ما بين إسمي وإسم جون ( الجزء الثاني والأخير)

لقراءة الجزء الاول يوجد  على هذا الرابط :-

https://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-68302.htm

كان داخل الحراسة برغم اكتظاظه بعدد كبير من البشر ، ورغم عن هجير ذلك الصيف توجد به فتحة واحدة في أعلى الحائط شباك صغير به عدد من الألواح الصلبة في شكل يعطيها شكل يوحي بأنك فعلا داخل سجن  أو زنزانة كتلك التي توصف في الروايات.
عندما تم ادخالنا وعلى غير ما استقبلتنا تلكم النساء بعبارات التشجيع بطيبة وشفقة بادية على وجوههم إلا أن في حراسة الرجال كان أمرا مختلفا في أول الأمر بعد حيث استقبلنا بسخرية غير ايجابية خصوصاً عندما علموا اننا اعتقلنا من شاطئ النيل لكن الوضع هذا تغير للعكس تماما عندما جاهر برأيه زميلنا في الحراسة الاخ جون كما أسمى هو نفسه بمداخلته الواضحة بالاحتجاج على عدم المساواة بيننا حتى في الظلم لكنه قال رأيه بطريقة خفيفة الدم غيرت أجواء الحراسة تماما وحولتها إلى نوع من الالفة والمرح بسبب الضحك والسخرية  الذي أحدثه ذلك الرأي  حيث تم تعارف بيننا وبعض  ممن يشاركنا فيها ، وأكثر من تعمقت علاقتنا معهم مجموعة شباب كان قد ادخلوا الحراسة بنفس المادة التي دخلنا بها حيث وجدوا يلعبون الدومينو (الضمنة) في تلك الجمعة بسوق العياشة سابق الذكر في مقره شمال سابقة الذكر ايضا حلة الميري أو حي الوابورات الذي صار اطلال ولم يعد له أثر بعد عين .
خرجنا من الحراسة التي استطاعت الواسطة والمحسوبية أن تخرجنا منها في اليوم الذي كان يوم جمعة الذي لا يمكن أن تكتمل فيه اجراءات تصديق الضمان .
خرجنا بعد أن تحدد لنا يوم المحكمة وكان في اول يوم عمل بداية الأسبوع بمحكمة النظام العام بالسوق المركزي شمبات بالخرطوم بحري ذهبت باكرا ومن معي من الاصدقاء الذين تم القبض عليهم  بواسطه الملازم أول وقتها مزمل العطايا والتيم المرافق له ذهبنا  إلى حيث مقر المحكمة مكتظ بنا نحن المتهمين الذين كان  معظمهم معتقل أو تم القبض عليهم  تحت مواد قانون النظام العام وأتذكر من بين  المتهمين كانت هنالك فرقة موسيقية غنائية وفني الساوند ايضا لديهم محاكمة لأنه تعدوا او تجاوزوا الوقت المحدد للحفلات ليلا وهي فرقة الان لا وجود لها ولكن واصل بعضهم كافراد منهم اليوم فنان نجم شباك ، كما كان أيضا هنالك لاعبين  معروفين يلعبون بأحد اندية القمة ايضا ينتظرون المحاكمة في محاكم تفتيش النظام العام بإحدى مواد هذا القانون اعتقد انها مادة الأعمال الفاضحة وعدد ايضا من المتهمين والمتهمات تتعلق تهمهم ما بين شرب الخبر وبيعه ، ونحن معهم بالخارج ننتظر بالخارج في انتظار القضاء ليقول قولته فينا تحت بند المادة المذكورة في مقالي الاول وهي مادة التسكع .
جاء دورنا ومثلنا أمام مولانا بحضور الشاكي في البلاغ المدون ومثل نيابة عن الشاكي أحد جنود النظام العام واسمه سانتينو طلب منه في البدء قبل أن يستجوبه القاضي أن يؤدي القسم وبالفعل أدى منسوب للنظام العام القسم على الكتاب المقدس حيث كان يوجد في قاعة المحكمة أمام مولانا قاضي النظام العام الكتابين المقدسين الإنجيل والقرآن الكريم.
بعدها سأله عن الوضعية التي وجدنا بها هل وجدنا ورائانا نسبح أو نستحم في النيل فأجاب بلا ولكنه وجدنا ورائانا نلعب كرة القدم وصدورنا عارية في الشاطئ وهي الهيئة التي تم اعتقالنا والغاء القبض علينا بها ، بعدها سال القاضي كل فرد منا إذا كان قد استحم أو سبح بالنيل فأجابه ثلاثة منا بأنهم سبحوا ، ولكن قبل الغاء القبض عليهم ، اما انا ومعي صديق منهم اخر اجبنا بأننا لم نسبح أو نستحم ، تدخل الشاكي في هذه اللحظة وقال بدون أن يأذن له القاضي لكنهم كلهم كان يبدو عليهم اثار السباحة والاستحمام بالنيل انتهره القاضي بحسم وطلب منه أن يتكلم عندما يأذن له بعدها أعطى محاضرة قصيرة عن خطورة الاستحمام في مياه النيل وعن تذايد حالات الغرق في فصل الصيف وان إجراء مثل الذي حدث معنا محاولة لمنع الغرق وحفظ ارواح المواطنين وحكم على من اقروا بالاستحمام بغرامة مالية بسيطة وانا ومعي زميلي الاخر شطب البلاغ الذي فتح في مواجهتنا ، بعد أن خرجنا من المحكمة تابعنا سير القضايا حيث تعتبر محكمة النظام العام هي المكان الانسب للتسكع فقد كان مقرا للمشاهدة والفرجة على من تتم محاكمتهم بالجلد سواء كان امرأة أو رجل ، انتظرنا نحن أيضا مع المتسكعين لنعرف مصير  الفرقة الموسيقية وكان مصيرها الحكم عليها بغرامة مالية كبيرة ، اما لاعبي كرة القدم فتمت محاكمتهم بالجلد والغرامة وكان جلدهم قمة لإهانة النفس البشرية حيث تم جلدهم ومعهم بنتين وسط تصايح المتفرجين وضحكات بعضهم والبعض الآخر شامت وسط تحمل السياط بجلد وصبر مشهود من اللاعبين وانين وبكاء البنتين اللتين تلين القلوب الصلبة الا انه لا قلب الجلاد لان ولا قلوب الجماهير الشامته التي تتصايح بفرح وتشجع الجلاد على الضرب والجلد مع كل ضربة للكرباج أو السوط.

سامح الشيخ