الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *سفر برائحة التراب*

*سفر برائحة التراب*

*قصاصات*

    لقد جف مدادي ، وكسر قلمي ، وما وجدت حروفا أزاحم بها الثريا لتترجم بعض مما يعانيه إخوتنا في المنافي وآليت علي نفسي تطويع يراعي لأسرد هذا الشعور المتنامي ، ومشاعر الفرقة ، والشتات ، واحلام اللقاء التي تتبخر ونحمد الله ان يقين نفوسنا المؤمنة ، قادر على أن يعتصر علي جراح قلوبنا لتتحمل رحيل الإشراقات المضيئة في حياتنا ، وإنسدال ستائر الحاضر الموجع بكل مآسيه ، بإستار القادم المفرح بكل تآسيه ، لتترك لنا غياهب الظلام المحزن بعد رحيلها ، ونفارق ارواحا” أهلة” بيضاء ترتقي سماء العلا ؛ دون ضجيج ، وبلا إستئذان ببهاها وسموها تنطفئ من عالمنا لتلبي نداء الخلاص الأبدي الي جنات الخلود بهدوء ، وتشتهي أشواقنا العليلة لنظرة تملأ بها المقل وتغادر دنيانا موشحة بطمأنينة النفس .
ولكنها لم تدع لنا سوي تقاطر مآقينا المنسكب ليبعثر  وحدتنا ، ونبكي لوحدنا ، بعد أن كان بيننا الموعد لنلتقي ونحتفي من جديد .
   احباء غادروا ولم يدعوا لنا سوي وخزات تنكأ صميم الفؤاد المر فتحرق الحشا .
فهل كانت طموحاتنا إلا حصون من أماني زائفات ؟ وهل الغايات للذين تسربلوا في المنافي ، وتشردوا في الفيافي ؟ الا الصراخ علي جدار خاوية ، والليالي الموحشة الطويلة التي لاتنتهي ، لترقد أجسادنا في مضاجعها ، وقلوبنا الهائمة تتواتر آهاتها هنالك ، ويبقي رنين الهواتف ، ودقات الأجراس ، حلما” بالرجوع لنجد بعضا” من بقايا أمنيات .
ولا يزال يظن اقراننا بأننا الناجين الوحيدين من ركام الوطن الهالك ، ويبعثون الينا برسائلهم طالبين إنقاذهم ، ولا يعلمون باننا نجونا باجسدنا وفقدنا أرواحنا وأنفسنا بين ركام الإشتياق ، ومغبة العودة ونيران الحوجة ، وبلانا الزمان بفقدان الأحبة .
ورائحة الارض التي نتنفسها ، والخيرات التي تندلق من السماء ، تبقي حبيسة أشجاننا نحيا علي إياب كي نقدم ما جنيناه ؛ قربانا” للذين تركناهم خلفنا فنجدهم رفاتا” تذروه الرياح ، وتبقي حياتنا بلا الوان زاهية ولا زخارف منقوشة ؛ تفتقد النفس ، والروح ، بعد أن أدمت مآقيها الإفتقاد ، ويأ ليتنا ما نجونا ، ولا عدنا! ، عزاء لا ينتهي سوي باللقاء في الجنان العلي .
  الي كل رفقاء دربي الذين فقدوا اعزاء” كانوا يمنون الالتقاء ولم تسعفهم المواقيت ، ولم تكتمل اشواقهم بعد ان توقف نبض من يعشقون حضورهم .
الي كل أنفاس طاهرة ، غادرت بلا عودة وسافرت بلا وداع ، الي كل أشجان حبستها المسافات ، وغيرتها الأماكن ، لا تضجري فسوف نلتقيك في إحلامنا في كل صحوة ، وغفوة ، ومنام ، حتي نحتويك في نهاية المطاف ، فجميع الطرق تودي الي التراب …

 

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.