السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / حكم قرقوش المعتقل (16)

حكم قرقوش
المعتقل (16)

         تعرفت عليه من لحظة دخولي عنبر ( الزاوية ) بسجن كوبر , وأول من تبرع لي بجزء من (فرشته) ذاك الرجل الخمسيني من العمر , أبيض اللون , من اللمحة الاولي تري فيه سمة المثابرة والإجتهاد , وحب العمل .
الاسم : ( لؤي سالم ) السكن بورتسودان , العمل كابتن بحار , خريج معهد البحرية الاسكندرية ( طوسون ) , عاش في اسكندرية وتزوج فيها , اقتني مركباً يقتات به , من خيرات البحر , حتي شعر بالحنين لوطنه , فعاد وهو يحوي ذكاء وقدرات المصريين في القيام بكل الأعمال وهو مايسمونه
( فهلوة ).
قام بشراء أجهزة ذهب
( كاشف معادن بحري ) , وصل بورتسودان بعد عناء عن طريق قاربه .
  وبدأ ينشر شراع معرفته واستقلال قدراته الضخمة في بورتسودان ،وهو في الأصل أحد ابنائها , إتصل

حكم قرقوش المعتقل (16)

حكم قرقوش
المعتقل (16)

         تعرفت عليه من لحظة دخولي عنبر ( الزاوية ) بسجن كوبر , وأول من تبرع لي بجزء من (فرشته) ذاك الرجل الخمسيني من العمر , أبيض اللون , من اللمحة الاولي تري فيه سمة المثابرة والإجتهاد , وحب العمل .
الاسم : ( لؤي سالم ) السكن بورتسودان , العمل كابتن بحار , خريج معهد البحرية الاسكندرية ( طوسون ) , عاش في اسكندرية وتزوج فيها , اقتني مركباً يقتات به , من خيرات البحر , حتي شعر بالحنين لوطنه , فعاد وهو يحوي ذكاء وقدرات المصريين في القيام بكل الأعمال وهو مايسمونه
( فهلوة ).
قام بشراء أجهزة ذهب
( كاشف معادن بحري ) , وصل بورتسودان بعد عناء عن طريق قاربه .
  وبدأ ينشر شراع معرفته واستقلال قدراته الضخمة في بورتسودان ،وهو في الأصل أحد ابنائها , إتصل بجهاز الأمن لعمل التصاديق البحرية للصيد، ولكشف المعادن , وتعرف علي ضباط الأمن ، النقيب أمن مسئول من التصاديق , ومعه مدير جهاز الأمن بولاية بورتسودان , وكان لديهم مشاكل في القوارب البحرية , التي تتبع للمراقبة والحراسة , فتبرع بشهامة سودانية خالصة لحل الاشكاليات بلا مقابل , نوعاً من الخدمات التي يجد مقابلها الإحترام , والمعرفة المفيدة , وتوطدت علاقته بإدارة الأمن , حتي طلبوا منه رحلة بحرية مغلقة , وكان فيها مدير الأمن بالولاية , والضابط المسئول من التصديقات ( النقيب ) وكان لهم ما ارادوا , قضوا يومين في البحر , وشاهدوا الأجهزة (الكاشفة للمعادن) بنظرة فيها الخباثة والجبن المعهودة برجال الأمن , وكانت اسئلتهم تتطاير عن كيفية تملكه لتلك الأجهزة , حتي أبرز لهم , إيصالات الشراء الخاصة بها , وكان عددها خمسة , وملصق عليها ديباجة الدولة المنتجة (امريكا) .
وتعد هذه الاجهزةمن أفضل الاجهزة المنتجة في هذا المجال , انتهت الرحلة الجميلة التي شكره عليها الضابطان , ووعدوه بانهما يجهزان  له مفاجأة من العيار الثقيل , شكراً وعرفاناً مقابل هذه الرحلة الممتعة .
  بعد ثلاثة ايام من الرحلة حضر اليه مديرأمن بالولاية , وقدم له طلب بالعمل بجهاز الأمن والمخابرات الوطني بمرتب ضخم ؛نسبة للكفأة والمعرفة التي يتميز بها , وكان عرضاً من الصعب علي صديقنا (لؤي) رفضه , وكان قبوله فورياً , وشروط التعيين , السفر للخرطوم لإمضاء العقد في رئاسة الأمن الوطني , وتزكرة الطائرة علي حساب جهاز الامن والمخابرات الوطني , وكانت أول طائرة متجهة للخرطوم يجلس صاحبنا في مقاعدها (الدرجة الاولي) مقاعد الأمن الوطني .
  وصلت الطائرة في الخامسة والنصف مساء , واستقبله ضابط أمن مكلف بالترحيب به , ومن مطار الخرطوم لموقف شندي مباشرة , ثلاثة من الضباط ينتظرونه في أحر من الجمر .
    وبدأت معه التحريات , التي كانت في إعتقاده لاجراءات التعيين , والاسئلة تزداد , والزمن يمضى , حتي شارفت الساعة الواحدة صباحاً , وبدأت تنتاب صاحبنا الشكوك من غزارة الاسئلة , والشكلية التي يسألونه بها , فطلب منهم الذهاب للمبيت في أحد الفنادق , ومن ثم العودة صباحا للتكملة . ضحك الضباط بصورة غريبة , وبدأت تتضح له الصورة من خلال حديث أحد الضباط , الذي قال له : انت (لؤي سالم) متهم بالتجسس , وانت عميل من الدرجة الأولي وهذا الإتهام من قبل إدارة جهاز الأمن والمخابرات الوطني ببورتسودان , والعقوبة تصل لحد الإعدام , وقاموا بتسليمك لنا للتحقيق معك .
صمت (لؤي) في هذه اللحظة وهويسرد لنا , وصرخ جميع من في الزنزانة ( لاحول ولاقوة الا بالله ) ,ثم قال : في هذه اللحظة لم أستطع الكلام. أحد الضباط إقتادني حتي وجدت نفسي معكم في هذه الزنزانة .
    أصدر قرقوش الحكم بالإعدام علي احد معاونيه شنقا حتي الموت وحدد التاريخ  , والزمن , وحضر سكان المدينة أجمعهم , لمشاهدة أمر التنفيذ , ولحسن حظ المحكوم انه كان قصيراً جداً , لدرجة أن جميع الحراس لم يستطيعوا إيصالهِ لحبل المشنقة حتي يإسو , وصارسكان المدينة يضحكون , أما الطاغية (قرقوش) فكان ينظر لما يجرى بفهم أخر , حتي شاهد رجلاً طويلاً من الجمهور يضحك مع الجميع , فأشار قرقوش لحراسه , بالقبض علي هذا الرجل الطويل وإعدامه , حتي لا يرجع الناس الي منازلهم , وأمره لم ينفذ , وتم إعدام الطويل بديلاً للقصير الجاني .
  (لؤي سالم) إعتقل خمسة شهور وعشرين يوماً , واحضروا ضباط الأمن من بورتسودان , وثيقة ليتنازل (لؤي) عن الأجهزة (الكاشفة للمعادن ) في بداية الأمر كان (لؤي) يرفض محاولاً الوصول لبعض الاقارب لنجدته , ولكنه إكتشف أن جهاز الأمن , سد عليه كل المنافذ ، ولا يعلم أي إنسان بمكانه , ومن يسأل عنه , يقولون له أنه عاد لاسرته في الاسكندرية , حتي أصبح في طي الكتمان .
تنازل (لؤي سالم ) عن الأجهزة , وعندما احسوا الامنجية بان خروجه سيجلب لهم المشاكل , طلبوا حضوره , وقاموا بإعطائه جهازين من أجهزته , متزرعين بانهم يخافون الله , وأخذوا منه ثلاثة أجهزة , وطالبوه بالصمت والسكوت , مقدمين له إنزاراً بمحاكمته وإعدامه اذا تحدث عن الأمر , فلا تنسي انك جاسوس وخائن للوطن .
خرج ( لؤي سالم ) فاراً بجلده زاكراً لي بان كل ما يقال عن الأمن السوداني كنت أظنه أحاديث إفك من المعارضة , ولكني أقول الآن استودعك الله أيها الوطن الحبيب .
  لك التحايا أخي (لؤي سالم ) أيها البحار المتمكن ،صاحب اللغات الكثيرة , والمتميز بالامكانيات الغزيرة , نسال الله ان يعود الوطن أولاً ثم تعود أنت , ليستفيد منك الوطن , ونأسف علي بلادٍ أعتلاها أسوأ  رجالها , فصاروا ينظرون الي حقوق الأخرين , لم يشبعوا من ما في أيديهم , فأستغلوا السلطة لنهب الشعب والمواطنين , إنه الطمع والشجع , الذي تربوا عليه , انهم أنصاف الرجال  .
الثورة قادمة لا محالة
والعصيان هو الطريق
GHALIB TAYFOUR

 

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.