سلمى الشيخ سلامة…تنعي الفقيدة…

رحلت الأم ..
هى فاطمة بت عائشة بت  الناظر محمد أحمد  ناظر مدرسة الخرطوم القديمة الأولية  ..أمها هى السيدة عائشة بت حسنى بت عبدالرحمن شميلة .من دنقلا حفير مشو .والدها الشيخ أحمد ابراهيم ينتهى نسبه بالشيخ حياتي ..
تخرجت فى الدفع الأولى لمدرسة امدرمان الثانوية..ومنذ الاربعينات اشتغلت فى العديد من الوظائف لكن أكثر وظيفة شغلتها وعملت بمثابرة فى اتجاهها محو الأمية بين النساء اذا علمنا أن أمها كانت امرأة متعلمة واختها الكبيرة كانت معلمة فى المرحلة الابتدائية أمنا نفيسة ..
ومن هنا كانت البداية لتصدر العمل العام .فصول محو الأمية .تعليم الحياكة والتدبير المنزلى..لازمتها السيدة خالدة زاهر وعدد مقدر من السيدات ..
كنا فى طفولتنا فى الستينات نعى تلك الأفعال ..التى لم تكن بعيدة عن بيتنا..بحكم صلة الرحم بيننا
فبدأنا بمجلة صوت المرأة .ثم المكتبة التى كانت متاحة لنا جميعا فى بيتهم فى العباسية
ثم كان لنا شرف أن تحتفى بالأعياد وخاصة عيد الاستقلال حيث كنا ضمن الذين يقدمون الأناشيد والمسرحيات فى المسرح سواء كان فى نادى العباسية الثقافى أو ميدان الربيع..
فى ميدان الربيع كان حفل زواجها. .مازلت أذكر إعداد مقدرة من الحضور .وحين انجبت أحمد الشفيع وحيدها مازلت أذكر ذلك اليوم وكأنه الأمس القربب..حين تم إعدام الشهيد الشفيع أحمد الشيخ كان ذلك أكثر ايلاما فلم يكن عدلا ولم يكن سوى حزن سيخيم طوال حياتها. لكنها كانت جبل لم يهزه الريح ولم تنهزم قط ولا لانت لحظة
على مستوى الأسرة كان لها حضور طاغ. .علمتنا أن التواصل أمر ضرورى فكنا حين ننزل الاجازات ونحن أبناء الاقاليم تجمعنا فى بيت من بيوتنا كل جمعة كنا نلتقى فى بيت من بيوت الأسرة نتعارف لتمتد الاواصر بيننا ..حتى جاء من هدم أواصر البلاد بكاملها وتشظينا فى المنفى ..وافترقت بنا السبل
رحمة ومغفرة لام الكل ..تعازى لكل ابناء وبنات واحفاد الأم فاطمة أحمد ابراهيم