الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / اخت صلاح اغماضة العنقاء

اخت صلاح اغماضة العنقاء

————
جورجى زامفير الموسيقار الروماني الضخم بملامحه العادية وفلوته العادى يرسل الانغام فتصبح عوالما من الدهشة والجمال تستمع له وهو يناغم مقطوعته (الراعى الوحيد) فتجد نفسك فى حالة طفو بين النجوم
ما اجمل الاشياء العادية حين تصبح عوالما من الدهشة والجمال
بثوبها العادى جدا وملامحها العادية كاى امراة سودانية تشابه امى وامك وخالاتنا وعماتنا الكبار بذات التجاعيد وطيبة الوجه ورائحة السنين التى تعبق فى اثوابهن فتشهقها على اتساع الصدر
كانت عادية جدا لدرجة الاسطوره والتفرد
هل كان صلاح احمد ابراهيم يقصد شقيقته بكلماته وهو ينادى
يا زكى العود
بالمطرقة الصماء والفاس تشظى
وبنيران لها الف لسان
قد تلظى
ضع على ضوءك فى الناس
اصطبارا ومأثر
مثلما ضوع فى الاهوال صبرا.. ال ياسر
فان كنت كما انت عبق
فاحترق
العام 1932 شهد ميلاد المفكر الاسلامى الكبير حسن الترابي هناك فى الاقاليم البعيده والعام نفسه وعلى بعد مئات الكيلومترات وفى حاضرة السودان ولدت المناضلة اليسارية والزعيمة الشيوعية المؤتلقة فاطمه احمد ابراهيم..
وكل نشأ فى اسرة ذات ارث دينى كبير
ليمضى كل منهما يناجز الاخر من اجل القضية الوطنية والجماهير… الشعارات الاسلامية هنا والشعارات الماركسية هناك.. الترابي يبحث فى زحفه عن القوى الحديثة خريجو الجامعات والاطباء والمهندسين وفاطمه تبحث عن العمال والزراع والمسحوقين..
هل كل منهما كان يبحث عن نقيضه؟؟ ابنت الخرطوم تبحر فى الاتجاه المضاد وابن الاقاليم اسرج خيله لحاضرة السودان
اليس غريبا ان يبدا الاسلاميون اعراس الشهداء ومنتدياتهم السياسية بابيات صلاح ابن اليسار وشقيق فاطمه
يامنايا حومى حول الحمى
واستعرضينا واصطفى
كل سمح النفس بسام العشيات الوفى
الكريم العف ذو الانسام روحا وسجايا
اريحي الوجه والكف
افترارا وعطايا
فاذا لاقاك بالباب بشوشا وحفى
بضمير ككتاب الله طاهر
فانشبي الاظفار فى اكتافه واختطفى
فاطمه التى تحتضن عمر البشير بكل تواريخ الفجيعة والنضال فى محيط يرى كل الدين فى عدم المصافحة .. الترابي الذي يمازح نقد فى منطقة يظنون فيها ان الشيوعيين كفار.. للكبار منطقهم وادراكهم وما توارثوه من قيم…
وللحاضر سطوته وقيمة وما عايشه من تدمير ليس على مستوى الارض التى ذهب ثلثها وانما على مستوى الروح والقيم السودانية التى ذهب نصفها
ثمانية وعشرون عاما والسلطة تفكك علاقات المجتمع واعرافه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقيمية
من تفكيك الاحزاب لبيع مؤسسات الدولة لافقار الناس بالصالح العام حتى اصبح من العادى جدا ان نسمع عن انشطة العاهرات السودانيات فى مدن الخليج.
المراة السودانية التى كانت فاطمة رمزها وايقونتها وحاملة لواءها عندما دخلت نائبة برلمانية فى العام 1965 عندما لم تكن نساء الخليج يعرفن الا تفلية القمل ومطاردة (الضباب) فى جحورها
كانت فاطمة شمسا فى السماء لم تكتحل اعين النساء فى الشرق الاوسط بمثيلاتها..
مجموعات من المؤتمر الشعبي تطرد قيادات حكومية على راسهم عبدالرحيم محمد حسين من عزاء الشهيد على احمد البشير الذى تم اغتياله امام زوجته واطفاله.. وللعزاء اخلاق فليس عبدالرحيم هو من قتل ولكنه رمز السلطة وجهاز امنها وعبد الرحيم يهرول ومن خلفه الحجارة والدماء على اثواب القيادات الكبيرة
وعبدالرحيم نفسه وبكرى حسن صالح واخرين مطرودين ودون حجارة من عزاء الاستاذه فاطمه احمد ابراهيم وللعزاء اخلاقه ولكن للسلطة رموزها وتاريخها من الوجع الذي خلفته فى النفوس
ضابط و(زميلهم) فى السلاح من المعتقلين فى المحاوله الانقلابية لحزب البعث يصله خبر وفاة والده فيطلب السماح له بالذهاب للعزاء رفقة الحرس فيأتيه الجواب (ما ضرورى ح تلحق بيه قريبا) وعند الفجر كان  مع رفاقه قتلى مجهولى القبور لم تحتضنهم امهاتهم ولم تبكيهم بناتهم ولم يزرهم احبائهم ليهدوهم فاتحة ودعاء
مضى الترابى الى ربه ومشروعه بين خيانة الرفاق وقليل من الصادقين ومضت فاطمة الى ربها بين خيانة الرفاق وقلة من الصادقين
مات الترابى وظلت تنهمر عليه الدعوات واللعنات وذلك شان الكبار جدا
ومضت فاطمه وستظل تنهمر عليها الدعوات واللعنات وذلك شأن الكبار جدا
ومن عجب ان ذات الذين كفروا الترابي هم ذاتهم الذين كفروا فاطمه
فاطمة التى ظل وجهها هو انعكاس ضميرها عندما اغمضت عينيها فى مشوارها الطويل فقد تعب منها النضال ولم تتعب
اراد ان تتركه يرتاح قليلا فانسلت من جسده عنقاء تحلق عاليا عاليا لتعود بذرة الى الارض وغابة ونخيل واطفال سمر للغد يبنون سودان يشبه سماحتها وملامحها وقوتها وصبرها
وامان الله منا يا منايا
كلما اشتقت لميمون المحيا ذو البشائر
شرفى
تجدينا مثلا فى الناس سائر
نقهر الموت حياة ومصائر
ما الذى اقسى من الموت
فهذا قد كشفنا سره
واستسغنا مره
صدأت الاته فينا
ومازلنا نعافر
ماجزعنا ان تشهانا ولم يرض الرحيل
وله فينا اغتباق واصطباح ومقيل
اخر العمر قصير ام طويل
كفن من طرف السوق
وشبر فى المقابر
المحبين للامام على يرفعونه درجة الالوهية والمبغضين له يكفرونه وبين هؤلاء واولئك كانت اسطورته وكان هو ابا تراب
وبين هؤلاء واولئك كان الترابي ابو امامه وبين هؤلاء واولئك كانت فاطمة هى اخت صلاح
وظلت دغريه

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.