*رسالة إلى الطيب مصطفى*

*يا أيها العالق في نتانة العنصرية البغيضة*
*كلما قرأت* *حروفك العنصرية هذه أشعر كأن أحدهم حشر السماوات في حلقي كما قال سيوران*
*الجميع يشعر بالغثيان والدوار وأحيانا الشفقة عليك لأنك لم تترك فرصة لقيم المحبة* *والسلام الاجتماعي أن تختلط بذاتك أنشأت منبر كامل لتنشر فيها أمراض الجهل والتخلف وهي* *العنصرية التي قتلت وابادت شعوب وامم*
*إنك رجل كهل اشيب الرأس فيه جاهلية* *القرون الوسطى تعمل ليل نهار انت وبن اختك البشير على قتل كل ما هو جميل في* *هذا الوطن لم يسلم منكم لا إنسان ولا حجر ولا شجر في هذا الوطن المنكوب* *الشعب السوداني خلق هكذا بكل تناقضاته الإثنية والدينية والثقافية وغيرها إذا لم يعجبك هذا* *الاختلاف الجميل خذ نصل الوجع الذي تشعر به بعيدا عنا لأن الوقاحة في الفعل* *والقول والكتابة دليل على الشعور بالنقص أمام الأخر والآخر هنا كل من يختلف عنك في الدين العرق الثقافة اللغة وحتى الرأي،*
*ولأن الدعوة إلى الخير والمحبة والسلام والتسامح من قيم كل إنسان عاقل سوي يحترم الجميع ادعوك أن تتقيد بهذه القيم النبيلة*

وحاول إذا ما استطعت أن تطرد هذا الوهم الذي يعشش في مخيلتك بأن الجميع هم أعداء الدين والوطن وانت وحدك من يستطيع توزيع صكوك الغفران على الأخرين هذا ملحد وذاك مسلم وهذا شيوعي وذاك علماني والبقية الباقية مجرد بشر تمضي حيث تمضي أن سر الوجود واعني وجودنا معا في تلك البقعة الجغرافية التي تسمى وطن هي أن نحترم ذاتنا أولا ثم نحترم ذات الأخر وثقافته ولغته واختلافه العرقي والديني وأي محاولة غير ذلك يعني اختلال هذا التوازن وهذا ما يحصل الآن منكم ونرفضه،

*نورالدين جرجرة*