الشعب يلبس السلطانية ..
مسلسلة مصرية إذاعية قديمة بطلها (مرزوق العتقى)، شخص بسيط عنده 12 «بنت وولد»، وفقير جدا لا يملك سوى بساطته وخفة دمه ، وسلطانية مخرومة يملأها بالفول من أجل إطعام أبنائه ،وحتى الفول لايملك ثمنه.
بعد مشاجرة من زوجته ، ذهب لصاحب المتجر، ليستدين منه ، فول وخبز ، فرفض صاحب المتجر متعللا بكثرة الديون التي عليه ، فخرج منه ، وهو لا يعرف أين يذهب ؟.
حتي سمع من ينادى على سفينة تقلع إلى بلاد الشام، فما كان منه إلا وضع السلطانية فوق رأسه ، وذهب فى محاولة لجلب الرزق لأولاده ، غرقت السفينة ،ولم ينج سوى مرزوق ، والذى وجد نفسه فوق جزيرة يسكنها عرايا التفوا حوله ساءلين: عدو ولا حبيب ؟؟أجاب مرزوق سريعا ، حبيب ، قالوا له أين الهدايا إذا كنت حبيب فلم يجد معه إلا السلطانية التي كانت معه ليهديها لملكهم ، ليضعها على رأسه كتاج ، اعجب بها الملك اعجابا شديدا ، واصبح مرزوق صديق الملك ، وكانت الجزيرة ملاءى باللؤلؤ والماس ، والمرجان ، وجميع النفائس ، فيخرج مرزوق الذي اصبح مرزوق بما وجده ، ويجمع ويدخر في اللؤلؤ والمرجان ويضعه في خيمته ، التي شيدها له حراس الملك ، حتي شعر بانه أصبح من اغني اغنياء العالم ، فطلب من الملك ان يساعده في بناء مركب للعودة الي دياره ، وكان الملك مهاب الكلمة ، لا يأمر بشئ الا وأطاعه شعبه ، ولا يعيد الحديث مرتين ، فامر شعبه بتجهيز قارب لصديقه الجديد مرزوق ليعود به الي موطنه ، وفي ثلاثة ايام تم تشييد قارب ضخم ومتين لمرزوق ، وأحس مرزوق ان حاله تغير وان الدنيا ابتسمت له ، بعد ان كان سئ الحظ ، في كل شئ ، والملك يرتدي السلطانية مسرورا” بها ، وعندما أكتمل تشييد القارب واخذ مرزوق كل النفائس من لؤلؤ ومرجان الي الشاطئ ، والملك في وداعه وشعبه ، أوقفه الملك جوار القارب والبسه السلطانية التي اهداه له في بادئ الأمر مرزوق ، وقال له لم اجد أعز من هذا التاج الجميل شيئا” لاهديك اياه !! اما هذه الاشياء التي اخذتها فلا قيمة لها وأشار للؤلؤ والمرجان ، وامر حاشيته بأخذها لقذفها في مكان بعيد ، ومرزق ينظر مبهورا ، وتقدمت حاشية الملك وأخذت جميع الاشياء التي اقتناها مرزق ، واخذوا بيد مرزوق ليصعدوا به في ظهر القارب ، ولم يشاهد سوي حاشية الملك وهم يدفعون القارب الي عرض المحيط مودعين مرزوق ، وهو يرتدي السلطانية ، عائدا” ( بخفي حنين ) .
لقد البستنا حكومة البشير السلطانية ، بعد مافتحت لنا الجنة عبر الجهاد والإستشهاد ، وادخلنا المصانع لنلبس مما نصنع ، واشبعتنا حكومة الانقاذ ، اكلا مما نزرع ، وطافت بنا بحقول البترول ، لنسمع ونشاهد المليارات ، وأخرجت لنا الذهب ، في شمال السودان ، وغرب السودان ، والنيل الارزق ، بالكرمك وقيسان ، أطنان من الذهب والكروم ، ونحن نسمع ونشاهد ، ونستمتع ، حتي أصبح الشعب يمني نفسه بمستقبل زاخر بالرفاهية والسمو ، فخرجنا لنودع الفقر والجوع .
فتودعنا حكومة المتأسلمين ، وتضع لنا السلطانية ، في رؤوسنا ، وتقذفنا الي البحر من جديد .
إن حال
الشعب السوداني كحال (مرزوق العتقي) ، فقد ألبستنا الحكومة السلطانية ، وقذفت بنا في البحر ، ولا نملك دليل العودة .
لابد لليل ان ينجلي
ولابد للقيد ان ينكسر ..
Ghalib Tayfour