اقتصاد الانقاذ متخبط وبلا هوية

علم الاقتصاد اشبه بالطب ، مهمة الطبيب علاج المريض وفقا لتشخيص حالته وصرف الدواء له بما يتناسب مرضه طبقا لما تلقاه الطبيب من علم .
علم الاقتصاد كذلك مبنى على تشخيص الامراض الاقتصادية وعلاجها بدوائها الذى تلقاه الاقتصادى فى مسيرته العلمية والعملية ونهله من بحرها الواسع ..
نظام الانقاذ خالف هذا المنهج ولجأ الى لعلاج بالرقية والعلاج بالاعشاب مخالفا كل النظريات الاقتصادية التى تتحدث عن امراض الاقتصاد الكلى كالانكماش والتضخم والندرة والكساد وغيرها ، وطفق يتحدث اقتصادييهم عن علاقة الشعب الضعيفة بالله سبحانه وتعالى وضرورة الرجوع الى الله والاكثار من الاستغفار وغيرها من النظريات الاقتصادية الجديدة فى قاموس علم الاقتصاد ..
المشكلة تكمن فى ان النظام الاقتصادى فى عهد الانقاذ ” مدغمس ” ومجهول الهوية فهو لا اقتصاد رأسمالى ولا اقتصاد اشتراكى ولا اقتصاد مشترك ، فهو اقتصاد مبنى على رزق اليوم باليوم الامر الذى جعله يتخبط كالذى يتخبطه الشيطان من المس .
علاج التضخم فى النظم الاقتصادية المعروفة واضح وفعال جدا وكذلك علاج الانكماش والكساد وقلة الانتاج وعجز الميزان التجارى وغيرها كلها موجودة ويمكن بكل سهولة استخدامها . الا ان علماء الانقاذ الاقتصاديون امثال عبدالرحيم حمدى عجزو وفشلو ان يجدو حلا لهذه الضائقة الاقتصادية المستحكمة ..
قرار البنك المركزى لسحب فئة الخمسين جنيه من الجمهور بحجة تزييفها قرار القصد منه سحب النقود من الجمهور بغرض كبح جماح التضخم الذى وصلت نسبة ارتفاعه ارقاما قياسية فى الثلاث سنوات الاخيرة ، الا ان بنك السودان لم يوفق فى هذا القرار الكارثى الذى سيصب مزيدا من الزيت على نار الاقتصاد المشتعلة فى البلاد بسبب هذا التخبط والتسرع فى اتخاذها غير دراسة وبلا ادنى مراعاة لما يمكن ان تسببه من ضرر بالغ على كثير من فئات الشعب الضعيفة .
كان على بنك السودان ان يطرح اسهما واوراقا مالية يسحب بها هذه الكتلة النقدية من ايدى الجمهور لتغذية مصارفه التى باتت خاوية على عروشها .
الازمة الاقتصادية فى البلاد واضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار عمادها قلة الانتاج وفقر البلاد للصادرات ، ولن تحل الا بالرجوع الى الانتاج الذى اهملته الدوله عندما اعتمدت على عائدات البترول فى تمويل ميزانيتها ” الحربية ” فاصابها المرض الهولندى وعندما ذهب البترول ظهرت اعراض المرض الذى تمكن من مفاصل اقتصاد مجهول الهوية !!!
عبدالقادر العشارى