الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الطاقم الحاكم يلغي الحزب الحاكم

الطاقم الحاكم يلغي الحزب الحاكم

بقلم

الطاهر اسحق الدومة

Email:aldooma2012@gmail.com

نعم الحكومة – القائمة وفقاً للمؤسسات والهيئات التنفيذية والتشريعية ومن ثم صارت تؤكد بالفعل والممارسة ، رضي الشعب أم رفض أنها فقط من يحق لها أن تمضي في الحكم وفقاً للآليات التي تقرها والأفكار والسياسات التي تخرج من عمقها.

تقلصت أدوار الحزب الحاكم مع الأحزاب التي تتوالى معه إلى محطة انتظار الحدث من الفئة الحاكمة كي تؤكد ولائها أولاً وتنفي معارضتها فصارت الصدى الذي يردد ما قالته أو تقوله الأجهزة الحكومية مجسدة في وزرائها أو كافة قياداتها الحكومية. صار حزب المؤتمر الوطني تقوده الأحداث عليه فقط مجاراتها وموالاة طفح من تصريح لأي قيادي حكومي. حكومة الأمر الواقع غدت لا تأبه لأي صوت يعترض حتى مجرد نواياها حين تخرج أحياناً تصريحات كالبالونات اختبار موجهة ليس للرأي العام السوداني وحده إنما في الأساس للحزب الحاكم بكافة مكوناته من قيادته إلى قاعدته بالطبع لا ننسى حتى الحرس الفكري المسمى (حركة إسلامية)  الذي كان هو من يزكي للحزب والدولة، ويقرر في كافة التوجيهات الاستراتيجية للحكومة والتعينات الوظيفية من الوزارات إلى صغار الموظفين  كان ذلك منذ نسختها الثانية بعد المفاصلة الشهيرة لذا لا خيار ولا طريق أمام حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية إلا أن يرضخا لنوايا وتوجيهات الطاقم الحكومي الحاكم برئاسة البشير الآن فتقلص دور المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ليس أتى من فراغ بقدر ما جاء من  خلافات عميقة في الرؤى والأفكار والتي تسير الحكومة  من قبل النخبة التي تسيدت الحكم.

فما ظهور القيادات والمنابر التي تدعو لإعادة انتخاب البشير من خارج منظومة الحزب الحاكم رغم انتماء أصحاب هذه (الحلاقيم) نفسها للحزب الحاكم إلا مؤشراً قوياً في تأكيد الخلافات حول المنهج المفترض الذي تسير عليه الدولة وقد أنبري د. أمين حسن عمر وانتقد هذا  الإجراء انتقاداً ليس سافراً فحسب بل ربما بمثابة إبراء لذمته في هذا المنعطف الخطير الذي يمر به الحزب الحاكم فجهر برأيه في حين صمت الآخرين خوفاً لمصالحهم أو لجماً لفتنة يخشون حدوثها فيما بينهم.

       ربما الدولة بمؤسساتها ومن خلال القيادات التي تتبؤأها هي الآمر والناهي والمخطط لما تؤل إليه الأوضاع آنياً ومستقبلاً فلا مناص أمام الحزب الحاكم وزراعة الفكري إلا الجهر أو الصمت ولا أمل يبدو في الأفق لتجاوز هذه المعضلة في ظل انسداد الأفق السياسي الشامل للأزمة الوطنية ككل. وفي إطار الانحدار إلى الهاوية الذي يدنو له الاقتصاد الوطني الذي وصل مراحل في غاية الخطورة في عمق المجتمع السوداني من غلاء فاحش وطاحن بالرغم من ان مثل هذه الأيام كانت في العقود الفائتة تمثل بداية الانتعاش الاقتصادي في تدفق العملة الصعبة في شرايين الاقتصاد الوطني من جراء موسم ما بعد الحصاد لمحاصيل نقدية مثل الحبوب الزيتية والصمغ العربي والكركدي والذرة بأنواعها مع التطلع لإنتاج القطن فإذا كانت مثل هذه الأيام انزوى وانحسر الأمل في بلوغ وضع اقتصادي ولو تحسن في حده الأدنى فماذا  يا ترى تخبئه الأيام في ظل الانعدام الاقتصادي والجدب السياسي.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.