بالأمس انتشرت شائعه عبر الوسائط الاجتماعيه ، ملأت سماء الخرطوم ، وبقية انحاء الوطن ، مفادها ان المجرم ( علي عثمان محمد طه) (الذي سود الله وجهه ) في الدنيا عظة لمن يعتبر قد فارق الحياة ، وبالفعل تلقينا سيلا من الاتصالات يتساءل الناس فيه عن صحة الخبر .
الشئ الذي ادهشنا ، وادخلنا في حيرة لم نفق منها حتي كتابة هذا المقال ، هو أن أهل السودان الذين عرفوا عبر التاريخ بتسامحهم ، وتوادهم تلقوا الخبر بفرحة عارمة ، يمازجها شئ من الحسرة ، مما وضح لنا أنهم كانوا يأملون في رؤيته ماثلا أمام عدالة الشعب ، اي العقاب والقصاص الدنيوي ، وان كانوا موقنين ومؤمنين تماما ، إن عدالة السماء لا مراء ولا شك فيها ، فحساب المجرم بميزان العدل الإلهي الذي لا يترك في كتاب أي منا صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها .
هكذا بلغ الناس مبلغا ، لم يحدث من قبل ، ولكن ما فعله هؤلاء من جرائم غير مسبوقه ، وارتكابهم لموبقات يقشعر لها البدن ، ويشيب من هولها الولدان ، احالت كل أهل السودان الي اعداء ، لهؤلاء القتله واللصوص ، يتمنون أن يروا فيهم في الحياة الدنيا قبل الممات .
العبارات التي تبودلت عقب انتشار الشائعه ، كانت صادرة من نفوس ، وقلوب امتلأت غضبا ، وسخطا علي هؤلاء ، (الله ينتقم منهم ) الله لا يرحمهم .الله لابارك فيهم .(الله يورينا فيهم ) لم يترحم أحد علي هذا المجرم ، الذي ارتكب اكبر الجرائم ضد وطنه وشعبه ، بهندسته لانقلابهم الأسود ، والحمد لله الذي جعله يسمع بأذنيه ، ويري ويقرأ ما تناقله العامه عن موته ، ليعلم ان الله يمهل ولا يهمل وهو شخصيا مكروه من بقايا المتأسلمين الذين نقموا عليه ، منذ أن غدر بكبيرهم الذي علمهم السحر ، حتي أطلق عليه عبارته الشهيرة ( من يأكل موز القرود.. ولحم الإسود يتوقع منه كل شئ ) بعد ان اذاقه الله الويل والثبور ، ولكن سرعان ما سقي من نفس الكأس بأيدي قومه ، فانتبذ ركنا قصيا يعاني مرضا ، ويتميز غيظا في مزرعة اختارها مقاما ، تعود اليه مما نهبه من أموال المساكين ، وعامة الشعب .
اننا ننادي كل قوي التغيير وهي تتصدي لقيادة ثورة ، وهبة شعبيه حتمية الحدوث ، نطالبهم ان يعد قانونا لاستعادة المنهوب من اموال الشعب ، ومن حقوق الناس ، و استعادة الأموال المسروقه بمساعدة المجتمع الدولي والاجهزة المختصة ، بتجميد حسابات اللصوص في الخارج ، ومصادرة الاراضي والعمارات الضخمه ، والسيارات الفارهه ، وبقية الارصدة المودعة داخليا ، والمجمعات ، والشركات ، والمزارع المكتوبه باسماء الزوجات والابناء والبنات وحتي الاثاثات وكل ما نهب فهي مملوكة للشعب ، لتعود لصالح خزينة الدولة ، وهي كفيلة باصلاح الوضع الاقتصادي الخرب ، الذي عبثت به ايدي اللصوص والقتله ، وضمان الملاحقة حتي بعد الموت ، أن حدث لأحدهم قبل الخلاص ، وهذه مهام نرجو ان ينتبه لها الثوار الشرفاء برصد كل المخالفات ، والانتهاكات ، وملاحقة الارصده الخارجيه ، كما حدث للدكتاتوريات المنهاره ، في مصر وليبيا ، وتونس وغيرها وهي مهمة وواجب كل افراد الشعب السوداني ، فالأموال المنهوبه أكثر من خمسة عشر مليارا بالخارج .
شمس الحق ستسطع ، ورياح الثورة العاتيه ، ستجتاح كل مواطن الظلم ، والنهب ، والسرقه ، ويومها سيأتي الحساب قصاصا ، وسيعودون حيث كانوا يسكنون الغرف والخيام ، والمنازل المتواضعه في اطراف المدن .
سيجئ هذا اليوم ، الذي يرونه بعيدا”، ونراه قريبا فأهل الحق لن يتخلوا عنه طال الزمن أم قصر …
Ghalib Tayfour