دولة المؤتمر الوطني العنصرية .

حدثني عن العنصرية احدثك عن الذين يتغنون بكرم ضيافة الشيخ الياقوت و شهامة القوي السياسية و الوطنية التي قامت بزيارة الطلاب و يرون في ذلك بطولة و شهامة و كرم ،  يتحدثون حد المّن في ذلك و لا يتحدثون عن الازمة الحقيقية و الصادمة لعدد الف و مائتي طالب و كيف يمكن ان تحدد السلطات مياه اقليمية لمواطنين سودانيين داخل وطنهم ، و لماذا يتم عزلهم اساسا ؟ كما ان المتغنين بكرم اهل قرية الشيخ الياقوت لا يتطرقون لقضية الطلاب و لا يناقشون الاسباب التي اوصلتهم الي تلك المواصيل ، الكرم ليس غريبا علي المجتمع السوداني و نحن في بوادي دارفور نذبح الحاشي ( صغير الجمل ) و ننحر النوق و نذبح الخراف اكراما لضيوف الطريق واهل شرق السودان ايضا و اهل الشمال و كردفان و الوسط اذا ما الغرابة في ذلك او في زيارة التنظيمات و الكيانات السياسية الذين قاموا بالواجب و فعلوا ما كان يجب ان يُفعل ؟  لهم الشكر فيما قاموا به من واجب و هم بذلك يدافعون عن مبادئهم و عن قضيتهم وهي المساواة في الوطن و حق الفرد في حرية التنقل ، و لكن ان يحاول البعض تمييع قضية الطلاب و محاولةً تغطيتها من خلال الواجب الذي قام به البعض و لكانما حُلت المشكلة ، للطلاب قضية تخص كل مواطن سوداني وهي حقه في هذا الوطن حقه الذي كفله له الدستور بموجب المواطنة ، طالما ان هنالك مشكلة لا زالت قائمة و لها تداعياتها و انعكاساتها يجب مناقشة المشكلة كاولوية و ليس ممارسة المن و الاذي و والله الشيخ الياقوت فعل ذلك لانه كذلك و لم يفعلها من باب الفشخرة او لاهداف اخري ، طلاب سودانيين مورست عليهم عنصرية فجة جعلتهم يقدمون الاف الاستقالات و يتركون الجامعة و منعوا من دخول عاصمة وطنهم و و قامت الشرطة بمحاصرتهم وداهمهم الامن و طلبوا منهم الخروج عن منطقة قرية الشيخ الياقوت قائلين لهم ارجعوا الي جامعتكم او الي اهلكم في دارفور فبالله عليكم ماذا تسمون ذلك و كيف تجاوزتموه ؟
اجتهد الامن لابعادهم عن منطقة الشيخ الياقوت بعد ان  حاصرهم و منع اهل المنطقة من ايصال موائد الطعام و حافظات الشاي و المياه و قام بمصادرة بعضها فاضطر اهل المنطقة الكرماء للرجوع بموايدهم مجبرين ، فاي تجبر و عسف هذا الذي يفعله جهاز الامن مع طلاب سودانيين و اي اخلاق تلك التي تجعل البعض لا يناقش هذا الانتهاك الواضح و خرق الدستور  السوداني  تاركا العمق و مركزا علي الهوامش  ؟ ما فعله الامن فعل غير اخلاقي و غير قانوني و غير منطقي  ، فالبلاد مليئة بالأجانب و مرحب بهم و لهم في البلاد من حقوق لا يتمتع بها المواطن السوداني و اعني السوريين  و بقية الجنسيات العربية ، الذين لهم حق العمل و  مجانية التعليم و العلاج للاسف نحن فعلا البلاد  الشاكية جرحها للصديد( صدق حميد عليه الرحمة ) و في عهد دولة المشروع الحضاري العنصرية  اصبحت المواطنة حسب العرق و القبيلة و امتيازاتها حسب درجةً اللون فكلما كان لونك افتح بدرجات تمتعت بامتيازات اكبر لذلك اصبح السوريون مواطنين درجة اولي داخل السودان و اصبح اهل دارفور و جبال النوبة و اهل الجنوب غير مرحب بهم و يتم عزلهم خارج المدن و منعهم من دخول مدن بعينها ، قرات خبرا منذ يومين بان السيد والي الخرطوم امر بترحيل الجنوبيين خارج العاصمة الي جانب حدود دولتهم باعتبارهم اجانب و ايضا قرر والي الضعين منذ حوالي اسبوعين طردهم من مدينة الضعين الي معسكرات تقام في حدودهم ، لا ادري ما سبب ربط الجنوبيين بالكوليرا و مرض الكوليرا موجود في كل اقاليم السودان و حصد مئات الارواح و تمت اصابة بعض الجنوبيين بالمرض داخل السودان و لم ياتوا به من دولتهم فلماذا تصدر قرارات رسمية بابعادهم و نفيهم خارج المدن ؟
ما فعله الامن مع هؤلاءالطلاب يعتبر خرق لدستور البلاد و كان ما يجب فعله من القانويين الوطنيين هو حماية الدستور و تقديم دعاوي قضائية ضد جهاز الامن و ذلك حماية للدستور و حفاظا علي ما تبقي من وطن .

سمية هندوسة