إلى أي مدى يمكن أن يستجيب المجتمع الدولي لنداءات الشعب السودانى لحظر الطيران الحربي بمناطق النزاع؟

‎ إلى أي  مدى يمكن أن يستجيب المجتمع الدولي لنداءات الشعب السودانى لحظر الطيران الحربي بمناطق النزاع؟

‎المؤسف ان هذه النداءات ليست من كل الشعب السوداني بل من شريحة معينة من هذا الشعب  وهم مجموعة من المثقفين والمهتمين بقضايا الهامش وحتي هذه المجموعة تضم فئة قليلة جداً يمكن حصرها وهذه الفئة  هي التي اهتز ضميرها الإنساني لهذه المجزرة.
‎ولكن طالما هناك تصاعد في العنف الممنهج والخسائر  الفادحة في صفوف المدنيين والأطفال يتوجب على المجتمع الدولي توفير الحماية لهؤلاء المدنيين.
‎الاستجابة لهذا النداء تحتاج لمجهود كبير جداً وهو تكثيف الحملة الإعلامية عن الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوق الإنسان ولفت المجتمع الدولي إلى الهجمات واسعة النطاق علي السكان المدنيين ويتم ذلك عن طريق الإبلاغ والشكاوى إلى الجهات المعنية بذلك.واستخدام كل أدوات المثقف.
‎فإذا نجحت هذه الفئة  من الشعب في ذلك وهو توصيل الرسالة بهذه الانتهاكات للمجتمع الدولي فمن الطبيعي أن يستجيب المجتمع الدولي.
‎وقد سبق وأن أصدر  مجلس الأمن القرار1973/2011 تجاه ليبيا وكانت الغاية الوحيدة من إنفاذ هذا القرار إنقاذ أرواح المدنيين ووقف إراقة  الدماء

‎لماذا يستهدف نظام الخرطوم الأطفال في الهامش..!؟؟ أتعتبر ما يتم  إبادة مقصودة!؟

‎لاشك أن ماتم في هيبان من استهداف الأطفال هو إبادة  جماعية وذلك من خلال الهجمات الممنهجة واسعة النطاق علي السكان المدنيين من قبل نظام الخرطوم، وحيث توفرت أركان جريمة الإبادة بشقيها المادي والمعنوي المنصوص عليها في الماده الخامسة من ميثاق روما.
‎وهذا يقودنا إلى تعريف جريمة الإبادة (تعني جريمة الإبادة  الجماعية أي فعل من الافعال يرتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية بصفتها هذه إهلاكاً  كلياً أو جزئياً ).فارتكاب أي فعل من هذه الأفعال يعتبر إبادة وهي:
‎١/ قتل أفراد الجماعة
‎ 2/إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد الجماعة
‎3/إخضاع الجماعة لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كلياً أو جزئياً

هل يحفز هذا الصمت ازاء مايجرى للهامش التفكير فى خيارات اخرى ؟

‎بالتأكيد وهذا هو الذي يقصده نظام المركز وهي من ضمن أجندته الخفية التي تسعى وتكرس إلى فصل الهامش عن المركز فالمركز حسم حدوده في مثلت حمدي ويسعى جاهداً إلى إجبار الهامش على تلك الخيارات..

لماذا يصمت بعض الناشطين ودعاة التغيير أمام ما يحدث في الهامش.؟! في حين ترتفع هتافاتهم أمام ما يحدث في المركز!؟؟ هل هو البحث عن الأضواء أم سيطرة العقليات القديمة!!؟

‎  ذلك نتاج للعقلية الذهنية الواحدة عند كل السودانيين  في التفكير، فالسياسة والاقتصاد والكورة كلها في السودان تدار بذهنية واحدة.لذلك  ساسة  المركز يفكرون بنفس العقلية القديمة..
‎دعنا نرجع للوراء ونذكر مثال بسيط، في عام1947 قررت سلطة الاحتلال تغيير العزلة وإعادة دمج الجنوب مع الشمال في سودان موحد وذلك تحت ضغوط مؤتمر الخريجين والحركة الوطنية النامية في الشمال.إلا  أن الحركة الوطنية في الشمال كانت تعمل جاهدة لربط الهوية الإسلامية التي تربطها فقط بالإسلام والعروبة ولم تضع أي اعتبار لحقائق التعدد والتنوع الثقافي.حيث قامت الحركة الوطنية باستبعاد الجنوب وتهميش دوره في الاستقلال.
‎نفس هذه العقلية يفكر بها الناشطون ودعاة التغيير أمام مايحدث في الهامش حيث يوجد غياب تام لدعاة التغيير والناشطين في الهامش .
‎وهم بذلك ينفذون أجندة النظام في فصل الهامش عن المركز بطريقة لا إرادية. .مما يؤكد وحدة الذهنية  في التفكير.
‎أما إذا  كانوا  يعلمون بأنهم يخدمون أجندة المركز فهنا الكارثة..
‎فهؤلاء  لا يعنيهم الهامش بل كل نشاطهم في المركز.
‎وخير دليل  مجزرة هيبان تلك المجزرة  التي اهتز لها كل الضمير الإنساني  يوجدغياب  لهؤلاء الناشطين وكأن  المجزرة وقعت في غزة..

ماالمطلوب القيام به من القوى السياسية تجاه مايجرى من انتهاكات انسانية لشعوب الهامش؟

‎أرى أن هذا السؤال يوجه إلى القوى السياسية حول المطلوب منها

‎ هل ما تم يعتبر جريمة وفقاً للقانون الدولي والاتفاقات الدولية؟؟؟