الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / المردوف ما بمسك اللجام: مأساة قوم لئام

المردوف ما بمسك اللجام: مأساة قوم لئام

دكتور الوليد ادم مادبو

إن إلاخفاق الذي يصحب “نداء السودان” سببه “الضبابية الأخلاقية” واستعداد بعض من قادة الحركات للجلوس الي الكهنوت في سبيل استنقاذ مستقبلهم السياسي والذي ربطوه بعمرهم الشخصي وليس مبدئية شعوبهم.

ما الذي سيقولونه للنازحين الذين قذفوا الكهنوت بالحجارة وقد كان حري بهم أن يرجموه، عندما قدم لزيارة المعسكرات في 2004؟ اذا كان أصحاب القضية يرفضون التسوية الجزئية ولا يقبلون إلا بتسوية وطنية شاملة فلماذا الاستعجال؟ كان أشرف لهؤلاء المناضلين اذا كان ثوار حقيقيين وليس طلاب سلطة أن يقولوا غلبنا (بكسر الغين) ويسلموا الراية أو يتركوها واقعة علي الأرض كما هي.

إذا أراد هؤلاء أن يكونوا براغمتين، لماذا اشعلوا حريقا تضرر منه أهل دارفور عامة وأهاليهم خاصة؟ هل هم مقتنعين بأنهم ارتكبوا حماقة تضررت منها الزرقة والزغاوة خاصة؟ وإذا هم لم يحتملوا المكوث خارج ديوان السلطة أكثر مما ينبغي، فلماذا اتخذوا وسيطا؟ لماذا لم يذهبوا مباشرة الي صاحب الجناب؟ إن انهم أرادوا تشييد منصة تحفظ لهم ماء وجههم — أقصد ما بقي منه؟ 

أرجوكم لا تهنوا ولا تحزنوا لسماع  الخبر المهين والذي تمثل في تسلم الكهنوت لزعامة الجبهة لكنكم يجب أن توقنوا بأن انفضاح هذا الجيل كان أمرا لازما لأنه جيل فاشل ووضيع ومنحط — جيل كاد أن يورثنا هزيمة معنوية بعد تلكم الميدانية لولا ما تعلمناه من النازحين والمشردين والمرابطين والطلبة الراسخين وخليل وبولاد والزبيدي وأخرين يعلمهم المولي ولا نعلمهم.

وبعد كدا يجيك احد البائسين يقول لك “الراجل لديه قدرات خارقة”! زي ايش يا روحي؟. الصادق المهدي فاقد تربوي نال شهادة إكمال من جامعة أكسفورد (completion) ولم يحصل علي أي تميز (fulfillment of course requirement) والفرق معروف لكل من درس في جامعة غربية محترمة أو غير محترمة. ولذا فهو لا يستطيع إنجاز أي شئ. أما قصة كتبه هذه فقد كشفها حيدر إبراهيم إذ بين بأنه لا توجد فيها فقرة حقيقية (genuine)؛ كل ال حصل أن الله رزقه كما رزق الترابي حبة “غرابة مغفلين” مصدقين حدوتة الدين!

قناعتي أن الشخص الوحيد الذي هو أكثر كذبا من الصادق هو المهدي نفسه. فقد كذب اول ما كذب في نسبه وقال إنه شريفي وهو من الفولاني، ونسي أن يدفن مركب أبوه التي كانت عبارة عن  canno وليس مركب كبقية مراكب الدناقلة. ولم يكتف بذلك بل قال إنه التقي بالنبي (صلي) في الحضرة فبشره بتحرير بيت المقدس. واستمرت الأكاذيب حتي أحل لنفسه استباحة دماء المسلمين واعراضهم باسم الدين. ليس هذا هو الأمر الغريب إنما الأمر العجيب أن يتم إعادة تدشين ذات “المسرحية الدينية” بعد مئة عام، لكن بشخوص مختلفة. عليه يجب أن نحدث قطيعة ابستمولوجية مع هذا الإرث حتي نستطيع أن نتحرر من الخرافة.

التواطؤ هذا علي مستوي قطري (بضم القاف) وليس فقط قومي ولذا فالنخبة المركزية تصنع عنه أفلاما وتستضيف من ذويها اعلاما ينتقدونه لكنهم لا يجرؤن علي كشف المؤامرة كي تستمر الخرافة. وإلا لما اكتفت الجزيرة باستضافة منصور خالد في الفيلم “الوثائقي” الأخير وللجأت للدكتور مهدي آمين التوم وللبروفسير محمد إبراهيم خليل وأخرين عاركوه ولم يناظروه فقط.

لو جينا للحقيقة  والله الموضوع ما داير شهادات. الموضوع داير ضماير ويقينيات — أمران تعرفهما نساء المعسكرات وطلاب الجامعات أفضل من أي واحد فينا.

هؤلاء، الذين سلموا أمرتهم لسمسار، لم ينعتقوا بعد من العبودية والفرق بينهم وبين قادة المليشيات هو الفرق بين آل cotton pickers وال house niggers. لا فرق بين من يقطع البطاطس لزوجة الرجل الأبيض ومن يحرث له الحقل.

استثمر الكهنوت محنة الشعب السوداني وسيظل طالما هناك نخب تائهة وليس لديها هدف استراتيجي أعلى. لئن اتبع أحقر غرباوي أهون عندي من أتباع سمسار محترف مثله!

ألم تر الي إبتسامتهم بل الم تر زهوهم؟ هم لم يصدقوا بأنهم سيلتقطون صورة مع الكهنوت وقد زهدت حتي ستات الشاي في تسمع أخباره.  فهو رجل اضله الله علي علم وختم علي سمعه وبصره وجعل علي قلبه غشاوة ولذا فهو لا يأنف أن يستثمر محنة الغرابة والشعب السوداني أجمع.  هل لديه حرفة أخري أم هل كان لأهله وذويه حرفة أخري؟

ال المهدي مختلفين فيما بينهم ومنقسمين الي خمسة أقسام بينهم ما صنع الحداد (أحمد المهدي، الصادق الهادي، مبارك المهدي، الصادق المهدي و نصرالدين الهادي)، بيد أنهم متفقين على حب النظام وتملقه حد اللثام. كيف تفسر هذا؟ ببساطة، هم لا يستطيعون العيش خارج ظل السلطة. لأن السلطة عندها المال.

سيدخل الشعب السوداني في متاهة طويلة والأسوأ لم يأت بعد. وهو يفضل هذا المخاض الاطول علي تمليك الأقزام زمام أمره.  لقد جرب نخب المركز وجرب نخب الهامش وخاب عشمه في كليهما. وهو بامتناعه عن التظاهر يرفض إعطائهم أي مادة ممكن أن يسوقونها كبضاعة. أما قيادة شريفة وامينة ونبيهة وأما الانتظار ولو الف عام.

المعركة معركة وعي واسلحتها التربية الروحية والفكرية. وهذه أمور لا يجدي معها الاستعجال. سيما أننا يجب أن نعمل ولا نغفل عن حجم التواطؤ الذي بدأ منذ سنار وما زال مستمرا بين النخب الدينية والعسكرية والطائفية والقبلية والاقتصادية.

“دارفور تزعجهم وتزعجهم أكثر عندما تتوغل في العمق الإنساني والوجداني السوداني”

الصورة لطفلة وجدت في العراء بعد أن فقدت أبويها ولم يعرف لأهلها لمصير في حرب الإبادة التي دشنها النظام

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.