الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / إفرازات نظام الإنقاذ على الوطن

إفرازات نظام الإنقاذ على الوطن

#الهدف
#الهدف_آراء_حرة


د. حاتم أحمد بابكر 

ما يحدث منذ إنقلاب الجبهة القومية بقيادة الترابي/ البشير غير مسبوق، والمتأمل للواقع الآن يجد أن سلطة الإنقاذ بكل أوجهها وخلال فترة سرقتهم للديمقراطية – التي ما زالت مستمرة – غلّبت الحلول الأمنية في تصديها لكل مشكلات البلاد. هذا الواقع غير المسبوق على مر عصور الظلام والطغاة في العالمين القديم والحديث؛ شكّلته عقلية شوفينية، وشمولية مشوهة بالحق الإلهي في الحكم والاستخلاف في الأرض، لذا لا نستغرب خروج عرابها الآخر – مسود الوجه – بتصريح أقل ما يوصف صاحبه بالإختلال العقلي والأخلاقي، بأن ما حدث هو بقوة السماء ولا مجال حتى للاعتذار للشعب السوداني عما صدر من جماعة هي عبارة عن عصابة لا فرق بينها وبين عصابات الحي الصيني والمافيا. تستخدم جرائم المخدرات والعنصرية والتفتيت وتسليح مجموعات بعينها على حساب أخرى. الاعتقال والتعذيب وغسيل الأموال والاتجار بالأسلحة وكل ما استحدثه العقل البشري من سوء للسيطرة على جغرافيا ما، ليسود فيها قانون الغاب في زمن الحريات وتكنلوجيا الاتصالات.
جاء هؤلاء بأوهام الحق الإلهي ولا فرق بينهم وبين الجماعات التكفيرية وأصحاب الفكر الداعشي الذي يستبيح من الإنسان كل شيء، دمه وماله وعرضه وعقله لحسم الخلاف بينها وبين الآخر. فظهرت فتاوى وأحكام فقهية جديدة تجيز التحلل من سرقة المال العام والتصفية الجسدية وهدر حريات البشر.
الحق الإلهي بذاته العليا -غض النظر عن قوانين حقوق الانسان الوضعية – قد كفل للبشر المستضعفين في الأرض حق الهجرة والخروج من البلدة الظالم أهلها. ولكن هؤلاء بصلف فرعوني سمحت لهم أنفسهم بسلب الآخر أبسط الحقوق في حرية التنقل داخل حدود الوطن أو المتبقي من خارطته التي فرطوا فيها بفصل جنوب السودان، وتلك جريمة أخرى تستدعي أكثر من الاعتذار يا عراب الإنقاذ الثاني.
الحق الإلهي الذي جعلوه حقاً لهم بمعالجة كافة القضايا بحلول أمنية، فوقية فكان التعامل مع مشكلة طلاب جامعة بخت الرضا، من أبناء دارفور الكبرى، كسابقاتها من المشاكل: كمشكلة السدود ورافضيها أبناء الجريف، إضراب الأطباء، قضايا المعلمين، الصحفيين أصحاب وصاحبات الأقلام الحرة والرأي النزيه، طلاب جامعات عديدة كالخرطوم وكردفان ومقتل طالب الجامعة الأهلية جميعها قضايا عادلة الجامع بينها الحق في التعبير والاختلاف والحلول السلمية الديمقراطية وما تفطرت عليه أرواح جماهير شعبنا في ابتكار كافة الوسائل لقول كلمة (لا) في وجه أصحاب الحق الإلهي المدعين.
فالمتابع لقضية الطلاب المبعدين من جامعة بخت الرضا، يلاحظ أن السلطة التي قوامها أفراد الأمن الشعبي في هيئة ولاة ووزاء وتابعين، لا يتوقع منها غير تلك الحلول الأمنية. فقد تم فتح مسار واضح محمي بسلاح أجهزة أمن النظام لإبعاد هؤلاء الطلاب من الخرطوم، وايهامهم بحرص الحكومة على عودتهم لدارفور عبر بصات سفرية، مع أنها في البدء رفضت حتى أن يستغلها الطلاب للوصول للخرطوم. وعند وصولهم لفاشر السلطان تمنعهم من دخولها لتتأكد من تشتتهم، حالمة بأن تضيع قضيتهم. لم تعلم بأن انتصار الطلاب العزل في تمسكهم بحقهم والقضية التي تركوا مقاعد الجامعة من أجلها، وكذلك في تحولها لقضية رأي عام وفي التفاف شرائح عديدة من الشعب السوداني في مقدمتها أحزاب المعارضة، كما حدث بزيارة تحالف قوى الإجماع الوطني وفي الأبيض ومن قبلها تظاهرة طلاب كسلا والتفاعل الجماهيري معها.
من المؤسف تصعيد السلطة للأزمة الشاملة في البلاد ومشروعها التفتيتي للبلاد لهذا الحد الاستفزازي الذي يجعل الطالب الجامعي الذي ينحدر من جهة معينة يجد نفسه محاصراً لدرجة تجعله يفضل انسانيته وكرامته على التحصيل الأكاديمي والمستقبل العلمي والعملي. بل هو من الظلم إعمال التمييز العنصري والمناطقي بين أبناء الوطن الواحد.  وهذا ما يجعلنا نؤكد بأن دعاة  أصحاب الحق الإلهي لا وطنية لهم ولا انسانية، همهم إشباع شهواتهم في السلطة والمال والبطن والفرج.
إن المعركة الآن بين سلطة الحق الإلهي المتحصنة بالحلول الأمنية ومليشياتها، وجموع الشعب السوداني المؤمنة بقضاياها والمتمسكة بحقها في الحرية والسلام الحقيقي والديمقراطية، وطريق الانتفاضة الشعبية لتحقيق أهدافها وتطلعاتها، المتمسكين بوحدة البلاد الوطنية واستقلاليتها.
فهل تبقى في جراب السلطة من المعجزات ذات الصبغة الإلهية للخروج من الأزمات – اقتصادية كانت أم سياسية – غير اتباع سبيل الترهيب والعنصرية ورسم سيناريوهات التفتيت؟
———————————-
#الهدف
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي الأصل

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك:
https://m.facebook.com/hadafsd/

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.