الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *”المَرَه” و”عود المَرَه” في الأمثال السودانية*

*”المَرَه” و”عود المَرَه” في الأمثال السودانية*

? _*الهــدف.tt*_ ??
#آلُہــڊفُ آراءْ ﺣُــــرّة
✍═════════?

*بقلم الأستاذ :عبدالله رزق*

     يخطر بالبال عند مطالعة كتاب الأمثال السودانية، للشيخ “بابكر بدري”، ، التساؤل عن حصة المرأة، أو”عُودها” – وفق المثل السائر – في ابتداع الأمثال وصياغتها وترويجها وتداولها،لا بالاشتراك مع الرجل فيما هو مشترك وعام ، وانما  بما يعبر عن خصوصيتها، وخصوصية تجربتها وخبرتها الحياتية، وقدراتها التعبيرية والجمالية، وحفظ تجربتها الحياتية وحكمتها، أيضاً. التساؤل عن  موقعها ، وفعاليتها ،وصورتها في عالم، لم تساهم في تكوينه إلي حد بعيد.  الانطباع الذي قد يترسب من مطالعة الكتاب ، هو أن “عُود” النساء، في “ضرب الأمثال”، قد  لا يعدو أن يكون “عُود مَرَه”. ” وعُود المَرَه “، في الأمثال، وفق مايستفاد من شرح المؤلف، نفسه  ، هو “الحصة من القسمة او النصيب ، الذي لايؤبه له استصغاراً لشأنه “.لا يعني ذلك أن الأمثال المصاغة قد تم تأليفها، من قبل  الرجال وحدهم ، خصوصاً ،لإستخدامهم واستعمالهم الحصري، فالأرجح أن المرأة ،تستخدم نفس الأمثال والكثير منها،للأغراض نفسها التي يستخدمها الرجل ، وساهمت في صياغتها وتأليفها وتعديلها من خلال التداول اليومي في المواقف الحياتية ذات الصلة، أي ما يعبر عن ما هو مشترك وإنساني في تجربة الحياة. كما سَكَّت وفق تجربتها الخاصة، ورؤيتها من الأمثال ما يمكن وصفها بأنها نسائية أو أنثوية ، مقابل الأمثال الرجالية، أو الذكورية، الأكثر شيوعاً وانتشاراً، في عالم ليس للمرأة دور كبير في خلقه ، وتقبع منسية في ركن مظلم منه.
وثمة أمثال رجالية، ربما كان استخدامها قاصراً على الرجال دون النساء، غير أن إسهامات النساء في هذا الجانب لم تجد حظها من التدوين والانتشار خارج حلقات النساء، ومن يشير إليهم الشيخ “بابكر بدري” بأشباههن”. وهي أول إشارة من نوعها في الثقافة السودانية ، إلى مايجري التواضع عليه – فيما بعد- وفي انحاء اخرى من العالم ، كجنس ثالث. ولأن “عُود” المرأة في الحياة نفسها، ووجودها في العالم ، “هو عُود مَرَه”، فإن مشاركتها من موقعها الهامشي، في عالم ذكوري، وتبعيتها للرجل قد جعل مشاركتها في صياغة حكمة الحياة ،وبصارتها محدودة. وربما يكون انعدام مشاركتها- تالياً-  في الكتابة وتدوين الأمثال وتوثيقها، قد أدى إلى حجب مساهمتها في هذا المجال. فالراجح أن النساء، قد أوتين نصيباً من حكمة الحياة، وساهمن في إشاعة المعرفة بها من خلال الأمثال، لكن تلك المساهمة، لم تجد حظها من التدوين، وما تم تدوينه يعدّ نذراً يسيراً.
وتقدم أغاني البنات، بنات المدينة وبنات الريف، والتى غالباً ماتصنف أخلاقياً تحت عنوان الغناء الهابط أو الركيك، فضاء واسعاً للتعبير عن رؤى المرأة، وخلاصة تجاربها الحياتية، خاصة فيما يتصل بقضايا الحب والزواج، التي تشكل غالب موضوع أغاني البنات، مثلما  تؤكد قدرة المرأة على التعبير عن ذاتها، تعبيراً جمالياً، وأنها تملك ما تود قوله، وتشارك به في صناعة الحياة. وهذا ما يمكن أن يعزز فرضية مساهمة النساء في صياغة حكمة الحياة ومعرفتها ، ومشاركتها، في مجتمع النساء المغلق، وفي خارجه، وهو ما يمكن اعتباره مجالاً بكراً ، ينتظر الباحثات من جنس النساء، للتنقيب فيه، وتدوينه، وإتاحته للجميع.
ثمة ما يشي بترفع الرجال عن ترديد أحاديث النساء، واستنكاف الباحثين عن التوغل في مجتمع النساء، كسبب إضافي لضعف نصيب المراة وحصتها في هذا الميدان . وفي كتاب “الأمثال السودانية” ، بعض الأمثلة التي استنكرها الكاتب، وأبدي امتعاضه منها، وكذلك الإشارة  الى ما استنكره من بعض من أسماهم  بالثقاة، ربما كانوا من رواة الأمثال ، من تجاهل لبعض الأمثال العائدة للنساء، واحتقار أية مساهمة محتملة منهن،  وظنه بعدم جدواها والاستهانة بها، وفقاً لمقولة: (المَرَه إن بِقَت فاس، ما بتكسر الراس)، وهو مثل شائع، يقابل به أي جهد أو نشاط تقوم به المرأة في أي ميدان. ولا يتوقع أن تخرج أمثال المرأة من هذا التقييم، وما روي عنها قد مر من خلال غربال ذكوري   أخلاقي وقيمي. ربما كان ذلك المناخ الثقافي سبباً في تثبيط همة الكاتب  الشيخ ( الأستاذ، العالم)   ، رائد تعليم المرأة ، عن إفراد مصنف لإبداع المرأة في هذا الميدان، والكشف عن صورة المرأة كما تتبَدَّى في مراياها .  وبما أن المرأة ينظر إليها دائماً، في كثير من المجتمعات، باعتبارها عورة، فإن ذلك قد انسحب على صوتها وكلامها ،وكل ما يتصل بها في حكم ذلك، لذلك من المرجح أن يتم حجب أحاديث النساء، ومنع نشرها وتداولها، في مجتمع رجالي مع كل متعلقاتها، كنوع من الوَأْد الرمزي للمرأة.
كما أن انعزال مجتمع النساء وانفصاله عن مجتمع الرجال، وانعدام التفاعل والمثاقفة بين الطرفين، وفق قواعد المساواة بينهما، قد أدى إلى تغييب قسري للمرأة ولمساهمتها في الثقافة. وقد ضمن صاحب “الأمثال السودانية” ، كتابه إشارات للأمثال المتداولة وسط النساء، حصرياً، التي يستخدمنها فيما بينهن، في مجتمعهن الضيق دون الرجال، وهو ما يؤكد أن للمرأة، أيضاً مساهمة، و”عُود” في سَكِّ الأمثال، التي تلخص تجربتها في الحياة، وتعبر عن خصوصيتها، مثلما تعبر عن رؤيتها الشاملة وفلسفتها في الحياة، كشريك للرجل، بغض النظر عن موقعها الهامشي والتابع في الحياة، ونصيبها  المتواضع في الشراكة.
{ النساء وأشباههن في المثل:
ويمكن التمييز، على أساس الجندر، بين ثلاثة أنواع من الأمثال.. الأول: الأمثال الذكورية، التي تشمل ضمن أمور أخرى عديدة، صورة المرأة كما تنعكس في خبرة الرجل وإدراكه. والثاني: الأمثال التي تعبر فيها المرأة عن خصوصية تجربتها الحياتية الخالصة، ومداركها شكلاً ومضموناً. والثالث: هي الأمثال المشتركة بين النساء ونظائر النساء، وقد حرص الشيخ “بابكر بدري”، على الإشارة إلى تشارك المرأة مع جنس ثالث، دون أن يعيِّنه باسم تحديداً ،في تداول بعض الأمثال، فيشير إليه عادة بلفظي “أمثالهن” و”أشباههن”، في سياق المثل. ولعله يقصد الرجال المتشبهين بالنساء، ومن يتواضع اليوم على توصيفهم وتصنيفهم تحت مسمى عريض هو الجنس الثالث.
{ المرأة في مرايا الرجل:
تجسد الأمثال الذكورية، المرايا التي تنعكس فيها صورة المرأة كما يراها الرجل. وهي صورة قد تختلف في تفاصيلها ، باختلاف الثقافات ، وتطور حقب التاريخ، إلا أن ثمة ملامح عامة، تتقاسمها الكثير من مضارب الأمثال: ضعف المرأة، وضعف جدواها ، وتبعيتها للرجل ،على الرغم من وجود رؤى ايجابية افرزتها تجارب حياتية ووعي متقدم  . وفي الحياة الزوجية، التي تشكل الإطار الأبدي للاشتباك المباشر بين الرجل والمرأة من أجل البقاء متحدين والعيش معاً، تكثر الأمثال التي تعبر عن رؤية الزوج وموقعه من هذا الصراع  ضمن الوحدة الزوجية، مثلما تلمح إلى موقع المرأة. وفي ذات الوقت تندر ملاحظة رؤية الطرف الآخر، وموقفه.
صورة الرجل كذلك تتجلى في مرايا المرأة، عبر الأمثال التي تقوم بصياغتها كتلخيص لتجربة الحياة المشتركة، كما تراها. ويمكن أن يعزى هذا النقص إلى عجز في المرأة عن التعبير، بقدر ما هو قصور في التدوين، وغياب الباحثات من النساء في هذا المجال.
وتتداول الأمثال، نفس المضامين وإن بلفظ مختلف، في تقرير هامشية المرأة بالنسبة للرجل، ووضعها التابع، واعتماديتها المطلقة على الرجل، أيا كانت علاقتها به.

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

????????

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.