الجمعة , مايو 10 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / في الانتفاضة ارتفعت رايات البعث عالية

في الانتفاضة ارتفعت رايات البعث عالية

‏╭─┅─═??ঊঊঈ═─┅─╮
    ? *نشـرة الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*

#الهدف

   #الهدف_آراء_حرة

بقلم: د. علي ادريس علي

يجد حزب البعث العربي الإشتراكي في إنتفاضة مارس/أبريل ذكرى عميقة الدلائل، وذات أثر بليغ في مسيرته، والحق يقال لقد كانت إنتفاضة مارس أبريل بالنسبة للبعثيين، وكأنها مولود الحزب وكأنها إحدى منجزاته. فقد طرحها كخط سياسي ونضالي، وسهر بالنشاط الدؤوب والمستمر في سبيلها، لقد كانت الإنتفاضة بالفعل منجز ثوري لصالح القوى الحديثة، من نقابات وإتحادات ومنظمات المجتمع المدني، وطلاب الجامعات، والقطاع غير الرسمي. وهذا هو النطاق الذي برع فيه نشاط حزب البعث، وتجلت من خلاله فعالياته الثورية. كما كانت الإنتفاضة فعلا محسوبا للقوى الثورية التي ظلت تعمل على توحيد صفوف النضال، وهي التي عملت على تكوين توليفة فريدة من حزب البعث والوطني الاتحادي وحزب سانو، كنقطة انطلاقة لتجمع الشعب السوداني. في كل هذا كان حزب البعث يجد نفسه، يعمل بدور المهندس البارع، لضمان نجاح النضال الجماهيري المنظم، والاتيان ببديل ديمقراطي يعبر عن تطلعات ومصالح  أوسع القطاعات الشعبية.

في الواقع كانت الإنتفاضة هي أول مدخل للبعث نحو الفضاء السياسي العلني الديمقراطي الأرحب. إذ تم  الإعلان الرسمي عن حزب البعث في مطلع السبعينات، بإصدار صحيفة الهدف ووثيقة البعث وقضايا النضال الوطني، في وقت كانت فيه قبضة النظام المايوي قاسية على القوى الثورية وبالخصوص على البعث ومناضليه ومن يحسب عليه، بعد أن فشلت حركة يوليو 1971 وإستشهاد الرفيق محمد سليمان الخليفة عبد الله التعايشي أمين سر الحزب وعضو القيادة القومية. فدخل البعث الفضاء السياسي العلني، كأكثر الاحزاب شبابا وحداثة، مستهدفا المجموعات السكانية الأكثر تأثيرا في الحياة السياسية والاجتماعية، فانتشر وسط المجموعات الثقافية المتميزة مثل جبال النوبة والنوبيين في شمال السودان، وبالمقابل وسط النقابات والمهنين والعمال والطلاب والمهنيين والمثقفين.

وفي ذلك الوقت، بالنسبة لنا كطلاب حديثي الإنتساب في صفوف البعث في المدارس الثانوية، كنا قد إنتسبنا  للبعث في آواخر أيام دكتاتورية مايو. وكانت ما تزال فكرتنا عن البعث تتلخص في مقالات عهد البطولة و “معركة المصير الواحد”، ذكري الرسول العربي، موقفنا من الرأسمالية ونظرتنا الاشتراكية، وفي زخم حرب القادسية في البوابة الشرقية للأمة العربية. ووطنياً في سجالات محاكمات تكفير فكر البعث والبعثيين الأربعة، بشير حماد و رفاقه، و التي عرفت لدى الأمن بعملية “وكر الفتيحاب”. كانت وقتها البطولة تزاحم الخوف، من نظام دكتاتوري اتخذ من الدين ستاراً لمحاربة معارضيه، والصاق تهمة الكفر والردة عليهم، وقبيلها كان  النظام الدكتاتوري قد أقدم على اعدام الأستاذ محمود محمد طه، و بث مشاهد الاعدام عبر شاشات التلفزيون وحشد الناس في ساحة سجن كوبر ليشهدوا تنفيذ الاعدام، في محاولة كان من الواضح انه استهدف من خلالها ترهيب المناضلين، فبالتالي لم يكن مستبعدا ان تشمل تلك الانتقامات السياسية الرفاق الأربعة.
كنا نرى أن عطاءنا النضالي محدود مقارنة بحجم المخاطر التي كان يتحملها قسم كبير من مناضلي البعث اعتقالات وتعذيبا وتشريدا وملاحقة ومحاكم.

وحين كان العمل السري، يكتسب نوعاً من الاثارة، وتجريب الأساليب النضالية في الخفاء، وفي الغالب كانت معظم الأسر لا تعرف عن ابنائها وبناتها إرتباطهم بالبعث وإنخراطهم في الأنشطة الليلية والنضالية الأخري، لا سيما البسيطة التي كنا نقوم بها في نطاق الحي الذي نسكن فيه في شرق النيل. اذكر في ذات نهار، و بينما كنت أسير مع والدي بجوار سينما كلزيوم، على شارع القصر، وسط العاصمة الخرطوم ومراكزها الرسمي والتجاري ،رأينا كتابات على الحائط لحزب البعث، تدعو  الشعب للثورة ضد النظام العميل الذي يتاجر بالدين، فقلت لوالدي: “يقول الناس ان البعثيين يدفعون أموالا لبعض الناس ليكتبوا في الحوائط”، فرد علي بسرعة، “من قال لك هذا”، فقلت له: “ان بعض زملاءنا بالمدرسة يقولون ذلك”، فرد بسرعة: “ده كلام فارغ”. كنت أقصد من حواري ذلك مع والدي أن أحصل منه على إعتراف أو شهادة بأن ما نفعله شيء يحظى بالتقدير والاحترام.
وبعدها بعام تقريبا وجدني اسطر جريدة الكفاح للمدارس الثانوية وأدبجها بمقولات القائد المؤسس، مستغلا صالون منزلنا، وربما وقتها يكون قد أدرك سر سؤالي السابق له عن حزب البعث.

وفي الديمقراطية الثالثة، بعد الانتفاضة، وجد البعث بيئته التي كان يسعى اليها وإنطلقت نضالاته في كل المدن والقرى والشوارع والجامعات وإنتشرت مطبوعاته ومعارضه وندواته، في شتى أنحاء البلاد، حتى قد تسبب ذلك في تكوين ارهاب نفسي للقوى السياسية الاخرى، سيما جبهة بقايا مايو وحلفاءها، فأصبحوا ينسجون حول البعث الدعايات المغرضة والإفتراءات والأكاذيب مما أدى الي ان يصدر البعث وثيقة اسماها “ردود على شائعاتهم”. استهدف البعث من خلالها  بشكل مركزي نشر الفكر القومي التحرري، وسياسيا استهدف بقايا مايو بالفضح وبتكوين تحالفات مناهضة لهم، من خلال تعزيز تحالف قوى الانتفاضة داخل النقابات والاتحادات، والتصدى لكل سياسات وركائز  نظام نميري، والمؤسسات والاحزاب والشخصيات التي نشطت في زمن الديكتاتورية، وهي حملة عرفناها باسم تصفية بقايا مايو، واقتصاديا كان قد طرح البعث شعارات شديدة الإهتمام بالقطاعات الشعبية الكادحة، وتبنى سياسيا تصعيد شعار من أين لك هذا، ولا للتبعية ولسياسات صندوق النقد الدولي، والذي ظل يطالب به من أجل إقتلاع أموال الشعب من الفاسدين واللصوص الذين إستغلوا السلطة. وقضائياً تصدى البعث من خلال كتيبة من المحامين البعثيين والديمقراطيين لمحاكمة عناصر مايو من خلال محاكمات شهيرة برع فيها الرفيق الأستاذ الصادق سيد احمد الشامي المحامي، عليه الرحمة.
وبفضل انتشار البعث ورموزه الشابة وادبياته، اتسع نطاق الثقافة والفكر، من خلال منشورات الحزب ومجلّاته (الثقافة الوطنية ،آفاق عربية ،أقلام …) وصحيفة الهدف وغيرها، فما كان من مَنْفذ للثقافة والادب والا كان للبعث والرفاق يد طولى في تأسيسه وديمومته.

تحية خاصة للرفاق الاجلاء الذين بجهودهم، إرتفعت للبعث رايات ورايات. وعاشت الإنتفاضة في الضمير البعثي والوطني  نورا ومشعلا، يضيء طريق الانتفاضة الشعبية ويستلهم دروسها وعبرها، وكمستودع للمخزون الثوري الهائل الذي تتمتع به جماهير الشعب وقواها الحية …
وتحية خاصة لشهداء الانتفاضة وأسرهم وفي طليعتهم شهيد الشعب والبعث الرفيق محمد حسن الفضل.
_________________
*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

‏https://m.facebook.com/hadafsd/

‏ ╰─┅─═ঊঊঈ??═─┅─╯

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.