ما بين أمن المجتمع والنظام العام 

عمدت الانقاذ الى تغيير بنية الدولة والحياة وتغيير المصطلحات بتغيير معانيها او تزييف المغزى او الدلالة التي ترمز لها كثير من الاسامي خصوصاً اسماء مؤسسات الدولة وهيئاتها ففي احيان كتيرة جلبت اسامي مؤسسات وهيئات غريبة على القاموس السياسي والاداري للدولة مثل هيئة الذكر والذاكرين الصندوق القومي لدعم الشريعة ومشاريع كمشروع احياء شعيرة الصلاة والزكاة وغيرها ومشروع الشرطي الظاعن بداية فكرة الجنجويد وكل مؤسسة او مشروع من هذه المشاريع تضع له الميزانيات والنثريات من عضد الدولة المنهك اصلا بسبب التضخم والعجز في الميزانية والحروب
اما اكبر تزييف حدث هو تزوير وتحريف المعنى الحقيقي لأمن المجتمع عندما ربطته بقانون النظام العام والظواهر السالبة المتصورة في اذهانهم وخصصت شرطة باسم امن المجتمع عينت عليها غلاظ الضباط وأكثرهم مظهرا في ارهاب المواطنين البسطاء بالصوت العالي والقمع المدعوم من الدولة بطريقة غير قانونية او تواطؤ مقصود بعدم ردع تجاوزات شرطة امن المجتمع وعدم زجرها حين تتعامل بلؤم مفرط مع المواطنين خصوصاً النساء واذكر انه كان يوجد احد الدبابيين رجل مسن بموقف ابو جنزير يحمل ذلك الخرطوم الاسود الشهير لضرب المواطنين كان هذا الدباب يدعي الهبل ويضرب النساء فقط على ظهورهم التي يعتقد انها ليست تلبس الزي المحتشم وكان لايردعه غير المواطنين وكأن بينه وبين الشرطة عهداً الا يسأل عن فعلته الشنيعة تلك من جانبها. اما فبالنسبة لمعنى امن المجتمع الحقيقي فهو مؤسسات الدولة التي من شأنها تعزيز امن المجتمع الحقيقي التي من شأنها تطعمه من جوع وتأمنه من خوف وتأويه من التشرد وهي ديوان الضرائب والزكاة الغير مجبية من الدولة وصندوق المعاشات والتأمينات الاجتماعية وصندوق الاسكان القومي كل هذه مؤسسات تسمى في الاقتصاد مؤسسات خدمية تخدم المواطنين وتحقق امنهم وتسمى في مجموعها مؤسسات الامن الاجتماعي استغلت طيلة السنوات الخمس وعشرين الأخيرة لتمكين فئة قليلة لتربو وتعلوا علوا شاهقا في سلم الحياة دون أن يعرق لها جبين امنوا انفسهم وتركوا البقية مطاردة من حملات النظام العام التي تصادر حقوقهم في الكسب والعيش من الكفاف.

سامح الشيخ