الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / حزب البعث العربي الاشتراكي "الأصل" / مفاعل نووي ام كارثة وطنيه

الهدف
مفاعل نووي  ام كارثة  وطنيه
بقلم الأستاذ : محمد عثمان ابوشوك
====";=======
حملت صحف الخرطوم عناوين بارزه تبشر جماهير السودان بأن البلاد مقبلة على دخول النادي النووي وذلك على إثر توقيع حكومة الرأسمالية الطفيلية الاسلامويه على اتفاقية مع الصين الشعبية لبناء مفاعل نووي للأغراض السلمية، أي لإنتاج الكهرباء.. وسارع بعض مسؤولي النظام لتطمين الأعداء الوهميين بان المفاعل الذي ما يزال حبرا على ورق لن يستخدم للأغراض العسكرية..
ولست أدري ما الذي دفع الاسلامويين لمثل هذه المغامرة التي لا يدري أحد من الناس مخطرها المحتملة فيما إذا أصبحت امرا واقعا..
غالب الظن أن خطط بناء مفاعل نووي في السودان إنما تم اللجوء اليها لضرب عدة عصافير بحجر واحد؛
الإعلان تم نشره على شكل واسع والبلاد تعاني من ازمة طاحنه في الكهرباء، فكأنما أتى   الإعلان لإحياء الآمال لدى الجمهور بأن الحكومة تسعى بجد لحل ازمة الكهرباء حلا جذريا وما على الناس إلا مد حبال

مفاعل نووي ام كارثة وطنيه

الهدف
مفاعل نووي  ام كارثة  وطنيه
بقلم الأستاذ : محمد عثمان ابوشوك
====”;=======
حملت صحف الخرطوم عناوين بارزه تبشر جماهير السودان بأن البلاد مقبلة على دخول النادي النووي وذلك على إثر توقيع حكومة الرأسمالية الطفيلية الاسلامويه على اتفاقية مع الصين الشعبية لبناء مفاعل نووي للأغراض السلمية، أي لإنتاج الكهرباء.. وسارع بعض مسؤولي النظام لتطمين الأعداء الوهميين بان المفاعل الذي ما يزال حبرا على ورق لن يستخدم للأغراض العسكرية..
ولست أدري ما الذي دفع الاسلامويين لمثل هذه المغامرة التي لا يدري أحد من الناس مخطرها المحتملة فيما إذا أصبحت امرا واقعا..
غالب الظن أن خطط بناء مفاعل نووي في السودان إنما تم اللجوء اليها لضرب عدة عصافير بحجر واحد؛
الإعلان تم نشره على شكل واسع والبلاد تعاني من ازمة طاحنه في الكهرباء، فكأنما أتى   الإعلان لإحياء الآمال لدى الجمهور بأن الحكومة تسعى بجد لحل ازمة الكهرباء حلا جذريا وما على الناس إلا مد حبال الصبر..
البلاد تعاني أيضا من انهيار تام لسعر العملة السودانية مقابل العملات الاجنبية ولا يوجد بصيص امل في حصول السودان على قروض او معونات او تسهيلات اجنبيه لبناء مشاريع   خدميه او صناعيه او زراعية تفتح الباب امام تماسيح الاسلامويين لمزيدا من النهب.. مشروع بناء مفاعل نووي قد يكون المنقذ من القحط الذي أصاب تماسيح الاسلامويين..
الاسلامويون عودونا على   نوع جديد من التنمية، يمكن ان نطلق عليه اصطلاح التنمية الهتافية وهي تنمية لا يستفيد منها سوى هتيفة الاسلامويين.. تذكروا على سبيل المثال مشروع النفرة الزراعية الكبرى   وسد مروي وطريق الإنقاذ الغربي والمدينة الرياضية وغيرها من المشاريع التي صاحبتها ضجة اسلاموية كبرى، ولم نر لها اثرا على صعيد تغيير الحالة المعاشية للمواطن السوداني الى الأفضل، بل ظل حالنا يتراجع بصورة مخيفه ومحزنه. ومشروع بناء المفاعل النووي هو أيضا من مشاريع التنمية الهتافيه لإعطاء انطباع كاذب بأن بلادنا تسير في طريق التقدم   وستخل النادي النووي العالمي..
بعيدا عن الهتاف الاسلاموى الطفيلي، دعونا نناقش المسألة بأسلوب عملي وعلمي..
مما لا شك فيه أن الطاقة النووية تشكل مصدرا   يمكن استغلاله في مشاريع سلميه مثل انتاج الكهرباء.. غير أن الطاقة النووية تستلزم قدرا من الاحتياطات الفنية لكيلا تؤدى الى كوارث لا تحمد عقباها.. فهي تستلزم أولا وجود كادر عالي التأهيل في تخصصات كثيره، كما تستلزم توفير درجات عالية من التأمين لموقع انتاج هذه الطاقة (المفاعل النووي): تأمين المفاعل ضد الهجمات الخارجية وضد كوارث الطبيعة مثل الزلازل والفيضانات، الامر الذي يستوجب وجود بنيه تحتية متكاملة في البلاد التي تنوى استغلال مثل هذه الطاقة..
ومعروف أن الدول لا تلجأ للطاقة النووية في حال توفر مصادر بديله، وذلك لتلافى الاخطار التي يمكن ان تنجم عن استخدام الطاقة النووية..
من الناحية التاريخية، صاحب استخدام الطاقة النووية كوارث كثيره، استعرض هنا   ثلاث كوارث معروفه كلها حدثت نتيجة خلل داخلي في المفاعلات او نتيجة كوارث طبيعية.. وبطبيعة الحال لن اتحدث عن كوارث بشريه سببتها استخدامات الطاقة النووية في الحروب..
في28 مارس 1979 وفي ثرى مايل ايلاند بولاية بنسلفانيا حدث عطل بسيط في المفاعل النووي رقم اثنين مما أدى الى توقف آلات ضخ المياه لتبريد المفاعل نتج عن ذلك سلسله من التفاعلات والأخطاء مما أدى تسرب الوقود النووي واختلاطه بمواد أخرى.. إلا أن عناية المولى وحده حصرت الاضرار في إطار المفاعل بحيث لم يحدث تسرب نووي واسع يقود الى إشعاع نووي تتضرر منه البيئة وانسان المنطقة..
في 26 ابريل 1986 في بلدة تشيرنوبيل الأوكرانية حدث انفجار في المفاعل النووي الذي وضع في الخدمة سنة 1983.. وقع هذا الانفجار نتيجة لأخطاء في تصميم المفاعل ونتج عنه انتشار سحابة من الاشعاع النووي تضرر منها مواطنو المناطق المحيطة وامتد أثرها حتى بعض دول أوروبا الغربية.. فقد المئات من الناس حيات في الأيام الأولى للانفجار وما يزال البعض يعانون حتى يومنا هذا بينما أصبحت تشيرنوبيل مدينة اشباح خالية من السكان حتى يومنا هذا..
في 11 مارس 2011 في مدينة فوكوشيما اليابانية الساحلية انقطع التيار الكهربائي عن ستة من المفاعلات النوويين نتيجة التسونامي الكبير إثر هزة ارضيه في المحيط الهادئ بلغت 8.9 على مقياس ريختر البالغ 9 درجات.. ادى هذا الى تصاعد درجة الحرارة في احدى المفاعلات وعجز الفنيين اليابانيين عن تبريد المفاعل لعدم وجود طاقة كهرباء مما قاد الى تسرب اليورانيوم الى المياه والأجواء في المدينة والمناطق المجاورة.. الحكومة والشعب الياباني قاما بأكبر عملية اجلاء لسكان المدينة والمناطق المجاورة التي سجلت درجات معينه من التلوث النووي.. وقاد الامر الى نتائج مأساوية من بينها انتحار بعض الفنيين والمسئولين الإداريين بشركة الكهرباء لشعورهم بالمسئولية الشخصية عن الحادث..
الناظر لهذه الكوارث يلاحظ بلا شك أنها قد وقعت في بلدان وصلت مرحلة من التطور الاقتصادي والعلمي والتقني وتمتلك بنية تحتية متكاملة تتيح لها تعبئة كل موارد البلاد في وقت وجيز لمواجهة الكارثة ومحاصرة نتائجها..
فأين نحن من ذلك؟
واقع بلادنا بعد ستين عاما من الاستقلال منها 49 عاما تحت حكم العسكر بضمنها 27 عاما في ظل مافيا الاسلامويين الطفيلية، وأقع لا يشي بتقدم يصل الى عشر معشار تقدم الدول الثلاث التي وقعت فيها هذه الكوارث..
فعاصمتنا القومية غرقت وستغرق في مياه أي عاصفة خريفيه إذا ما استمرت لأكثر من بضع ساعات بينما يحدثنا تماسيح الاسلامويين عن الاستعداد للخريف.. ومدن بلادنا تضربها طائرات العدو الصهيوني ليلا بينما وزير دفاعنا يتحدث عن الدفاع بالنظر والطائرات التي غزت بلادنا وهي مطفية انوارها..
فكيف لنا بأمر يقتضي قدرا عاليا من التقدم التقني والاقتصادي؟
ثم لابد لنا من طرح السؤال المشروع: هل نحتاج فعلا لمفاعل نووي؟ وقبل الإجابة على هذا السؤال لنتذكر أن تماسيح الاسلامويين قد صدعوا اذاننا بنباحهم حول ضرورة بناء السدود لحل مشكلة الكهرباء جذريا، بل وتصديرها لدول الجوار.. فاذا كان السد الرد لم يكف حتى حاجة مروي ودنقلا من الكهرباء فما الذي يضمن لنا ان يكفي المفاعل النووي حاجتنا للكهرباء ناهيك عن ان يضمن لنا عدم تحول هذا المشروع الى كارثة قومية تقضى على ما تبقى من أهلنا؟
لا يوجد عاقل في هذه البلاد يمكن أن يقتنع بضرورة بناء مفاعل نووي في السودان، فالسودان غنى بموارد أخرى ومصادر متعددو للطاقة البديلة، وهي فوق ذلك قليلة التكلفة مقارنة بكلفة تشغيل وادامة مفاعل نووي واحد..
الطاقة الشمسية على سبيل المثال: السودان بلد تشرق فيه الشمس 365 يوما في العام.. ويمكن لنا استغلال هذه الطاقة الشمسية لإنتاج كهرباء نظيفة ورخيصة وتخزينها لاستخدامها في انارة البيوت والشوارع..
الطاقة الهوائية وهي طاقة متاحه في بلادنا يمكن أيضا استخدامها في انتاج الطاقة الكهربائية بكلفة مناسبه وتخزينها أيضا للاستفادة منها في أوجه عديدة..
ثم هناك سدودنا القائمة فعلا والتي ضعف انتاجها من الكهرباء او مياه الري بسبب اهمالها وعدم الاستثمار في صيانتها وتأهيلها.. إذا أحسنا الاستثمار في هذه السدود واوكلنا امر ادارتها إلى مواطنين اكفاء ومؤهلين بدلا من تماسيح الإنقاذ، فإن هذه السدود قادرة على تلبية كل احتياجاتنا من الطاقة الكهربائية..
لدينا أيضا المحطات الحرارية القائمة فعلا والتي تحتاج فقط الى إعادة تأهيل وصيانة، وتحتاج أيضا الى إدارات مؤهله وكفؤة موجودة فعلا لكنها احيلت للصالح العام فتلقفتها   دول الخليج والسعودية..
____________________
#الهدف
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على فيسبوك:
https://m.facebook.com/hadafsd/

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.