الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *الإسلاميون في السودان:* *تدنيس المقدس وتقديس المدنس*

*الإسلاميون في السودان:* *تدنيس المقدس وتقديس المدنس*

? _*الهــدف.tt*_ ??
#آلُہــڊفُ آراءْ ﺣُــــرّة
✍═════════?

*لقد إختطف القرامطة الحجر الأسود من قبل، وراهناً إختطف الإخوان الإسلام نفسه ،دنس الإخوان القيم والمبادئ وقدسوا الفساد والشهوات.*

بقلم: أحمد محمود أحمد

إشارة أولى: عنوان هذا المقال قد إستخدمه كُتّاب كُثر غيري في مقاربة الديني والدنيوي وهو ما يصلح تماما هنا في بحث الحالة السودانية عبر حكم الإسلاميين.
إشارة ثانية: هل سؤال الأديب الراحل الطيب صالح عن من أين أتى هؤلاء؟ كان توصيفا لحالة غير مسبوقة في الواقع السوداني، أم كان سؤالا حائرا حول الإنسان المغترب والمفارق لواقعه الاجتماعي؟
تجريد تاريخي:
لقد قال المفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي (1905-1973) والذي كان محسوبا على الإخوان الآتي عن حركة الإخوان المسلمين (إن حركة الإخوان المسلمين قد جسدت النظرية الإسلامية التي صاغها الفيلسوف الهندي محمد أقبال والتي تقول إن المطلوب ليس العلم بالله ولكنه في أوسع وأدق معانيه (الإتصال بالله)، وبهذا فقد تلمس فيها الضمير المسلم طريقه من جديد بإعتبارها حركة تمتاز في جوهرها بالمؤاخاة العملية التي كان يحملها عنوانها والسر في هذا أن زعيم تلك الحركة لكي يغير الفرد لم يستخدم سوى الآية القرأنية ولكنه كان يستخدمها في الظروف النفسية عينها التي كان يستخدمها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده وهذا هو السر كله: أن تستخدم الآية كأنها فكرة موحاة لا فكرة محررة مكتوبة). (الجزيرة نت)
متن الكتابة:
لقد شاهدت عبر الوسائط الاجتماعية أحد (الفيديوهات) والتي يتحدث فيها شاب سوداني حديثا تهكميا إذ قال: (إننا في السودان وقبل العام 1989 لم نكن نعرف الإسلام وكنا نعبد الأوثان وكان الرجل منا يتزوج من أخته وأمه ومن بنته) كما قال ذلك الشاب: (فإن قبل 1989 قد كانت لدينا كعبة في مدينة واد مدني اسمها هُبل نطوف حولها وأخرى في كوستي)، كما قال: (إنه وقبل العام 1989 كانت لديه ثلاثة أصنام واحد من العجوة وآخر من الجوافة… وهكذا، ولكن وفي العام 1989 دخل الإسلام السودان بقيادة الشيخ حسن الترابي فصرنا مسلمين وندين بدين الإسلام.) هذا الحديث لهذا الشاب الذكي يستبطن وفي صورة معبرة الحديث السابق الذي أورده المفكر مالك بن نبي عن حركة الإخوان المسلمين والتي قال عنها إنها لا تستخدم الآية لا كفكرة محررة مكتوبة بل كأنها موحاة ولهذا فهم يعتقدون بأنهم قد أتوا بإسلام جديد لأنهم يتصلون بالوحي وما سبق حضورهم لم يكن إسلاما.
ما معني هذا القول ضمن تفسيره الضمني؟ هذا يعني أن حركة الإخوان المسلمين تنفذ خارج المقدس المكتوب نحو فكرة الوحي نفسها ويذهب وبشكل أعمق ليقول بإن زعيم حركة الإخوان المسلمين كان يستخدم الآية القرآنية في الظروف النفسية عينها التي كان يستخدمها النبي (ص) وصحابته من بعده.
طبعا هذا الحديث خطير إذ يعني أن زعيم الحركة ـ وهنا المقصود حسن البنا ـ في مرتبة تقارب مرتبة الرسول فهو يتجاوز الفكرة المكتوبة إلى الوحي ليبقى في نفس الحالة النفسية والتي كان عليها الرسول في تعامله مع الآيات.
وعلى نفس المنوال السابق فقد صرح الشيخ حسن الترابي في العام 1989 قائلا عن البشير الآتي: (البشير هدية رب السماء لأهل الأرض (من  كتابات واتس آب).
إذن سؤال الأديب الطيب صالح من أين جاء هؤلاء الناس؟ بل من هم هؤلاء الناس؟ يمكن الإجابة عنه بأن هؤلاء الناس هم الذين أفترضوا في أنفسهم هذه الرؤية المسافرة في التاريخ والتي تعتقد أنها تتجاوز مقدس الجماعة الاجتماعية أو الفكرة المحررة وهنا المقصود القرآن المكتوب نحو أن يكون الإنسان متصلاً بالله  ويكون هو ظل الله في الأرض.
هذه الرؤية لو أصبحت إعتقاد شخصي أو فكرة لمجموعة ما دون أن تفرض على الآخرين هذه الأفكار، فيمكن التعامل معها وقبول أصحابها في المجتمع، لأن بعض الصوفيين تجاوزوا هذه الرؤية التي تدعي صلتها بالوحي ليقولوا بوحدتهم وتوحدهم مع الوحي نفسه، وهو ما يعرف في الأدب الصوفي بفكرة الحلول أي أن يحل الله في الإنسان ويصبح هو عينه أو هو هو وهذا ما يُعرف بالشطحات عند المتصوفة الكبار.
هذه الرؤية الصوفية هي رؤية شخصية يعيشها الإنسان الصوفي عبر حالة تجلي داخلي يعتقد بأنها تنقله من حالة الإنسان المُجسم إلى الإنسان الروحي والذي لديه قابلية السمو.
يعرف الكثيرون هذا البُعد عن الصوفية ولم يحاربهم الناس ولم يتهمهم أحد بالكفر إلا في بعض الحالات والتي تورطت فيها السلطة من خلال وصاية بعض الفقهاء وقُتل بعض المتصوفة جراء ذلك لكن كإتجاه اجتماعي عام فلا أحد يتعرض للمتصوفة كما لا يتعرضون هم للمجتمع كثيرا.
إذن الفرق بين الرؤية الإخوانية والصوفية بأن الإخوان أرادوا فرض تلك الرؤية على الآخرين عبر كافة الأشكال.
فلقد رأى الإخوان المسلمين بأن الذين لا يؤمنون بتلك الفكرة، أي فكرة الإخوان المسلمين فهم إما جاهلين أو كفار ولهذا ظهرت في أدب هذه الجماعة تسميات مثل جاهلية القرن العشرين والرافضة وغيرها من المسميات وبالذات عند الجماعة المصرية ولهذا وضمن نقاش الحالة السودانية فإن الإخوان المسلمين وعبر تجربة الجامعات  إبتدعوا فكرة العنف ضد الطلاب وقبل وصولهم للسلطة محملين بتلك الفكرة القائلة بجاهلية هؤلاء الذين ليسوا معهم لأنه حينها كانت تتلبسهم فكرة الوحي تلك والتي قال بها مالك بن نبي والترابي من بعده.
ولهذا سعوا إلى السلطة بِوَهَمْ أن السلطة هي أكثر فاعلية في تغيير الناس ولكن غيرتهم السلطة بدلا أن يغيروا الناس كيف حدث ذلك؟
هذا ما نناقشه عبر بقية هذا المقال.
تدنيس المقدس وتقديس المدنس:
لقد حاول بعض رجال الدين خارج تجربة الدين الإسلامي إستخدام الدين في السياسة وبالذات رجال الدين  في أوربا المسيحية وقد أدى ذلك لتشوهات عديدة في تجربة تداخل السياسي والديني الآف الأرواح قد زهقت نتيجة لذلك الإتجاه. الإسلاميون عموما لا يقرأون التاريخ وإن قرأوه فإن قراءتهم قراءة متعالية تتجاوز القراءة العقلانية نحو عزل التجارب عن بعضها ومنح تجربتهم النقاء الديني كما أنهم لم يقرأوا دور السلطة في التجربة التاريخية الإسلامية والتي أدت إلى انتكاسات كبرى في مسيرة الإسلام  ما زلنا نعيش نتائجها.
لماذا هذا؟ لأن العقل الذي يقرأون به التاريخ يُعتبر عقل غير علمي فظاهرة العلم هي أهم وأخطر ظواهر الحضارة الإنسانية وأكثرها تمثيلا إيجابيا لحضور الإنسان الموجود العاقل في هذا الكون (يمني طريف الخولي).
ولأن الإسلاميين قد أفتقدوا هذا البعد في التفكير العلمي فأنهم أضروا بأنفسهم أولا وأضروا بالذين مارسوا عليهم السلطة وتحديدا في السودان وأضروا بالمقدس والذي إدعوا بخدمته. الإسلاميون يتساوون مع القرامطة (القرن التاسع الميلادي) الذين أنتزعوا الحجر الأسود بعد أن دمروا الكعبة وقتلوا المصلين داخل المسجد الحرام وبعدها أخذوا الحجر الأسود إلى البحرين وأحتفظوا به قرابة الإثنين وعشرين عاما الإخوان المسلمين لم ينتزعوا الحجر الأسود بل إنتزعوا قلب الدين نفسه وأسقطوا أية قيمة أيجابية فيه. لقد دنس الإخوان المسلمين المقدس في السودان حينما مارسوا القتل منذ تسنمهم السلطة وسالت دماء سودانية كثيرة هتكوا أعراض النساء وسرقوا المال العام وخانوا الأمانة فتدنيس المقدس لا يتطلب تمزيقه فحسب بل تمزيق وهتك المبادئ والقيم التي عبَّر عنها هذا المقدس فالإخوان داسوا على كافة هذه القيم والمبادئ وأبقوا مجرد الشعارات الجوفاء التي تبقيهم في الحكم، وهم يدنسون المقدس قدسوا المدنس وهو ما يتصل بالفساد والإفساد قدسوا الرشوة والارتشاء كما قدسوا ذواتهم مقابل ذات شعب بأكمله إخوان السودان اليوم لا يعيشون إلا من خلال الشهوات شهوة الجنس شهوة المال الحرام شهوة التعذيب والقتل. إننا إذ نحاكم هذا العقل اليوم لأنه أحدث دمارا غير مسبوق للأخلاق السودانية وأهدر معاني القيم في الواقع السوداني، وهذا يجعلنا أن نقول ومن غير مزايدة، بأن صعود الإخوان للسلطة في السودان قد ضرب الإسلام بعمق لأنهم تحدثوا باسمه ومارسوا كل الموبقات باسمه وأرتكبوا الفحشاء باسمه فالإسلام الذي قالوا بإنتماءهم لجذره الأول كان إسلاما دفاعيا وهجوميا في ذات اللحظة، لكن الإسلام الذي اشتغلوا عليه أصبح إسلاما ضعيفا وخانعا وتبعيا.
لقد أصبح تنظيم الإخوان المسلمين في السودان فارغ المحتوى ومغلق علي ذاته عبر دائرة المصالح الذاتية التي تحكمت في إخوان السودان وانتزعوا القداسة من كل ما هو موجب في الدين وأبقوا المدنس الناتج عن الفعل القبيح.
ولهذا يحق لنا اليوم أن نقول أن يحكم انسان ما باسم حزبه أو تنظيمه هذا يمكن أن يتم التعامل معه وفق الأسس البشرية المعروفة لكن عندما يحكم أحد باسم الله في الأرض فإنه ينتزع القداسة من الله نفسه ويأتي بها للأرض ليدنسها وهذا ما فعله الإخوان المسلمون و لهذا حق لنا أن نقول لا حكم للأوطان إلا من خلال التجربة النسبية للإنسان كما يحق لنا ومن خلال هذه التجربة أن نفصل الدين عن مجالات الدولة كافة أو عن الدولة كلها من أجل أن نحافظ على المقدس من جهة ومن أجل بناء تجربتنا وفق ثنائية الخطأ والصواب في إطار رؤيتنا البشرية وليست الدينية.
*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

????????

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.