كعادته عاد ديكتاتور الانقاذ المنبوذ ، يجرجر أذيال الخيبه ، والفشل ، بعد أن نزع ثياب الكرامة ، والقي بها في قارعة الطريق ، ونزع عن وجهه ، رداء الخجل والحياء ، فالمنبوذ ليس في وجهه مزعة لحم ، جراء تسوله المتلاحق لدول الخليج ، فالديكتاتور المنبوذ يهين كرامة الوطن ، ويتجرد من كل عزة نفس ، ويتخلي عن أي شمم واباء ، عرف بهما السودان قادة وشعبا .
لم يبق للسعوديين ، والاماراتيين إلا أن يقولوا له اذهب سعيكم مشكور ، ووساطتكم وفروها لحل المشاكل ، التي تحيط بك كما تحيط البحار بالجزر ، ويا أيها المتطفل الحقير ، أنت في حاجه لوساطة ، تعيد لك ثقة الشعب ، الذي تحكمه لثماني وعشرين عاما ، وقد فقد هذه الثقة فيك ، وبحاجة لوساطة تبعد عنك شبح الملاحقه الدوليه ، التي تطاردك كظلك ، وبحاجه لوساطه تعيد ما أحتل من أراضي ، ومساحات ، إقتطعت منك قسرا” ، وأنت عاجز عن مجرد التفاهم مع المحتلين ، وبحاجه لوساطة ترفع عقوبات الامريكان ، التي تحاول بكل السبل الفكاك من قبضتها بلا جدوي ، مسجلا أردأ واقذر أنواع التذلل ، والتوسل ، وأنت بحاجه للجلوس مع نفسك قبل الآخرين ، لتراجعها عن ما ارتكبته من جرائم ، وفساد ، واستبداد ، وبحاجه لإيقاظ الضمير الذي مات لديك جراء شراهتك ، واطماعك .
ولتعلم بأن من تريد التوسط لحل ما طرأ بينهم من مشاكل ، لن يستمعوا لك مجرد استماع ، ولا وقت لديهم لسماع حديث أجوف بلا معني ، تختتمه بطلب المعونه والمساعده ، حتي اصابهم السأم والملل ، ولماذا لم تذهب للكويت التي كانت محطة في برنامج تطفلك ؟
وهولاء المتخاصمين سيعودون لبعض اليوم ، أو غدا“، لكن يبقى في صدورهم موقفك الرمادي والذي ستظل مسائلا عنه ، وأنت الخاسر .
هناك حلول يمكنك ان تلجأ اليها قسرا” ، وليس رغبة” ، وهي أن تقدم اعتذارا لشعب السودان ، مشفوعا برجاء التخلي عن مسائلتك ، وان كان هذا مستحيلا !
ويمكنك إصدار أمر الي كل الذين نهبوا ثروات ، واموال الشعب ، وأنت تعرفهم فردا فردا ، بأن يعيدوا كل المسروقات والمنهوبات ، من الأرصده المودعه في الخارج ، وهي تكفي لإستعادة اقتصاد البلاد لعافيته المفقوده ، لعل ذلك يخفف من غلواء الغضب الشعبي المتصاعد ، ضد نظامكم المجرم الغاصب .
من يستطيع أن يحل مشاكله ، يستطيع أن يحل مشاكل الآخرين ، وان تطفلت فموعدك الاحتقار والازدراء ، ولا كرامة لمتسول ، ولا رأي لمتطفل .
اننا نرثي لحالك ، وحال نظامك ، ونرثي لحال وطننا الذي لوثتموه بافاعيلكم ، وحططتم من قدر شعبكم ، بالقدر الذي اصبح متشردا” ومتشتتا بين أقطار الدنيا ، وهذا عقاب الدنيا ، وسينالكم عذابا عظيما في الآخره ، ولن يغمض لشعبنا جفن الا اذا أهال التراب علي نظامكم ، واسترجع فجرا” نراه قريبا
أيها المتطفل الدنئ ، عودا” لا حميدا“.. ولا مستطاب …
Ghalib Tayfour