الذكرى 62 للاستقلال

? _*الهــدف.tt*_ ??

#آلُہــڊف ًُمُتٍاٍبٍعِا۠تٍ َوٓتّقِاّرَيَر۠
?════════?

*كلمة المهندس عادل خلف الله عضو قيادة قطر السودان لحزب البعث العربي الاشتراكي، والتي ألقاها في الاحتفال بالذكرى 62 للاستقلال، والذي نظمه الحزب الوطني الاتحادي الموحد مساء الاثنين 1/1/2018 بدار الزعيم الأزهري بامدرمان.*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التحية والتقدير للأستاذة جلاء إسماعيل الأزهري، رئيس الحزب الوطني الاتحادي الموحد

التحية للحضور الكريم بحفظ مقاماتكم

التحية لشهداء النضال الوطني ولرواد الحركة الوطنية، الذين كللوا حشد طاقات شعبنا تحت لواء مشروع وطني لنيل الاستقلال حتى تحقق

التحية لتحالف المحامين الذي خاض بجدية ومسئولية، معركة حق استعادة ديمقراطية واستقلالية نقابة المحامون بجدارة ألهبت حماس ومشاعر قطاعات واسعة من الشعب وقواه السياسية، تمظهر في الالتفاف حولها وإسنادها مما أجبر النظام، مرتعباً، لتوظيف الجهاز التنفيذي والأجهزة القمعية والسلطة القضائية، في لعبة تعقيد العملية الانتخابية وتزوير نتيجتها، التي أكدت ضمن ما أكدت، على عزلته ومحدودية قدراته وتأثيره وسط الشعب وقواه الحية والمستنيرة، رغم أنف استخدامه للمال وجهاز الدولة، وهي معركة غنية بالدروس والعبر، نقف في هذه العجالة على درسين منها:

*الأول:*
أهمية تقييم هذه التجربة بذات الجدية والعنفوان وبهدف إعمالها وتعميمها على القطاعات الأخرى، لتفتح الطريق لوحدة قوى الصف الوطني وتيار الانتفاضة، للتخطيط لقيادة معاركها اليومية والقطاعية مع النظام في مواقع السكن والدراسة والعمل برفد الانتفاضة على طريق إسقاط النظام.

*أما الثاني:*
تأكيدها، رغم أنها معركة انتخابات نقابية، على سطحية وتبسيطية الداعين إلى تغيير النظام عبر الانخراط معه ومشاركته لعبة انتخابات 2020، والتي تستهين بتركيبة وطبيعة النظام، و تتجاهل الوعي المستخلص من التجارب السابقة من جانب؛ إضافة إلى  اختزالها للديمقراطية في طقوس إجرائية يجريها نظام لا ديمقراطي، بل ويتناقض معها بحكم الممارسة والمصالح.
وإن أكدت تجربة انتخابات نقابة المحامون على أهمية وحدة قوى المعارضة، كما أكد عليها الأستاذ فاروق أبو عيسى والأستاذة جلاء الأزهري من قبل، فإن البعث يضم صوته ويمد يده لكل المناضلين والساعين في سبيل ذلك، لا بكونه غاية أو رغبة عاطفية جياشة؛ وإنما كوسيلة موضوعية تقوم على أسس واضحة لا لبس فيها .
وحدة المعارضة تعني
وحدة نضال القوى المؤمنة والعاملة من أجل هدف إسقاط  النظام الدكتاتوري بالاستناد والتعبير عن الإرادة الوطنية وبكافة وسائل وتعبيرات نضالها السلمي، معنى وحدة الهدف والوسيلة .
كما أنها تعني الانطلاق من، والدفاع عن، وحدة السودان شعباً وأرضاً وعدم التفريط في سيادته .
وبذلك المعنى لا موقع لإعراب (وحدة قوى المعارضة) والحديث عن الحوار مع النظام أو المشاركة في الانتخابات التي يعمل على أشغال الرأي العام بها منذ الآن.

*الحضور الكريم :*

درج الاتحاديون على تنظيم هذا الاحتفاء السنوي بالاستقلال في بيت الزعيم الأزهري، ويشاطرهم في ذلك شعبنا، الذي تحتفل قطاعات من شبابه وأطفاله وأسرهم، بعفوية، وكل بطريقته، في الأحياء والميادين والشوارع، والحدائق وفي المنازل؛ تأكيداً على المكانة المرموقة التي يحتلها (الاستقلال) في الوجدان الوطني، في مقابل التراجع  الكبير عن مضامينه، انتقل النظام القائم من العجز عن تحقيقها، أسوة بالحكومات التي سبقته، إلى معاداتها، تمهيداً للتفريط فيها، وهو ما يجعل نضالنا مع شعبنا من أجل إستعادة الديمقراطية، بإسقاط النظام، هو الوجه الآخر للنضال من أجل الدفاع عن الوحدة والسيادة و بمعنى آخر (الديمقراطية والاستقلال والوحدة ) وجهان لعملة واحدة.
واسمحوا لي، ودون إطالة، أن أتطرق بعجالة إلى ما أعلن عنه، في زيارة رئيس النظام إلى روسيا ولقاءه بالرئيس بوتين، وما أعلن عنه في زيارة الرئيس التركي اردوغان، وعدم إجازة ميزانية 2018 حتى الآن باعتبارها أهم ثلاثة أحداث ذات صلة بالذكرى 62 للاستقلال.
القاسم المشترك بين توجهات النظام إلى روسيا وتركيا، رغم تقلبات تموضع السياسات الخارجية في توازنات القوي الإقليمية والدولية، هو البحث المستميت للنظام عن مخارج لأزمته الاقتصادية والمالية، والتي حولته إلى ماكوك ينتقل من مجال إلى آخر، أونقيضه، بعجالة، ودون أن يرمش له جفن، كما يقول المأثور. مؤكداً، ببراغماتية عجيبة، أنه ليس هنالك رؤية استراتيجية للعلاقات الخارجية، كما أنه ليست هنالك ايدلوجيا أو فكرة ينطلق منها النظام أو يدافع عنها. لقد أصبح هم البقاء في الحكم، هو ايدلوجية رأس النظام، واستراتيجيته، وفي سبيل ذلك مستعد لتقديم كل شئ وعمل كل شئ .

فسابقة النظام للطلب من  روسيا بإقامة قواعد عسكرية على شواطئ البحر الأحمر، وحمايته مما سماه بالتهديدات الأمريكية، وإن عبرت عن عزلته عن الحاضنة الشعبية، فإنها قد أكدت أيضاً عن تناقضه عن مواقف الحركة الوطنية السودانية ونضالات وبسالات شعب السودان. فطلب الحماية وإقامة القواعد، فوق أرضه و مياهها، تفريط بالاستقلال والسيادة، فهو يتنكر للدور الذي لعبه السودان في حركة عدم الانحياز منذ مؤتمرها التأسيسي في (باندونغ) ويتخلى عن خطها الرافض لإقامة القواعد العسكرية .
وإن أخذ البعد الاقتصادي (الاستثمار) الحيز الأكبر إعلامياً في زيارة اردوغان ، إلا أن ما أعلن عنه عن (منح) سواكن لتركيا لمدة غير محددة، يؤكد سابقة روسيا، أن النظام في سبيل أمن حكمه، ينسف أسس الأمن القومي ويحولها إلى وسيلة للكسب والمناورة، ودون اكتراث بالطموحات التركية (العثمانية) الهادفة للتمدد عبر السودان عربياً وافريقياً من خلال التواجد في البحر الأحمر، وتطويق وعزل مصر، وإسناد الإخوان في ليبيا وغيرها من الساحات .
أما الاستثمارات التركية، مع أهمية الاستثمار الزراعي وربطه بالصناعي، إلا أن استثماراتها ارتبطت بالفساد الذي أزيح النقاب عنه، في سكر النيل الأبيض، كما إشارت الأستاذة جلاء، كوبري الدباسين، مثالاً لا حصراً، إضافة الى تركيز الاستثمار في قطاع الخدمات بدلاً عن الاقتصاد الحقيقي (فنادق، مطاعم، ….) وستكشف الأيام ما لم يصرح عنه.

في الختام، رغم عدم تقيد النظام بالميزانية العامة للدولة بعد إجازتها، وعدم التقيد بتقديمها للبرلمان لإجازتها حتى الآن، إلا أن سماتها العامة تشير إلى أنها أسوأ ميزانية تعرض منذ أن نال السودان استقلاله.

ومراعاة للوقت نشير إلى نقاط:
*1/الميزانية تتجاوز شروط صندوق النقد حول تحرير أسعار السلع وتحولها إلى مصدر ايرادي، لا بإنهاء الدعم كما ظل يدعي خطاب النظام وتصريحات وزراء المالية، وإنما بالزيادات المستمرة، علماً بأن تثبيت سعر السلع وتركيزها ظل مطلباً شعبيا منذ انتفاضة مارس أبريل 1985.*

*2/ الميزانية استكملت تحرير أسعار السلع، تحرير مقيد لسعر صرف العملة الوطنية (الجنيه) مقابل الدولار بشكل تدريجي (حزم) حسب الاتفاق مع الصندوق، حيث تم تحرير سعر دولار الدواء في نوفمبر   2016 من 5.6 الى 15.800(يعني لا دعم للدواء) في حين أن هذا المبلغ أقل بكثير مما هو مرصود لمجلس السلطان، الذي لا يشرع أو يجيز إلا بأمره.*
*الحزمة الاخيرة في تحرير سعر الجنيه استكملت بالمثل، بتحريك قيمة الدولار الجمركي من 6.9جنيه إلى 18.00 جنيه.*

*3/تحسباً لرد الفعل الشعبي، كما حدث في سبتمبر 2013، تم تأخير عرض الميزانية في وقتها وتسريب سماتها العامة حول زيادة الدولار الجمركي، السكر والدقيق والكهرباء؛ وترك  تنفيذها لقوى السوق قبل أجهزتها بحكم الأمر الواقع.*

*4/ وعلى ضوء ذلك شكلت الضرائب حوالي 70% من إيرادات الموازنة وما تبقى استدانة من الجهاز المصرفي والجمهور والمنح، وهو مؤشر لإفلاس اقتصادي، وفرض معاناة طاحنة إضافية على غالب الشعب، الذي حولته الميزانية إلى (مصدر ايرادي)، فيما تذهب ايراداته ومعاناته إلى حماية النظام وجيوب مافيا الرأسمالية الطفيلية.*
 
*5/ فلقد حظي الدفاع والأمن والدعم السريع بنصيب الأسد من الإنفاق، مع الملاحظات الآتية:*

*الأولى:* عدم تضمين نشاطها المالي والتجاري، والذي هيمن على مفاصل وعصب الاقتصاد، وبشكل احتكاري للعديد من السلع والخدمات في إيرادات الموازنة العامة .!!!

*الثانية:* مخصصات الأمن والدعم السريع يفوق ما خصص للتعليم والصحة والتنمية مجتمعة.

*الثالثة:* وعلى الرغم مما سبق، رصد لتعليم وزارة الدفاع وتعليم الأمن ما يفوق مرة ونص ما اعتمدته الموازنة لوزارة الزراعة.

*الرابعة:* فيما يفوق ما رصد لمستشفيات الأمن ما رصد لحماية البيئة (تجدون تفاصيل أوفى في البيان الذي أصدره البعث حول الموازنة بتاريخ 28/12/2017ّ)

*الخامسة:* اللافت للنظر أن النظام الذي فرط في الاستقلال الاقتصادي من خلال الرضوخ الكامل لأوامر صندوق النقد وتبني سياسات التحرير، لم يتبنى مقابلة تحرير أسعار العملة والسلع والخدمات، بتحرير الأجور والمرتبات.
هذه الموازنة تمتص جهد وعرق المنتجين الحقيقيين وغالب الشعب بزيادات لا تطاق، لتوجهها لحماية النظام وفساده، وإرضاء نخب أجهزته القمعية، وعلى حساب التقدم والتنمية وتطلعات الشعب ومستقبل شبابه .
وهو ما يؤكد على ما بدأنا به، معركة الشعب ووحدة نضال قواه الحية متكاملة بتلازم النضال من أجل إسقاط النظام، وعبر الانتفاضة الشعبية، والحفاظ على وحدة واستقلال وسيادة السودان، وهو الترجمة العملية لمعنى الاحتفاء بالاستقلال .
وعلى أمل أن نلتقي في الذكرى القادمة محتفلين مع شعبنا بتخلصه من نظام التفريط في الوحدة والسيادة والاستقلال وهو ليس بعصي على مبتكر الانتفاضة في أكتوبر 1964 ومجددها في مارس/ أبريل.

والسلام عليكم ورحمة الله.

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

????????