها إراقة الدماء أو كل الدماء

  تولى الاثنان مناصب لم يستحقونها ولكنه الولاء والبراء بحسب المدرسة الفكرية التي ينتمون إليها والتي تتعامل مع الدولة ومؤسساتها على أنها مسجد أو دار عبادة ، لا يوجد لتام زين الإنقاذ الأمني قوش شي يكتب عنه سوى دناءته في قبول المناصب والاغتناء منها كغنيمة واخرها كان إرجاعه الذليل لمنصب مدير المخابرات الذي عاد اليه وهو كسير العين ذليل بعد إعلان توبته وطلب الغفران من سيده البشير وأخوانه ليكون خادمهم المطيع في الجهاز ويأخذ الذي فيه النصيب من مخصصات مليارية .

أما فتى دلوكة الهلالية الهندي فهو شيخ زار الصحافة السودانية التي من الطبيعي أن يصل في عهد الانحطاط الحالي لمناصب لم يكن ليحلم بالوصول إليها في الأحوال العادية في لا يملك سوى شتم لا يجيد ضربه فحتى هو في التطبيل فاشل ولا يستطيع فتى دلوكة الهلالية  الردحي بواقعية وقدرات أمثاله من بعض صحفيين الردحي والقونات فالهندي لا يمتلك شجاعة الصحفيين فهو ينتقد أولياء النعم بعد إحالتهم للمعاش ولا يطرف له جفن حتى إن لم يرضوا عن استجداء عفوهم بعد عودتهم للسلطة والمنصب لكنه عصر الانحطاط لذلك الهندي وقوش قوموا لفوا انتم ومن أتى بكم .

(٤)

عندما تذهب الإنقاذ

عندما تذهب دولة الإنقاذ . اذدهار أحزان السودان الذي ذاده فساد هذه الدولة سيزبل وستتفتح ازهار الفرح ويعود الامل يملأ النفوس ويعم أرجاء الوطن بهجة , وينحسر مد الحرب الاهلية التي عمت ثلث البلاد .و يعود كل اللاجئين في دارفور الى ديارهم ويسكت هدير المدافع في جنوب النيل الازرق ويكون النيل الازرق هو  الهادر الوحيد هناك و تكف الانتنوف لظى جحيمها عن الابرياء في جنوب كردفان وجبال النوبة و يعود النساء والاطفال الى كراكيرهم وقراهم آمنين وتستبدل قسوة صوت القصف بأمن صوت الكرن ويعود  للجبال حبور الرقص ومتعة الصراع وتضيع نتانة القبلية ويحل محلها إيلاف الوحدة ،سنستطيع محاولة إيواءكل اطفال الشوارع واعادتهم الى اهلهم واسرهم أو إيجاد أسر بديلة لهم  تعصمهم عن الاكل في مقالب قمامة المطاعم وكذلك الأطفال مجهولي الاب والام  ستحضنهم  اسر بديلة تتخذهم أبناء وبنات غرة للاعين و سينصر كل  مظلوم  على من ظلمه و يعود كل من طال غيابه عن احبائه سواء في منفى أو  غربة  قسرية أو اختيارية  ضاحكا مستبشرا الغارمين  ستقضي ديونهم والاسرى تفك قيودهم ويبدد  هم الارامل واحزان اليتامى ستمحى  ويزروها الريح  سنعود كما كنا  متسامحين فيما بيننا و ننعم بحريتنا وتلغى القوانين  التي تقيد الحرية ستستعيد الصحة خدماتها وكذلك يستعيد المرضي عافيتهم  واصحاب الاحتياجات الخاصة والمسنين سيجدوا العون الذي يكفيهم العوز والحاجة.

(٥)

دقارات المراجع العام..ام دقارات شارع النيل ..!

تقول الطرفة أن أحدهم سأل أحد الاغبياء لكي  يختبر ذكاءه  فقال له ، هل يمكن لأي شخص أن يرى  الحلومبات من خلال شرفة منزله فرد عليه   الغبي قائلا هذا سؤال صعب للغاية لانني أعرف الحلومبات لكنني لم افهم ماذا تعني شرفة .

فالتعامي عن الأولويات والسطحية صارت سمة دائمة للمشهد السياسى والاجتماعي، معظم الناس يدور في فلك الأوهام التي تجعله يتعامى أو يعمى  عن الفساد الإداري والمالي بالسودان بل إن  معظم الجماهير لا يثير غضبها اكل أموالهم بالباطل ولكن يغضبها رؤية شباب يرقصون بفرح وحب ، اصبحنا شعب يحب النكد كاره لنفسه والحرية التي أعطاها الله  للإنسان وخيره اذا شاء بين الحرام و الحلال الشخصي ، حتى رسخ أن قمع الافراد من الدولة وحماية الاوغاد الذين يسرقون الأموال بالباطل ويستحيون نسائهم ويقتلون الشيوخ والنساء والاطفال في مناطق الحرب بالسودان هي وظيفة الدولة.

قد تكون  الطرفة اعلاه هي حال معظم الشعب السوداني مع الحرية  والحقوق فهي بالنسبة لهم مثل الحلومبات التي لا معنى لها في اي سياق .معظم السودانيين يريد من الدولة أن تقمع الحرية الفردية يهمه أن يجلد بائعي وبائعات الخمور البلدية والافرنجية وبائعات الهوى وبائعيه في حين توصلت الدول العلمانية إلى أن تنظيم  هذه الأفعال وتقنينها افضل من منعها وهذا ما تراه في دول غير غربية مثل إمارة دبي أو تركيا  او ماليزيا او تونس   او غيرها وحالها افضل من الضنك الذي يعيشه السودانيين وغيرهم في الدول الدينية على اختلاف طوائفهم لذلك  تجد أن العقل أصبح لا يريد من الدولة أن تقمع الفساد المالي والإداري ،ولا يريد أن يثور عليها بسبب ذلك الخنوع المتمثل في الخوف من حرية  الأفراد ، أن ما حدث في تونس من مساواة في حقوق المرأة لهو خطوة نحو الأمام في طريق المواطنة المتساوية وهذا ما نتمناه للمرأة السودانية في عيدها رغم بعد ذلك في الأفق القريب لكن النضال والمقاومة مستمرة من  الشرفاء .

عندما تكون  هنالك دولة مهمتها مراقبة سلوك البشر فهذه ليست دولة الدولة يجب عليها تنظيم علاقات البشر وتنظيم العلاقات بينهم على أن يمارس كل شخص حريته دون أن يعتدي أحدهم على الاخر ويجب عليها مراقبة سلوكها هي وان تنشئ المؤسسات لذلك لا أن تنشئ مجالس وهيئات وادارات  لا علاقة لها بإدارة الدول كمجلس علماء رحال الدين وهيئة الذكر والذاكرين وهيئة تعظيم شعيرة الصلاة أو .. الخ. ان تكون الجماهير مبسوطة لقمع الحريات الذي يحدث كأننا في عصور  سحيقة بل تطالب بذلك فهناك خلل ما فريد وهو أن  ديوان المراجعة العامة الذي ينتمى لمؤسسات الدولة الشمولية يوثق فساده بنفسه ومعظم الشعب يريد استمرار القوانين التي تقهر الحريات الفردية ولا يطالب بالغائها بل يريد مزيد من التشدد والقمع  في مراقبة سلوك البشر للمواطنين  فردة الفعل مابين ما يسمى اعمال فاضحة في قضية البطلة المناضلة ويني عمر وما حدث من رقص بشارع النيل يؤكد أن قانون النظام العام ليس مقصود به الفضيلة أو العدالة بل المقصود به هو أن يكون الإنسان خنوع وان لا يدافع عن حقوقه وحريته سواء  لنفسه أو الأخرين .

(٦)

نتائج الاستبداد

نجح النظام   على الجثوم فوق  الصدور يفعل ما يشاء رغماً عن كل فساده وجرائمه التي لا تخفى على احد . حملت الاخبار ان الشرطة في ضاحية امدوم داهمت مكان يعتقد انه لتصنيع الخمور كان من نتائجه غرق خمسة مواطنين سودانيين في النيل الازرق بعد ان فضلوا الاستجارة به  هربا من بطش الشرطة فقضوا غرقا فيه بكل اسى واسف .ومن ضمن هولاء المواطنين الشهداء امراة وطفلها صورة الطفل الغريق منتشره في الاسافير وهي صورة تسبب الالم والحزن لكل ذو قلب سليم . يعاني المواطنين السودانيين من قمع الشرطة وعنفها المفرط خصوصا المواطنين القادمين  من مناطق الحرب الذين تركوا بيوتهم ومصادر رزقهم التي كانت تؤمن قوتهم وقوت عيالهم فبدلا من ان تعمل الحكومة على تحمل مسئوليها نحوهم بتوفير السكن الملائم  لهم وتساعدهم على ايجاد مصادر للرزق بديلة تعينهم على مواجهة اعباء الحياة التي تعينهم  على صيانة كرامتهم  وحفظهم  من الوقوع في الممنوع  قبل ان تضطربعضهم  الظروف  الوقوع فيه لماذا لم يسأل المسئولون في الدولة  انفسهم عن عدم جدوى حملاتهم تلك لانه ببساطة الدولة  هي المتسببة فيه فطالما انها تصر في الخوض قدما في مواصلة الحرب ولا تريد حل المشكله فهذه هي نتائج عدم وجود تنمية متوازنه ماذا تنتظر الدولة من مواطن لا يجد قوت يومه ويرى ويقرا في الصحف كل يوم عن المال العام المستباح الذي تاكده وتوثق له تقارير المراجع العام  دون ان يحاسب احد او يخضع احد للتحقيق  بل نجد انها وجدت لهم مخرجا بما يسمى فقه التحلل .اذا ارادت الدولة مجتمعا دون جريمة عليها بالعدل فالقمع لن يأتي بسلام  ولن يمنع وقوع الجرائم فنتائج الاستبداد مذيد من فتق النسيج الاجتماعي كما ينتج عنه مجتمع متفكك تكثر في الاحقاد بسبب الظلم الاجتماعي ويذاد فيه النفاق والكذب ويصبح فيه المفسد نجم مجتمع ويرتقي المحتالون فيه ارقى درجات الرقي في سلم الحياة الاجتماعي. ان كل قادم من الارياف او مناطق الحرب هو مواطن شريف يجب تصان وتحفظ له كرامته المهدرة بالقانون . ان ما قامت به الشرطة من عنف مفرظ في هذه الحادثة يجب ان يخضع لتحقيق وان تقوم منظمات المجتمع المدني من القانونيين والناشطين في مجال حقوق الانسان بالوقوف مع اسر هولاء الشهداء والتضامن معهم لتصير قضية رأي عام. كامل تضامني مع اسرهم ولهم خالص العزاء

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.