الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / في رثاء “ام العباسية”

في رثاء “ام العباسية”

فاطمة قامة سامقة ..ضاربة بجذورها في عمق الروح  لاجيال متصلة من النساء تحلم بالانصاف والتقدير والمساواة .. و في عمق الارض ببلادي روتها بالمحبة والتفاني .. ونكران الذات .. 
فجعني خبر رحيلها وانغرز  في قلبي خنجرا ينزف لا ادرى حتى متى ..وانا التفت حولي واجد كل ما ناضلت من اجله في تراجع ..
اذكر هذا الوجه الحبيب .. والابتسامة التي تبعث الفرح 
والامل .. 
اذكر اهتمامها و تفانيها في رعاية والدها مولانا شيخ احمد والذي عاني من الخرف وضعف الذاكرة كم كانت حنونة معه ..  كما اذكر  مرة  خرج فيها شيخ احمد من المنزل وكانت منزعجة تبحث عنه في شوارع العباسية .. وخرجنا معها ونحن طالبات  بالثانوي العام  نبحث عنه وكان في كامل ثيابه ..ثياب شبيهة بزي القاضي الشرعي . القغطان والعمة  كأنما في طريقه للعمل.. 
اذكر انه كان لديها مكتبة بشارع الاربعين قريبا من منزلها ” مكتبة مهيرة ” ..و في احد الايام مررت عليها و دخل علينا  الفنان بادي محمد الطيب والذي كان يسكن بالجوار ..فرحبت به ببشاشة ..”اهلا اخونا بادي ” وناولته المجلات والصحف  التي كان يطلبها بشكل منتظم .. و كان في غاية اللطف والشكر لها والدعاء لها بالعافية ..
كم كانت تحب حكايات الاخريات وتتبنى الحلول لمشاكلهن ..
  كان قلبها الساساق يهتف بحب الوطن وفي لهفة حين تلتقيك  بغربتها تسألك عن الجيران ناس العباسية .. والزميلات و عن احوالك ووليداتك ..
كم قدمت من وقتها الخاص لمن حولها وللشأن العام .. 
حتى ذابت كل تفاصيل حياتها الخاصة في العام ..
اجد هذا قاسيا بعض الشئ لكنها تحملته كما الانبياء..
لم تركع او تنحني للعواصف العديدة التي هزت اركان الوطن .. لم تساوم في صلابة ومرونة البامبو كانت تقف .. فبرغم صلابتها كانت تحمل قلبا حنونا يرق للضعفاء .. ويتلطف بالاحباء ..ويشتاق للجيران والحبان ..
” خالتي فاطنة ”  كما اعتدت ان اخاطبها حالة خاصة من الانسانية ..ونبل الاخلاق والتواضع والحب للوطن وللانسانية جمعاء .. 
كانت جدتي ” فاطنة بت علي” تطلق عليها ” ام العباسية “
اللهم ارحم فاطمة واشملها بلطفك ومغفرتك..
مها بت الزين

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.