القصريون المهرولون…

القصريون المهرولون…
……
يتبول المريض في مبولة يسميها الشعب السوداني (قصرية)…
لا أدري من أين أشتق شعبنا هذا الإسم…لكنه ذو دلالات (مقرفة)… وما ان نراها في المحلات المخصصة لها الا ونتذكر مستخدميها وغالبا هم الاطفال الصغار أو المرضى…ومؤكد أنها ذات صلة قوية وعريقة بالمرأة في حالات (النفاس).
والبروفسير شداد أستاذ ضليع بالفلسفة في جامعة الخرطوم…وكانت له ثلاجة خاصة في مكتبه خصصها للماء…وكلما يفضى إناء يعيد تعبئته ووضعه في الثلاجة…وحينما يعود من محاضراته ظمئا من كثرة (التنظير) يجد أن آنية الماء التي يتعب في الاشراف على ملئها ووضعها في ثلاجته خاوية على عروشها…ومبعثرة فوق مكاتب مكتبه… ويجد ان الماء قد توزع ما بين المدرسين والطلاب… ويعيد ملء الآنية مرة أخرى…وهكذا.
أخيرا هدته (فلسفته) ل(فكرة) (عبقرية) إستقاها مما ترسخ في عقل المجتمع عن (القصرية)…ومضى الى أقرب محلات الأواني المنزلية… وأشترى (قصرية) ذات حجم متوسط…وملأها ووضعها في الثلاجة وذهب (لحال) محاضراته…وحينما عاد وجدها كما هي…لم تنقص رشفة واحدة…إذ كلما فتح أحدهم الثلاجة بهدف الماء يتفاجأ ب(قصرية شداد) ويغلق الثلاجة وهو في منتهى القرف.
أما شداد فهو لم يتوانى في أن (يصنقع) بمحتوى قصريته من الماء البارد…وهو سعيد بالحل الذي توصل له دون أن يخسر أي أحد من زملائه وطلابه.
……
سادتي :
وصلت ساحتنا السياسية لمرحلة (قصرية شداد) إذ أن المحتوى ما والإناء (قصرية)…فمن أراد الشرب فدونه (مبولة النظام)… ستنعمون بالحكم…ولكن…عبر أتفه الوسائل.

علاء الدين الدفينة.