الإثنين , مايو 20 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / مصاحف على أسنة الرماح!

مصاحف على أسنة الرماح!

عبد المنعم سليمان
مهمة تنظيف سمعة شخص تكلله القذارة من رأسه إلى أخمص قدميه هي مهمة صعبة وعسيرة ومستحيلة، لأن المرء لا يستطيع مهما أوتي من حبال الخداع والأحاييل تلميع شخصية قاتل محترف، والأصعب ان تكون المهمة تحويل شخصية هذا القاتل إلى “ولي” من أولياء لله الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، لذا نجدهم عندما أرادوا تنظيف سمعة قائد مليشيات الموت محمد حمدان “حميدتي” لم يجدوا من يشبهونه به سوى “الحجاج بن يوسف”، الذي كان يقطف الرؤوس بشماله ويحمل القران بيمينه!
وهاهو “الولي” قائد مليشيات الموت في شخصيته الجديدة، يقيم المهرجان ويوزع اللافتات إحتفالاً بتوزيع “50” ألف مصحف! وتعلن الصحف بلا أدنى حياء أو خجل خبره، وكأنه مؤلف هذه المصاحف، والأنكى من ذلك هو شعار الإحتفال:(كتاب الله يوحدنا)، وهذه كذبة كريهة وفرية لا أظنها ستنطلي على أي أحد في بلادنا، ولو كان من سكان “مستشفى التجاني الماحي”، إذ ان الحقيقة هي ان كتاب الله لن يوحدنا، ليس لأنه تم اختزال كتاب الله في القران وحده متناسين كتابه الآخر “الانجيل” الذي يدين به آخرون يشاركوننا الوطن، ولكن لأنه وفي كل تاريخ البشرية لم يوحد كتاب الله أي أمة من الأمم السابقة، وبالطبع لن يوحد الأمم اللاحقة، فالأمم المحترمة لا تتوحد بكتب الله وإنما تتوحد وفق عقد إجتماعي واضح تتواثق عليه بالعدل وبالحق وبالصبر، وتحت نظام ديمقراطي محترم محمي بجيش وطني محترم، لا مليشيات اللصوص وقطاع الطرق والمرتزقة، بل ان كتاب الله نفسه إتسخ وتدنس عندما أصبح بيد اللصوص وقطاع الطرق والمرتزقة، ويجب ان يغسل بالماء وبالثلج والبرد !       
ان الحاجة المعروفة بالفطرة هي: عندما يعطش المرء فانه يحتاج للماء ليروى، وعندما يجوع يحتاج لكسرة الخبز ليشبع، فقط في السودان وحده عندما يعطش الناس ويجوعون يقدمون لهم المصاحف لا الماء والرغيف!
ماذا ستفعل المصاحف للعطاشى؟ أيبلونها ويشربون “مويتها” كما يردد الجعجاع المأزوم بين كل أزمة يتعرض لها وأخرى؟ وماذا ستفعل المصاحف للجائع؟ أيقطع آية من آيات البقرة ويبتلعها عوضاً عن لحم البقرة المادية التي أصبحت من المستحيلات، كما الغول والعنقاء والخل الوفي؟!
أبحثوا عن خدعة أخرى، فحيلة المصاحف التي توضع على أسنة الرماح هي حيلة ماكرة وخاسرة وفاسقة، خبرها الناس قديماً في معركة “صفين” ولا يزالون في تيه وتبعثر وشتات من تداعياتها.. خذوا مصاحفكم وأرحلوا، لا نريد مصاحفكم، فنحن صحف الله وروحه وظله وقدره وأجله، ولكل أجل كتاب لو كنتم تعقلون.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.