الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *الي رفاقي في المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني*

*الي رفاقي في المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني*

هذه رسالة صدق ومحبة ورهان أكتبها بمداد رفقة وانتماء لفكرة غرست ذاتها عميقا في تضاريس الروح وأضحت جزء من عصب الحس ومجسات الوجدان  توجهني بوصلتها دائما  إلي منابع الاستقلالية الحقة  فانهل منها طلبا للمزيد.

لا يخفي عليكم جميعا التضحيات  الكبيرة  التي قدمها الكثيرون لهذه الفكرة سيرا  سرمديا في طريق  الاستقلالية سوا أرواحا أو دماء ،سجونا أو تشريدا فصلا وتضييقا  وغيرها من حمولات باهظة تحملناها في صلد وجلد جيلا بعد جيل،لا لسبب أو مكسب مادي أو معنوي  وانما انحيازا صادقا وايمانا صمديا  بمبدأ وفكرة تفتقت بذرتها وأستوت سوقها وحان وقت قطف الثمار.
مما يحز في النفس ويصيب الذات بكدر قمئ وغشاوة وعتمة هو رؤية هذا الجسم  الذي كان متسقا متوزانا مرنا يتحرك من مكمن قوته وهي اتفاقه الفطري وتوافقه الوجودي خصوصا في القضايا الكبري البديهية وما توجهه بنية التفكير الجمعي لنا، إنحيازا  بديهيا الي أصل الفكرة  وما تحتمه من جلاء البصر ونقاء التوجه المنحاز دائما وأبدا  الي قيم الحرية والعدالة والمساواة،  لا تخالطها انكسارات ولا تمازجها إحباطات،لا يتسرب إليها كسب الساسة الآني  والذي حتما يؤدي الي خسارة القيمة الكبري  وهي أصل الفكرة إحساسا، صادقا بكلنا المركب وإستصحابا  واعيا ويقينيا   بقيم تنوعنا الديمغرافي ليس في حيزه الأمنياتي وبعده  النظري  وهتافه الشعاراتي ،ولكن في كوارثة الانية وحقله الواقعي من حرب ونزوح وتقتيل واغتصاب طال كل أطرافنا المحروقة في صمت،  والباكية بألم والمعانية في سكات، منذ نشوء هيكل هذه الدولة المختلة والمنحازة ، هذه الأطراف التي نظرت إلينا نظرة عشم ورجاء وأمل وهي في جحيم إحتراقها، نظرة وعي وتمييز  لا لإشخاصنا ولا لإسمنا وإنما لمبادئنا التي  نادينا بها وأحسب عشما إننا ما نزال،ما يحز في النفس رؤيتي لهذا الاختلاف والاحتقان الكبير رغما عن تطمينات البعض وقراءات  التمني،  نتيجة الإختلاف البائن في أمر كنت أحسبه بديهي انطلاقا من حسابات الفكرة ومعادلات فعلنا التراكمي،فالواضح والبديهي والمعلوم ضرورة  أن نظام البشير الانقلابي لا ولن يغير سلوكه الإجرامي  وفعله القمعي وتشبثه الكارثي بسلطة اضحت له  كنفس الحي اذا سلب منه مات.

ان الإنتخابات  التي ستجري بعد عام ونصف من الآن  بدت بوادر نتائجها  تظهر وابخرة روائحها النتنة تتصاعد وهي كمحرقة ملعونة وقودها جماجم  مئات الآلاف  في دارفور وجبال النوبة والفونج وشررها دماء الشيوخ والأطفال في كراكير  الجبال وكرانك القش، ورياح تأججها صرخات المغتصبات وأنين الجوعي والمرضي والمحرومين، الداخل فيها مفقود والهارب منها مولود،لا رجاء منها في تغيير ولا امل فيها لإحداث فعل جذري يهز او  يؤثر في بنية هذه الدولة العميقة،فالذي  يتباهي بقتل أطفال المدارس برصاص الدوشكات في صدورهم الغضة ليسكب دمهم انهارا في الطرقات ابتغاء بقائه في السلطة لا يعجزه أن يفجر صناديق  الإنتخاب اذا جاءت عكس ما يبتغي، هذا اصلا اذا لم تبدل ليلا او تملأ جهارا نهارا تحت حماية عسعس السلطة  وازرع الدولة  من جيش وشرطة ومؤسسات والتي كفتكم شر القتال الإنتخابي باكرا باعلان انحيازها وترشيحها للبشير،فأي  مصير ترتجوه وأي  تغيير  تنشدون والدولة ومؤسساتها مختطفة وتدار وفق فقه المصلحة وتشابك المصالح  فالمال لهم والسلطة عندهم والإعلام  لا يكتب إلا ما يطلبون وحتي هذا الشعب اللاهث بين لقمة عيشه وبطش سلطة وآلة التخويف الإعلامي من حقد هامش إفتراضي   سيكون زاهدا في المجي الي صناديق اقتراع يعي وعيا وفطرة أنها  معدة ومرتبة بل معلنة سلفا.

إن الرهان علي الشعب وعلي الذات في أوج لحظات الضعف هو فعل الاقوياء الصادقين الواثقين من ذواتهم والمراهنين علي شعوبهم  في إحداث  التغيير،وتسلل الإحباط  فعل طبيعي ولازمة بشرية يأتي  للكل ولكن التحرر منه والانطلاق بحمولات نضالية جديدة هو المطلوب وكما ارهقتم فانهم مرهقون بل في موتهم يحتضرون فلا تعطوهم قبلة للحياة  ستلاحقكم بعدها لعنات التاريخ، وذواكر الاطفال فلقد صبرنا لاربعون عام لم نهادن سلطة قمعية ولم نتلوث بادران دكتاتورية، اجسادنا النضالية نظيفة ونقية وبدننا الصدامي مثخن بجراح تضحيات غائرة كلفتنا الدماء والجروح وأعطتنا اتساق الذات  واحترام الآخرين.
اخيرا اقول لكم رفقائي الاماجد اننا دعاة فكرة ومبدأ  لا نطلب سلطة  أو حكم وإنما  هدفنا كان دائما وأبدا  أن نظل نحفر في هذا الجدار  جدار التمييز والاقصاء و الاستعلاء عرقيا،دينيا كان او جهوي  جدار العزل والفصل الإجتماعي  المبطن بمطاط سلطة  أدمنت التلون والخداع.

إن مشاركة نظام البشير إنتخابات  الدم والزيف هو انتكاس  لقيم ومبادئ  قاتل من اجلها الكثيرون،  وهدم ذاتي  لمكتسبات بنت ذاتها بمداميك الصدق والاتساق وطين الاستقلالية  العتيد.
وساظل احفر في الجدار
اما فتحت ثلة للضوء
او مت علي سطح الجدار

*فاروق عثمان*
٨ مايو ٢٠١٨

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.