رجال الدين وأئمة النفاق في عصر حكومة البشير

طغيان رجال الكنيسة في العصور الوسطى الأوربية يماثله طغيان

يقول تولستوي :”لقد استولى حب السلطة على قلوب رجال الكنيسة كما هو مستول في نفوس رجال الحكومات، وصار رجال الدين يسعون لتوطيد سلطة الكنائس من جهة ويساعدون الحكومات على توطيد سلطتها من جهة أخرى”. إذن فمصلحة السلطتين تقتضي بقاء الأوضاع على صورتها الواقعة
وهذا ما انبطق الآن على رجال الدين  في عصر حكومة النفاق والإستبداد والقهر و الجوع بلغ منتهاه  والأوضاع الاقتصادية أصبحت سيئة جداً والغليان بدأ . واليوم في كل مساجد العاصمة والولايات يمارسوا أئمة النفاق دورهم المرسوم في تغبيش وعي الجماهير وتحذريهم من الخروج على الحاكم الظالم على أساس أن الجوع والظروف السيئة هذه نتاج أفعال الشعب من كذب ونفاق وعدم الصوم والصلاة والابتعاد عن العبادة من الشباب وأن هذا غضب الله وعلى الجميع أن يصبر ويرفع يديه للسماء ويتوب ويترك المعاصي والذنوب وهذا يعتبر تغبيش وعي ومحاولة لامتصاص حراك الجماهير
على هؤلاء الأئمة والدعاة أن يتقدموا الصفوف ويخرجوا إلى الشوارع مع الشعب المطحون ويتركوا الهتافية التي يمارسونها في منابرهم هذه لأن عصر تسلط أئمة السلطان على الشعب – حياته الخاصة والعامة تفكيره- خياراته في الحياة كل هذا سيسقط كما سقط في أوربا وهذا الغليان والانفجار الذي نراه هنا وهناك كل هذا ايذانا بزوال النظام  المستبد وظهور عصر جديد قائم على أسس ومبادئ مختلفة

نورالدين جرجرة