الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / ما يجب ان لا يغفل عنه الشعب السوداني …

ما يجب ان لا يغفل عنه الشعب السوداني …

     البعض يتصور أن رفع العقوبات الامريكيه علي السودان ، جاءت بردا” وسلاما ، علي نظام الانقاذ ، وأن الطريق بات معبدا” أمامه ، للخروج من المأزق التاريخي المزمن ، الذي ادخل فيها البلاد ، وشعبها طيلة سنوات حكمه الأسود البغيض ، وأن رفع العقوبات ، سيمهد الطريق للنظام لتصفير العداد ، والبدء في اعداد نفسه لفترة زمنيه ، وهناك اعتقاد خاطئ من البعض بان الرخاء والرفاهية سيحدثان ، بمجرد الإعلان عن رفع القرار ، وان آثار تبعات هذا ستحدث بين عشية وضحاها .
      الكل يصور الأمر حسب ما يتخيله ، اوما تصوره له تهيؤاته حسب مصالحه .
     لم يتم اتخاذ القرار رأفة بالشعب ، او مراعاة لمعاناته المتزايده ، وكلنا يعلم ان (اليانكي الامريكي) لا يحسب حساب لهذه الاشياء ولا يلتفت لما لا يتفق ومصالحه ، وهذه مسألة اوضحها الرئيس (ترامب) عشية احتفائه بالفوز في الانتخابات الامريكيه الأخيرة ، إذ صرح بان شعاره الأكبر وهدفه المنشود هو مصلحة امريكا ، وصاح بملء فيه (Amirca first) وراح متماهيا في سياسته تلك ، بأن جعل السعودية اولي الحلفاء الذين تحميهم امريكا .    
وفي زيارته المشهورة للسعودية خرج بأكثر من (باربعمائة مليار دولار) محققا شعاره المرفوع ، ومهددا” كل من يتعدى على من تقوم امريكا بحمايته بالمقابل .
   يجب أن لا يغفل الشعب السوداني ، ان هنالك جوانب غير ماديه ستعود عليه بالنفع وتتلخص في …
     أولا”: ان نظام الانقاذ اصبح منهكا للغاية ، بعد أن بذل طاقاته واهدرها عبر سنوات حكمه في الحروب المكلفه ، واستنفاذ طاقاته الماديه في شراء الذمم ، والصرف الخرافي علي المليشيات التي تحارب انابة عنه بالوكاله .
    ثانيا : ذهاب (المشروع الحضاري) وهو الاساس المعنوي والرئيسي للنظام ، وانتهي بعده النظام الي نظام تحكمه المصلحه بعد ان تخلص رئيسه المنهك اكثر من اساطين وجهابذة المشروع ، والذين اصبح لا ذكر لهم ولا وجود ، في عالم حكم الانقاذ الآني .
     ثالثا : الفساد الذي نخر في جسم وعظم النظام ، وحرب المصالح الخفيه بين القوي المحيطه بالبشير ، والذين ينظرون اليه كعقبة كؤود في طريق طموحاتهم ، وربما يفكر الكثيرين منهم في ايجاد طريقه للتخلص منه بعد رفض الامريكان لمساندته في قضية الجنائية الدوليه ، بل ووضعتها كشرط لاستمرار التفاهم مع السودان .
   رابعا : حقوق الانسان كشرط ، وحرية التعبير والتزام النظام بهما يجعله مغلول اليدين بجانب حرية الاديان ؟ وهذه تصب في مصلحة الحراك الشعبي ،، اذ انه يخشي من الغضبه الامريكيه أكثر من أي شئ آخر ، خاصة وأن عيون امريكا المبثوثة عبر سفارتها ، والمنظمات الامريكية ، التي تناهض قرار الرفع بشدة ، بجانب المنظمات الحقوقيه الأخري ، كمجلس حقوق الانسان ، ومنظمة العفو الدوليه ، وغيرها ستكون مراصد دائمة تحكم الرقابة علي النظام واجهزته القمعية .
الشعب السوداني احدث ثورتين ما زالتا ملهمتان للشعوب الأخري ، ولا تنقصه الإرادة الوطنيه ، ويجب أن يستغل ذلك التنازل لصالح قواه الناشطه الساعية نحو التغيير .
     قد تعود المؤسسات التي هدمها ، وحطمها النظام عن قصد متخذا العقوبات كشماعه ، كالسكه الحديد ، والخطوط الجويه ، والبحريه ، ومشروع الجزيره ، وكافة المؤسسات الأخري الي سابق عهدها ، وستعود النقابات القويه ، مشعلا للمناداة ، بحفظ الحقوق لعامليها ، بجانب أنها قوي ثورية يهابها النظام ويخشاها بشده .
   ان الفرصة باتت مواتية لكل الناشطين ، والشباب ، الذي يعتبر القوة الرئيسية للتغيير لاقتحام كل وسائل التعبير ، وتفعيل العمل الحزبي الذي يكفله الدستور ، وتسيير المسيرات السلميه ، والاعتصامات الاحتجاجية ضد النظام .
     هذه جوانب علينا ان لا نغفلها ، وان نهتبل هذه السوانح لإحداث التغيير المرتقب ، والخروج ببلادنا من وهدتها ، وانهاء الديكتاتورية ، والطغيان الانقاذي ، الذي وصل الي نهاياته الحتميه ، والمجد للسودان ، وشعبه العظيم …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.