الجمعة , مارس 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *وعن المعتقلة رواء جعفر بخيت يكتب شقيقها ذوالنون:*

*وعن المعتقلة رواء جعفر بخيت يكتب شقيقها ذوالنون:*

*ولن يكون إحتراقها سوى شمعة تنير في قضايا حماية الطفولة والأسر في مناطق النزاعات والحروب*

تحية طيبة

الموضوع:
رواء جعفر محمد علي بخيت (رواء جعفر بخيت)
Ms. Rawa G BAKHIT

في 17 يناير 2018 في مدينة أم درمان وهي جزء من عاصمة السودان الخرطوم، تجمع عدد من قادة الأحزاب وجمهور من المهنيين رجالاً ونساء للتداول والتعبير عن رفضهم لميزانية ولاية الخرطوم وللسياسة الإقتصادية وتأثيراتها السلبية.

قبل بداية الإجتماع داخل المقر الكبير لأكبر حزب سياسي  في السودان، داهمت مجموعات من رجال الأمن المتجمعين خارج المقر والسائرين إليه، وحتى بعض المارة، وتم إعتقال أكثر من مائة شخص كحالة سبقتها وتلتها حملات اعتقال أخرى،

وقد أدعى رفاق المعتقلين أو أفراد من أسرهم أو معارفهم أنهم شاهدوا أو أُبلغوا من آخرين بإعتقال ابنهم او ابنتهم، أو لم يعودوا إلى بيوتهم منذ خروجهم للإشتراك في هذا التجمع الذي تعرض السائرين إليه لهجوم عنيف قبل بداية نشاطه.

كما هي عادتها طول 29 عاماً تقريباً لم يصدر من الأجهزة الرسمية للأمن أو الشرطة أي بيان أو إوضاح بخصوص عدد المعتقلين أو أسماءهم أو أماكن إحتجازهم أو التهم الموجهة إليهم أو أي إجراءات ستتخذ بشأنهم، ولم تخطر أسرهم بأي شيء عنهم.

ضمن هؤلاء المعتقلين رواء جعفر بخيت، وهي دارسة علوم سياسية وكذلك ناشطة في مجالات رعاية الطفولة وأسر النزوح  والحكم الصالح والحكم الشعبي والتغيير الديمقراطي، وقد درست هذه المجالات منذ التسعينيات وما بعد الألفين في قسم العلوم السياسية في كلية الدراسات الإقتصادية والإجتماعية في جامعة الخرطوم،  ثم في جامعة دورهام البريطانية، وهي مثل كثيرين متفوقة في دراساتها منذ طفولتها، وبعد فترة في عمل تقارير وبرامج الهيئات الدولية عن أحوال أطفال وأسر النازحين بدأت رواء جعفر بخيت التحضير لنيل شهادة الدكتوراة في جامعة ريدينغ البريطانية في موضوع عن الحكم الصالح والحكم الشعبي وتنمية المجتمع عبر نشاطات المجتمع المدني في دول الشرق الأوسط، وعادت لمواصلة عملها في السودان في تحسين آمان ومعيشة أطفال وأسر النازحين.

  في نطاق إهتمامها ودراساتها المتعلقة بالأوضاع الإجتماعية للأطفال والأسرة والشروط السياسية لحمايتهم وتطورهم، تطوعت رواء جعفر بخيت في بداية حياتها العملية في منظمة أمل لرعاية الأطفال المشردين وعملت كمعلمة مدرسة، وكباحثة ومساعدة في التدريس في الجامعة، ثم في قسم البحوث والدراسات في شركة موبيل الاميركية، ثم في منظمة “أنقذوا الطفولة”، ثم في برامج لهيئة الأمم المتحدة بعضها لحماية المدنيين في مناطق الحرب الأهلية، وبعضها متعلق بالأطفال والأسر في معسكرات اللجوء، وفي برامج دراسية للإتحاد الأوروبي عن المجتمع المدني والحكم الصالح.  وقد شملت مناطق عملها: جنوب السودان، وجبال النوبا، وشرق السودان، إضافة لمراكز نشاطها في العاصمة الخرطوم، فضلاً عن رعاية والدتها المريضة حتى وفاتها، والعناية ببعض تراث والدها الأكاديمي/السياسي.

الإهتمام الدراسي والعملي بهذه المسائل المرتبطة ببعض علاقات المجتمع والسياسة، والتي تتضمن قدراً كبيراً من النشاط الدولي والنشاط الحكومي السوداني، يجعل عمل رواء جعفر بخيت ونشاطها وآراءها في شخصية الباحثة/الناشطة المدنية، وفي ذات الآن تجعلها نفس هذه النشاطات  شخصية سياسية سلبية في نظر أجهزة القمع السياسي التي دأبت منذ سنة 1989  بأشكال عشواء وبأشكال منظومة على إستدعاء وإعتقال عدد كثير من نشطاء المجتمع المدني في مختلف أنحاء السودان.

  تعرضت رواء للإعتقال ثلاثة مرات كانت الأولى لساعات في مرحلة دراستها الجامعية لإشتراكها في تظاهرة طلابية داخل الجامعة، والثانية أيضاً لساعات في العام الماضي بعد نهاية تجمع خطابي في جامعة الخرطوم، وهذه المرة، السبب الأساس وجودها في أنشطة عامة سلمية وقانونية، أما أجهزة القمع فلم تقدم لها أو لأسرتها في أي من هذه المرات أي مبرر قانوني أو قرار رسمي لإعتقالها، بل تعطيل وضرر ضد الحرية. 

  فقدان أسرة المعتقلة رواء جعفر بخيت لوجودها آمنة سالمة سواء كانت على قيد الحياة أو قتلت، لن يكون أكثر من فقد ملايين السودانيين الذين قتلتهم حكومة السودان بالحرب العسكرية أو بالسياسات الإقتصادية المضادة لحقوق الأطفال والأسر والإنسان في الماء والكهرباء والسكن والتعليم والرعاية الصحية والمواصلات والثقافة والتنمية والحكم الصالح، ولن يكون إحتراقها سوى شمعة تنير في قضايا حماية الطفولة والأسر في مناطق النزاعات والحروب، ومعسكرات النازحين واللاجئين، وحيث أحزمة البؤس والعنف والأمل الضعيف.

تقوية لأمل العالم والسودان في حماية الطفولة والأسر النازحة، من كافة اأشكال الإنتهاكات، أطالبكم بأن تتحروا أجهزة الأمن في السودان عن كافة حقوقها كمعتقلة وكإنسان، بداية بمعرفة ظروف إحتجازها والإجراءات التي أتخذت أو ستتخذ بشأنها، ولماذا؟ والمطالبة بإطلاق سراحها أو تقديمها لمحاكمة عادلة. فإحتجازها بهذا الأسلوب يخالف حريات وحقوق الإنسان في التعبير وفي المشاركة في الأنشطة العامة، ويحاول تخويف الناس من الإسهام في تغيير الظروف والسياسات السيئة التي يتعرضون لها.

مع التقدير

ذوالنون جعفر بخيت

شقيق المعتقلة رواء جعفر بخيت
Ms. Rawa G BAKHIT

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.