جراءتهم علي الله …
عندما ضاقت به سبل الحياة ، ولم يجد فرصة عمل تقيه شر الحاجة ، وعذاب الحوجة ، إلا وظيفة صغيرة مع (الكيزان) فأضطر غير باغي لتقبلها .
وبعد فترة قابله بعض اصدقائه ساءلين عن حاله فهمس لهم بصوت المندهش( قايتو أنا ما عارف لكن الكيزان ديل الا جاهم خبر بانو القيامة اتلغت ) .
كل المؤشرات توحي بان الكيزان صرفوا النظر عن يوم الأخرة ، ورموا من حساباتهم الحساب والعقاب ، فأختاروا الدنيا ، واقبلوا عليها بلا تفكير ، واضعين امامهم المثل الذي يقول ( نار عديل ولا جنة مجهجهة ) فتمسكوا بالسلطة والثروة وأختاروا الحرائر الارضية ، مثني وثلاث ورباع ، وما ملكت ايمانهم من الشغالات والحاضنات ، ولم تكفيهم فهاموا في شوارع العاصمة بالفارهات يبحثون عن نساء ليالي الحمراء يطربون بمجالستهم ، داخل فارهاتهم ، المغتصبة من قوت الشعب ليغتصبوا بها حوجة الشعب ، ليعودوا الي قصورهم الشواهق ، التي لا يدرون هم عددها !!
فيعودون في كل صباح يحملون في اياديهم المسابح المزركشة ، ويتمتمون بالألسن المريضة ، وكأنهم مستغفرين وما هم بمستغفرين ، كانما أصبح عملا” عليهم اتمامهم ، ومن اخذ الأجر حاسبه الله بالعمل ، وهم بجيدون هذا العمل ، وياخذون أجره ، وأجر العاملين جميعا ،
( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) (البقرة)
(سبتمبر يحيكم )
هذه القضية التي سوف اسردها توضح كيف ساقوا الكيزان جزء من المجتمع خلفهم الي الدنيا ، حادثة شاهدها اناس كثر ، ووقفت بباب القضاء ، وخرجت تحمل عزاء القضاء ، وجبن المجتمع ، وتورط الشرطة ، ومهانة القانون .
قاتل (الدكتورة ) عسكري مفصول من الشرطة ، يسكن الكدرو وتم إعادته للعمل في الجيش ، حضر لقسم البوليس بالكدرو ، وطلب من الضابط المساعدة لوجود شغب ، إستجاب الضابط له وبعث معه جندي يحمل معه سلاح ، وصلوا مكان التظاهر ، فأخذ من العسكري البندقية بلا مقدمات ، وأطلق علي الشهيدة طلقة خرت صريعة علي اثرها وكان يستند علي كشك ، وشاهده اكثر من ثلاثين شخص ، والشهيدة له علاقة وطيدة به وباسرته ، وابناء المنطقة يشهدون وهو ايضا لم ينكر هذا الجرم في بداية الأمر !! ونحن كسودانيين نتميز بالقضاء العادل ، اليوم تم تبراءته ،(يحيا العدل)!!
في المخاطبة التي اقامها عمر البشير اخيرا ، صمت المواطنين واسترقوا السمع له ، ولكن حديثه اغضب النحل فهجم علي الإحتفال ، فأضطر الجمهور للهرب ، وهرب معهم البشير ، بعد ان حشروه حشرا” في سيارته ، يحيا النحل يحيا النحل ، فلم يتحمل كثرة كذب البشير !!
ونحن نستعجب من جراءتهم على الله وحلم الله عليهم ، ولكنه يمهل ولا يهمل ، سيبقي كل شئ قيدا يكبلهم ، ويتمنوا لو انهم اختاروا خطا” اخر ، فلكل بداية نهاية
سبتمبر عادت ، وعادت معها المواجع ..
Ghalib Tayfour