الأحد , مايو 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *في فلسفة ما لا يمكن نقده* *الصادق المهدي نموذجا*

*في فلسفة ما لا يمكن نقده* *الصادق المهدي نموذجا*

ما هذا البؤس الذي ليس كمثله بؤس هو خضوع مجموعة من البشر لسيد لا يمكن أبدا الاطمئنان إلى صلاحه لأن بمقدوره دائما أن يتحول ويتلون على حسب مصالحه واحلامه وطموحاته كيف يمكن لكثير من الناس والمدن والأمم ان يكونوا تحت إمرة جلادهم هذا الذي وضع رؤوسهم من قبل في حبل المشنقة ما الذي يدفعهم ان يمدوا له اصابعهم ليقطعها من جديد.  أن الإنسان الواعي عليه أن يبحث عن حريته ويستعيدها بنفسه وليس عليه انتظار احد ان يعيدها له وخصوصا ان كان من ينتظره لا تعني له الحرية شيئا طالما هو ولد سيدا على الآخرين.
*كان عوليس يجوب البلدان والبحار لعله يرى الدخان المتصاعد من منزله* فكيف لهؤلاء الذين أشعلوا النار   بأيديهم حيث يتواجدون مع من يتربص بهم ثم يطلبوا منه أن يحضر الماء لإطفاء النار أن شخص كهذا سينجو بنفسه بالتأكيد دون حتى الالتفات لهم  لماذا هؤلاء لا يتذكرون حوادث الماضي ليحكموا في ضوئها على المستقبل من الذي فرط في الديمقراطية في هذه البلاد من هو صاحب مشروع التجمع العربي في دارفور هذا الوطن الصغير والكبير في تنوعه العرقي والاثني هل سيد كهذا يرى الناس صغارا كأنهم دراويش  في ساحة نوبة سيجلب السلام أو سيأتي بالتغيير والحرية الذي يحلم به المقهورين على طول وعرض هذه البلاد وهو الذي فرط فيها من قبل. هل شخص كهذا سيقف ضد الطاغية ويسقطه بعد ان تم تكريمه من نفس هذا الطاغية قبل سنوات وتم منحه نجمة اللاثبات على المبادئي واللامبالاة بالنضال هل شخص كهذا يمكن الوثوق به؟
إن من يدعي طرد الطاغية مع الإبقاء على الطغيان عليه أن يستعيد وعيه لأنه إذا نسى وتناسى فإن للشعوب ذاكرة سميكة لن تغفر لمن كان السبب في إحراق أحلامهم أمام أعينهم هذا الذي وضع يد واحدة في النار ويرشها بالماء البارد بيده الأخرى لن يشعر بالوجع ولن يحترق كمن يجلس بكامل جسده في النار وهذا حال المسحوقين والمقهورين في هذا الوطن لن يقنعهم هذا السيد الذي يعارض النظام ببناته ويناصره باولاده في تجسيد مباشر لشكل جديد من الانتهازية الباردة في هذا  العصر وكل هذا بأسم الديمقراطية وحرية الانتماء وهي ابعد ما تكون من هذا المفهوم وهو مجال اخر انا لست بصدد الحديث عنه الان .
من يظن ان عصفور يسهل اقتناصه بالزقزقة عليه أن يصدق مثل هؤلاء الأشخاص بعدها سيكون في دائرة العبودية المختارة
ان الشعوب المقهورة لن تغفر لمن تسبب في فقدانها حريتها ستظل صورته محفورة كواحد من الذين يثيرون الشفقة لأن تفكيره ينصب حول نفسه بدلا من مصلحة الجماعة في تجسيد أيضا للنرجسية التي تسري في دمه أما هؤلاء الذين يتقربون طواعية ليكونوا مطية في يد الطغاة والسادة والملوك هؤلاء البؤساء يرون كنوز الطاغية تلمع ويبهرهم بريق إسرافه فيقتربون منه غير مدركين بأنهم يلقون أنفسهم في اللهيب.
  أي مشقة واي عذاب هذا يا إلهي إن يفكر المرء ليلا ونهارا كيف يرضي إنسان اخر هذه الفكرة يجب ان تبتعد عن هذا الجيل القادم في هذه البلاد الذي ينتظر دوره ليقوم بما فشل فيه السابقين لأنهم قدموا رؤوسهم ليقطعها جلادهم أكثر من مرة وهكذا استمر الأمر إلى أن وصلنا إلى هذا المكان.
ولأن الشعوب لا تضع اللوم على الطاغية فيما تعانيه بل على هؤلاء الذين يسوسونه هؤلاء تعرف أسماءهم الشعوب وتحتفظهم بصورهم وتلعونهم في كل لحظة صمت أو حديث في كل وجعة وصرخة طفل جائع أو مريض في كل إهانة يشعر بها أي فقير أو مريض لم يجد دواء سينال هؤلاء الف شتيمة والف إهانة لأنهم كانوا همزة وصل بين الطاغية والشعب كان نصفهم هنا وبقاياهم هناك
لنتعلم إذن لمرة واحدة أن نحسن التصرف ونرفع اعيينا نحو السماء لنتعلم الشجاعة والجرأة  ونقول لا لمن لا يستحق نعم ومن أحسن نقول له أحسنت ومن أساء نعطيه بقدر ما يستحق من تقويم ونقد يعيده لجادة الطريق ليكون في خندق واحد مع الآخرين في مشوارهم ضد قوى الشر والجهل التي اختطفت بلادنا منذ عهد طويل هؤلاء الذين يفكرون بعقلية العصور الوسطى لن يصلحوا في عصر الحداثة والتطور مالم يتركوا العبودية المختارة التي تلفهم من كل جانب.

nouralddin jarjara

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.