لربما طه هو الرئيس القادم: 

القمة المنعقدة حاليا في الرياض هي قمة رئاسية تجمع رؤساء دول ويقال عنها Summit Diplomacy حيث يأتي اليها في الاعراف الدبلوماسية رؤساء الدول (فقط) للتفاوض المباشر مع نظرائهم، والرئيس يعتبر الدبلوماسي الاول في الدولة والشخصية صاحبة القرار النهائي خاصة فيما يخص مصلحة دولته واللاعب الاول في العلاقات الخارجية وتخطيط السياسة الدولية، وفي حال غياب تلك الشخصية تأتي شخصية عليا في الدولة كنائب الرئيس أو رئيس الوزراء أو وزير الخارجية كأعلى هرم دبلوماسي في الدولة بعد الرئيس، وصاحبة تفويض وقرار، ولكن القمة التي يحضرها مدير (مكاتب) الرئيس هذه يؤكد بأن النظام مختل للغاية ويعكس ثلاث أشياء سنأتي لها، فضلا عن إنها دبلوماسية البطانة والشلاليات   Entourage Diplomacy  وسبب عدم حضور الرئيس البشير لقمة الرياض معروف هو إنه متهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لذلك مقاطع من قبل الغرب تمكينا للعدالة الدولية، هذا أمر مفروغ منه ولكن حديثنا جاء فيمن يمثله حال غيابه، مدير مكتبه كموظف صغير في القصر ومقام وزير دولة، وقلنا للاسباب التالية :

الأول هو عدم ثقة الرئيس بمن حوله ليمثله في لقاء هام كهذا كان مستعدا له هو و(طرد)  لذلك لم يقم بتكليف احد من كبار وزراءه وهذا المرجح ويثق في بطانته اكثر من حكومته وحزبه، سيما طه نفسه من قبل قال انه يعتبر الرئيس والده، وهذه اكبر مداهنة وتملق ( lip service) سجلها التاريخ السياسي في السودان.

والثاني هو التقليل من اللقاء والإذدراء به وبالمشاركين فيه، وهذا مستبعد لأن السودان لا يمكن أن يفكر أو يتخيل له أن يذدري بالبلد المستضيف أو بالحضور لأنه الأحوج لهم اليوم قبل الغد، لأن الرياض وملوكها هم كفيلي النظام ماليا للخدمات التي يقدمها لهم وواشنطن ينظر إليها النظام من اجل التطبيع في علاقاتها ورفع العقوبات ومحوها من قائمة الإرهاب  وقصة الديون ايضا.

والسبب الأخير هو ربما إن البشير يقدم طه ليصبح خليفته ووريثه في الحكم عما قريب.

مبارك أردول