الأحد , أبريل 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الإنقاذ دراما القرن … واسدال الستار …

الإنقاذ دراما القرن … واسدال الستار …

لم يكن مؤلف المسرحية الإنقاذيه معدها ومخرجها وهو يختار بعناية ودقه الممثلين  ، لإسناد أدوار تتناسب ومقدرات كل ممثل ، يعطي الادوار ويوزع الشخوص علي المسرح حسبما يريد ويوجه بتسليط الاضاءة علي وجوه بعينها ثم يحجبها ببراعة يحسد عليها بحيث ينسي جمهور المشاهدين الممثل الذي كان يلعب دورا محوريا وبطوليا في المسرحيه ، وكأنه لم يكن .
انطلقت خيل التآمر الانقاذي فجر يوم أسود ، وهي تتوهم انها  ستدك كل قلاع الظلام التي كانت تقف حائلا امام طموحات اهلها التي خرجت عن المألوف ، وبلغت حدا من الجنون لم يبلغه تنظيم او جماعة قبلها ، فاندفعت بلا وعي أوإدراك تجتاح كل من تتوهم انه عدو مفترض يقف وراءها الرجل الذي وظف كل معارفه وامكانياته توظيفا اجراميا بحتا ، مستغلا جاذبيته وسحره الذي اجتذب بهما مجموعات مقدره سرعان ما اندغمت وانسربت في أتون مشروعه او مشروعاته ؛ كيف لا والأمر امر سلطه وما يتبعها من ثراء وأبهة ودعة وتقلب في دهاليزها وطرقها الآسره ، وكراسيها الوثيره .
ومادري صاحبنا ان السحر لابد ان ينقلب علي الساحر ، فالاتباع جماعة لم تلامس اقصي طموحاتها الا العيش بهدوء ، والرحيل بهدوء أكثر ، لكنهم تاهوا في لجج السلطة وما جرته عليهم من نعم ، وما تنزل عليهم من اموال واتباع ومناصرين ، وبدلا من أن يكون مشروعهم مشروع ظاهره الرحمة والهدي والايمان . تبدل الي  مشروع سلطوي يحمونه بالبطش والقسوة والبأس ، الذي لم يسلم منه حتي نفر غير قليل منهم.
نعود الي صاحبنا بعد العشرية الأولي من بداية المسرحيه ، ومسرح اللامعقول يخرج من بين يديه ويتسرب فاصابه ما اصاب (دون كيشوت ) فخرج حاملا سيفه يطارد طواحين الهواء وكلنا يعرف ما آل اليه أمر الدون المتوهم عدوا مفترضا لم يجده الا في خياله .
وانطلق في محاولات مستميته للقفز حتي اصبح ابن فرناس عصره الذي اذابت حرارة الشمس اجنحته الشمعيه فهوي في واد سحيق وانتهي امره .
نعود لمسرحنا الذي بدأ باللامعقول ثم تبدل الي مسرح عبثي ، لا ضابط له ولا رابط حتي ان بعض المشاهدين اعتلوا خشبة المسرح ، ولعبوا ادوارا لم يطلبها منهم احد ، متقلبين بين أدوار دراميه تصل حد البكاء الفردي او الجماعي  ، أو ادوار كوميديه تصل حد الضحك الهستيري ، وقديما قيل (شر البلية ما يضحك) .
هذا هو حال نظام الانقاذ اليوم ممثلين مل الجمهور مشاهدتهم واشبعهم صفيرا ولكنهم اصيبوا بما يشبه الصمم ، فقد خرج البعض عن النص بصورة أربكت الممثلين والمشاهدين والبعض حمل اشياؤه استعدادا للرحيل لكن الي اين ؟
حتمية الختام والنهاية لا يدري احد كيف تكون لكن الجميع وصل الي قناعة بان الستار لا بد ان يسدل علي دراما القرن ، وهي مأساة أمه وشعب يتلمس طريقه للخلاص رغم وعورة الطريق وجماعة تتلمس طريق النجاة وتفادي المصير الذي ينتظرها ، رغم الظلام الذي أرخي سدوله بلا أمل ، في صبح قريب ، ولا ضوء في آخر النفق  ؛ لأن النفق نفسه لم يعد واضحا ولا موجودا …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.