الأميرة صفية الفضل تحكي تجربة اعتقالها وسيدات بلادي المهينة بسبب وقوفهن من اجل الكرامة

ا
( أكرموا النساء، فو الله ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم ))

تأخرت عن الكتابة نسبة لأصابة يدي اليمني
كنت انزل بوستات نعم لكنها مختصرة  لاني مصابة في يدي اليمني بالصاعق الكهربائي  والالم مستمر لا ادي كم فولت الذي تم صقعنا به وكاد ان يصيب يدي بالشلل
اولا  اشكر  كل من كتب وساند ونشر و ارسل لي وكتب علي صفحتي الشخصية قبل وبعد خروجي
ما انا الا سودانية  بسيطة يجري الوطن في دمي واموت الف مرة عندما اراه دون الامم  يتخلف وغيره يتطور  لا أستطيع أن اري انسان يظلم أمامي  واصمت
انا لست وحدي آلاف مثلي سودانيين يحملون هم الوطن وسئموا من الوقوف مكتفوي الايدي  فخرجوا
ماحدث يوم ١٦
رأيت ثلاثة رجال يضربون امرأة في شارع القصر بالخراطيش والكهرباء ويمسكونها من يديها احدهم باليمين والاخر باليسار 
اقتربت منها  عرفت انها الصحفية امل هباني كان تنفسها سريعا نسبة للصقعات الكهربائية
اقتربت منهم وقلت لا تضربوها ووقفت امام امل مباشرة  لاشتت انتباههم عنها واخفف عنها الضرب  فبدأوا بصقعي بالكهرباء  واخذونا  ووضعونا في بوكس في الخلف  ووصلوا ضربي في يدي بالكهرباء
فتحت السماعة قبل ان يمسكوا هاتفي مني واتصلت باحد الاحباب لم استطيع الحديث  لكني  اوصلت له رسالة  انهم اخذوني
  اخذونا لمباني جهاز الأمن بموقف شندي ببحري
استاذة امل طالبت بطبيب فور دخلونا  وأنا ايضا طالبت بطبيب لان يدي كانت تؤلمني جدا
كان المكان مكتظا بالناشطين والناشطات كلهم ملزمين  بالإتجاه نحو الحائط  ممنوع الكلام ممنوع الحركة
احضروا دفعة اخري بعدنا  عرفت منهم الحبيب دكتور احمد السر  الذي تم ضربه امامنا علي رأسه من قبل احد افراد الجهاز وعندما احتججنا علي ضربه  هددونا بأخذنا الي اعلي  ولا أعرف  ماذا يوجد في الاعلي  ؟
اتي احدهم وطالب بتخفيف الاكتظاظ  في المكان  حتي لا يتم الاحتجاج عند الضرب
اخذونا للداخل
كانت معي امل هباني
ووصال…
ووهج …
كدفعة اولي
تم التحقيق معنا
عن معلوماتنا الشخصية
كيفية دعوتنا للتظاهر
تنظيماتنا السياسية
وبعدها بدأت  الاسئلة الملتوية
بالتخويف بسوريا
وناسين تماما ان دارفور اسوأ
الحديث عن الرزق  وناسين ان الله امرنا بالانتشار في الارض لطلب الرزق
اخرجوا امل منا
واحضروا
داليا وشمس العلا ووصال
وطالبة اخري من  علوم جامعة الخرطوم
ثم بعدهم احضروا نسيبة وخالدة   ثم نعمات واخري لم أتعرف عليها
ثم احضروا اقسام وكانت عائدة من المستشفي 
بعدها اكتظ المكتب بالمعتقلات
وكل من يدخل يقول  عاملناكم معاملة طيبة  ستخرجون اليوم  واكتبوا علي صفحاتكم  عن تعاملنا الراقي
لم اجيب فسألني حزب الامة مالو ساكت؟
قلت له  من ابسط حقوقي كوب ماء
ساندوتش بعد المغرب وانا معتقلة قبل الافطار
مصلاة كي اصلي فرضي
هذه حقوق
اما عن التعامل لم اعرف  سوي ضربنا بالكهرباء والان احس بالشلل في يدي
قال لي اذا كنت تعرفين من ضربك اذهبي واشتكي في استعلامات الجهاز هذا حق مكفول لك
تعلمون اني لا اعرف اسمه لكن لو التقيته بعد مائة عام ووسط مليون شخص  سأعرفه
اعجبني صمود المحتجزين  ايمانهم بقضيتهم
كثرتهم 
لاحظت ان الذين تم اطلاق سراحهم لم يقبض احدهم في الموكب    لان الاعتقالات كانت بعد الموكب  وكان  كلامنا موحد من حقنا التعبير لكنك لم تقبض علينا في الموكب  كل من معي احضرهم من المطاعم والشوارع  العامة
اما انا سببي اني طالبت بعدم ضرب  امل بالكهرباء في الشارع
لاحظت التعامل بعنصرية بالسؤال عن جنسك وقبيلتك
فنحن سودانيون  الا يكفي ان يكون  السودان هوية؟
لا حظت فخامة المكاتب  نقلونا بين مكتبين ولا حظت
رداءة  وقذارة دورات المياة التي يسمح للمعتقل بإستعمالها

طلبوا منا ان  نرسل لهم رسالة شكر من الخارج
شكرا جزيلا جهاز امن الرئيس
وليس جهاز الامن الوطني
لاعتقالكم النساء وضربهن وإهانتهن في الشارع مخالفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إستوصوا بالنساء خيرا ) فأين هؤلاء من ذلك  وهن لم يفعلن شئ مخالف  للقانون إلا إذا كانت المطالبة بالحقوق ورفع الظلم تشكل مخالفة عندكم 
شكرا كثيرا جهاز امن الرئيس لانكم  تستعملون العصا الكهربائية والخراطيش للمعبرين عن ابسط حقوقهم
شكرا جميلا  لانكم حاولتم ان تعرفونا بالوضع خارج البلاد ومعسكرات اللجوء ونسيتم كم اللاجئين داخل الوطن
وشكرا اخيرا لانكم اثبتم لنا ان زوال النظام بات وشيكا….