الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / السفينه الغارقه ….. هل من طريق للنجاة ؟؟

السفينه الغارقه ….. هل من طريق للنجاة ؟؟


 
لعل كل من يهمه أمر هذا الوطن وكل من يعيش علي ارضه وكل يتابع ما يجري فيه يكادون يجمعون علي رأي واحد ، وهو أن تراكم الأحداث الدرامية المشهد ، والدراماتيكية الابعاد تمضي بالوطن وباهله الي نهايات مأساوية ، وأن السفينة في طريقها الي الغرق بكل ما تحمله علي ظهرها من انسان ونبات وثروات ، حكاما ومحكومين ، ظلمة ومظلومين ، الي جب عميق جدا سيبتلع قريبا كل هذا وسط لجة فوارة لن تبقي علي شئ ، وبسرعة أكثر مما يتخيلها ويتصورها الجميع ، وان الأمر وصل الي نقطة اللاعوده ، وأن النجاة باتت تحتاج الي معجزة إلهيه ، بعد ان خرج الأمر عن تدبير البشر ، وعن حيلة الانسان التي تقف عند حدود معينه لايمكن تخطيها ولا تجاوزها ، حيث أن توقف العقل شئ متوقع مثل من يفقد السيطرة علي عجلة قيادة مركبه تسير بسرعة قصوي بلا كوابح الاصطدام واقع لا محالة .او مثل ربان يقود سفينه في لجة عتيه وسط ظلام دامس لتعطل الاجهزه وفقدان البوصله لكن ربانها يصر علي القياده ليس لإنقاذ السفينه ومن عليها ، ولكن لإنقاذ النفس عنادا ومكابره ، وهذا ما يحدث لنا ، ولبلادنا وشعبها بالرغم من فداحة المصيبه ، والجلل الخطب يتباري القوم في اختطاف آخر ما تبقي من حطام السفينه ، والاستحواذ علي ما بقي للهروب والقفز بها قبل الغرق الوشيك ؛ انتصارا للذات الفانيه وتحقيقا لمطامع النفس الأمارة بالسوء.
(ثمانيه وعشرون) عامامضت منذ وصول هذه الفئة الباغيه لمدارج السلطه ، وتربعها علي عرش الحكم ، تحقيقا لفكرة مجنونه ، واحلام مستحيله ، وقف وراءها رجل تعدت طموحاته حدود المعقول وتجاوزت العقل والمنطق ، مستخدما براعته في التحريض والتآمر والتمثيل بلا كابح اخلاقي ولا وازع ديني ، اندفع خلفه رهط ممن غرر بهم ، وتلاعب بمشاعرهم في اكبر ملهاة ومسرحية شهدها القرن السابق ، وللأسف ما زالت فصولها تتوالي حتي وصلت بنا الي حافة الهاوية السحيقة الأعماق ، والي مشارف السقوط الذي إن حدث — لاقدر الله — سيكون له دوي سيسمعه كل من يعش  علي وجه هذه البسيطه .
سؤال نسوقه الي كل من اعطي عقلا وسمعا وبصرا .
ما الذي بقي صامدا امام يد التخريب الانقاذي الباطشه؟! انهارت المؤسسات التي كانت ملء السمع والبصر ، وبتعمد غريب انهارت الخدمات التي كانت مضربا للمثل بين جيراننا ، وتهاوت المشاريع الزراعيه التي كانت تفيض عن الحاجه وتصل خيراتها الي محيطنا الاقليمي ، وانهارت الصناعه ، وتبددت الآمال التي كنا نبنيها علي شعب كان يتيه زهوا بين الأمم والشعوب ، وانتهي الجيش الذي بناه الرجال بالدم والعرق ، بعد أن كان حاميا للارض والعرض بأن اضحي حارقا للقري ، وقاتلا ، وناهبا للضعفاء ، ومغتصبا للحرائر ، وانهارت القيم والاخلاق ، وقبل ذلك إنهار انسان السودان ، وتحطمت نفسيته ، وهو يري ما يحدث دون أن يجرؤ علي حماية نفسه ، وانتهي الامر بفرار الكثيرين لاجئين خائفين ومشتتين في شتي بقاع الدنيا ، بلا أمل في مستقبل ، ولا وعد ولابشارة بالعودة ، الي اوطانهم بعد زوال الكابوس وذهاب الطواغيت .
حتي الاحياء الفقيره اصبحت اصبحت تطل من خلالها رؤوس بنايات اللصوص وعماراتهم متحدثة عن فوارق لم تكن تحدث في ارضنا ؛ لولا نمو قواعد الفساد والإفساد التي يحميها رئيس النظام الذي اوصلنا الي هذا الدرك الاسفل ، والمصير الأسود المجهول والهلاك المحدق بالجميع دون ان يرمش له جفن .
كل أوجه الحياه اصابها الجدب حتي الرفاهيات كالرياضه التي اضحت آخر متنفس للجماهير الحائرة الصابره ، اصابتها  يد البطش الإنقاذي في مقتل مثلما اصابت غيرها .
اليوم نقف كلنا امام أمرين لاثالث لهما في وطن اضحي يباع علنا ، ويحكمه الخونة والعملاء ، واللصوص ، والقتله :إما أن نستسلم لقدر محتوم ان تركنا الأمر لهؤلاء ، واما ان نحمل اكفاننا ونهب في وجه الطغاة ؛ لان من يريد الحياة الكريمة الحره لا يهاب التضحية بالمهج ، والدم والروح ، وصولا الي رقاب القتله والاقتصاص منهم واعادة حقوقنا المسلوبه والمنهوبه .
السفينه الغارقه تحتاج لجهودنا ولن ينقذها وينقذنا احد سوانا ، والسقف سيخر علي رؤوسنا ما لم نتدارك ذلك ، والعدو اضعف مما نتصور لان الجبان لن يقف ساعة المواجهه ولم يبق ما يربطنا بالحياة من اسباب وباطن الارض خير من وجهها لما  وصلنا اليه من سوء حال.
إما حياة تستحق أن تعاش ، أو ذل ، واستعباد ، واستسلام سيؤدي بنا جميعا الي التشتت في بقاع الارض ، مثلما حدث لشعوب كثيرة من حولنا متسولين ولاجئين وعبيد وخدم .
الصبر لم يعد مجديا ،
امران لم يبق لناغيرهما ، إما العوده لحياة العزة والكرامة ، أو ذهاب ريحنا وضياع اوطاننا ، والتاريخ لن يرحم من يتخاذل ، ومن يبيع ، ومن يستسلم.

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.