الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / إهمال الفنون والفنانين‎
سامح الشيخ

إهمال الفنون والفنانين‎

‎ سامح الشيخ

كثيرا ما اذكر بيت الشعر الذي درسناه بالمرحلة الابتدائية، وكان في احد قصائد الشاعر العراقي معروف الرصافي والتي تبدأ ب:- إن رمت عيشاً ناعماً ورقيقاً
فاسلك إليه من الفنون طريقا
واجعل حياتك غَضّة بالشعر والتمثيل
والتصوير والموسيقى إلى ان يصل قوله إن ارقى الشعوب تمدنا وحضارة…. من كان منهم في الفنون عريقا فمنذ ان شوهت الفنون بعد عصر التأصيل، للحياة العامة بدانا ننحدر ببطء نحو هاوية انحطاط المشروع الحضاري.
الذي وضع القيود للممثلين، والممثلات، فحرم الخلوة الشرعية، في الاعمال الدرامية، وفرض لبس الحجاب او الخمار في المسرح والدراما، وكان اسوأ عهود الانحطاط، الثقافي السوداني عندما تولى الطيب مصطفى ادارة التلفزيون فشوه ما شوه، رغم الامكانيات التقنية للتلفزيون وتقول الروايات انه اباد كثير من ارشيف الاغاني النادرة وامر بمحو بعض المواد، وطبع عليها حلقات ذاد المجاهد ومن ضمن تلك المجزرة كل تسجيلات الفنان السوداني الراحل وليم اندرية. ان عدم الاهتمام بالفنون عموماً ورعايتها من الدولة بالاهتمام بالمسرح والسينما والفنون التشكيلية والفن عموماً بدا منذ تطبيق الشريعة سبتمبر 1983 وصار الى ان وصلنا الى ما هو كائن الان من ردة حضارية وثقافية في شتى شئون الحياة تسعى بيننا ادت لفقر الوجدان واضمحلال الالهام الخلاق حتى في طريقتنا لتغيير النظام الحالي فاهملنا نحن الفنون ودورها فقد كانت حفلة واحدة لفنان او مسرحية او معرضا لفنان تتمثل فيها مبادئ الدولة الحديثة، وسط الجماهير التي تحضر الى تلك الفعاليات وسط جو مفعم بالمحبة والألفة حيث، تغيب النعرات القبليةو الاختلافات المذهبية والطائفية.
تجمعنا الفنون ويفرقنا السياسيون بتسييس الدين او تسييس العرق، يجب ان ترتقي السياسة والسياسيين عندنا ويهتموا، بدور الفن في السياسة بدل الاهتمام بدور الدين في السياسة ودور القبيلة فيها ايضاً حتى نرتقي لركب الحضارة بعد ان تقهقر الفن والموسيقي عندنا.
كان عصر فرق الجاز في السبعينيات، واضحى الان عصر فرق البطان القبلي، والطمبور القبلي، واغاني القبائل والشكرة والحكامة، وسيادة ثقافة العنف بسبب التجهيل الحضاري الممنهج باغلاق مراكز التنوير في ظل تدهور اقتصادي، واخلاقي بسبب الفساد المالي والإداري، والصرف على الحروب والاجهزة الامنية التي توعد وتخلف وعودها كل عام بانه سيكون عام الحسم، دون مراعاة لاعوام الرمادة التي يعيشها غالبية الشعب السوداني، بسبب الصرف على الحرب، التي تؤخذ اموالها خصماً من اموالنا التي يجب ان تذهب للتعليم والصحة والخدمات والتنمية تضيع بسفه النظام وإصراره على الحسم العسكري دون جدوى منذ عصر المجاهدين والدبابيين الى عصر الجنجويد، وتحت وقع انفصال تام عن الواقع من السياسيين معارضين وحاكمين.

سامح الشيخ

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.