*اهم التحولات السياسية في القارة الافريقية للعام 2017*

? _*الهــدف.tt*_ ??

*#الهدف_اراء_حرة*

*بقلم: عبد الله رزق*

في اليوم الأخير من عام 2017، واجهت السلطات في الكونغو الديموقراطية ، المسيرات السلمية ضد الرئيس جوزيف كابيلا بالعنف المفرط ، مما أدي لمقتل ثمانية أشخاص في العاصمة كنشاسا واصابة آخرين بجراح . وقد احتج الكونغوليون الكاثوليك على مماطلة كابيلا في الوفاء باتفاق تم برعاية الكنيسة ، يقضى باجراء انتخابات رئاسية ، في نهاية العام المنصرم ، وإزاحة كابيلا ، الذي انتهت ولايته رسميا في عام 2016، ولايسمح له الدستور بترشيح نفسه  لولاية ثالثة. يقدم كابيلا ، نموذجا كلاسيكيا للحكام المزمنين في افريقيا ، والذين حولوا الحكم في بلدانهم ، الى مايشبه النظام الملكي المطلق السلطات، تحت لافتة الجمهورية والدستور. حيث جرت العادة أن يتم تعديل الدستور مراراً وتكراراً، لضمان بقاء الرئيس في الحكم مدى الحياة ، مالم تحدث معجزة ما ، من قبيل  تدخل الجيش في زيمباوى ، لإجبار الرئيس روبرت موغابي على التنحي بعد ثلاثين عاماً من الحكم، وتنصيب نائبه السابق ، إيمرسون منانغاغوا، خلفاً له ، في إطار تبادل محدود للسلطة داخل نخبة حزب زانو الحاكمة ، مقدماً بذلك أمثولة ، ربما تمثل أملا للتغيير في العديد من البلدان الافريقية ،المنكوبة  بالحكم المطلق ،وفي مقدمتها الكاميرون،المرشحة لحرب عرقية بين مكوناتها، فضلاً عن معاناتها من  ضغوط الحرب على بوكو حرام على حدودها المشتركة مع نايجيريا  ، وذلك  لتنحية الرئيس المخضرم بول بيا،الذي يحكم ذلك  منذ العام 1982، اذ تشهد الكاميرون ، ارهاصات تمرد انفصالي مسلح في الجزء الأنجلوفوني من البلاد، أحتجاجاً على مايعتبره تهميشاً من قبل حكم الاغلبية الفرانكفونية،  بقيادة الرئيس بيا.وربما كان نموذج الاطاحة بالرئيس يحي  جامح ، في غامبيا، في يناير من العام المنصرم ، هو الانسب للتخلص من حكم بيا، والخروج عنق الزجاجة ، المتمثل في صعوبة التداول السلمي للسلطة في البلدان الافريقية ، ذات الحكم شبه الملكي . فقد تدخلت قوات من السنغال ونايجيريا وغانا ومالي ، التابعة للمجموعة  الاقتصادية لغرب افريقيا، إيكواس ،والتي تضم 15 بلداً ، في غامبيا لأجبار يحي جامح للتنحي بعد اثنين وعشرين عاماً من الحكم وتسليم السلطة لخلفه آداما بارو، الذي فاز في انتخابات رئاسية رفض جامح القبول بنتيجتها.
لربما ، تعين على بلدان إيكواس ، تطبيق ذات السيناريو ، غير المسبوق في انتقال السلطة في افريقيا، على الكاميرون ، لإفساح المجال أمام تطور هذا البلد ديموقراطيا والخروج من ازمته الخانقة . وهو سيناريو من شأنه أن  يعيد للذاكرة  ، أطروحة المفكر الكيني ، على مزروعي ، بشأن إعادة استعمار افريقيا بواسطة الافارقة أنفسهم، ويقترب بهذا التطبيق الواقعي  من “الوصاية الاقليمية   الحميدة” من نموذجه النظري لـ” الاستعمار الحميد” .
لكن الديموقراطية نفسها ، قد لاتحمل وعد التغيير في كل الاوقات الامكنة . فالانتخابات الرئاسية ، التي جرت في كينيا ، كانت نتيجتها محبطة للمعارضة ، بقيادة مرشحها رايلا أودينقا ، والتي فشلت في الحيلولة دون حصول أوهورو كينياتا على ولاية ثانية.وقد كان  مثيرا للإعجاب إلغاء المحكمة العليا لنتيجة الانتخابات في المرة الاولي نتيجة طعن في اجراءات مفوضية الانتخابات واهليتها، كسابقة  لامثيل لها في القارة الافريقية  ، غير ان المحكمة عادت مرة أخرى للمصادقة على نتيجة الانتخابات ، بعد اعادتها تحت اشراف نفس المفوضية التي طعنت المعارضة في كفاءتها وأهليتها، ودون ان يطرأ تغيير على هيكلها.
ومع ذلك فقد شهدت افريقيا في نهاية العام الماضي ، فوز الكابتن جورج ويا، لاعب كرة القدم الشهير ، بالانتخابات الرئاسية في ليبيريا ، ليخلف إلين جونسون سيرليف، أول امرأة تتولى رئاسة الدولة في افريقيا، في انتخابات حرة  ، والحاصلة على جائزة نوبل للسلام ،  في تجربة وجدت، بدورها  الاستحسان ، واعتبرت من قبل الكثيرين من أميز التجارب الديموقراطية في القارة . وهي تشي بأن للديموقراطية والتحول الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة ، مستقبل في افريقيا ، رغم العثرات هناوهناك . ومن المتوقع أن يشهد العام الجديد، إكتمال مغادرة الرئيس جيكوب زوما للمشهد السياسي ، قبل نهاية ولايته في 2019، وفق مراقبين  ، بعد ان انتخب المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي سيريل راموفوسا  ، رئيسا للحزب، بديلاً لزوما ولعهده الموسوم بفضائح الفساد ، وأصبح مرشحه المحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية  المقبلة في عام 2019.
*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

????????