الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

*صرخه ثانية*

____________________
قصه قصيرة
/ محمد أحمد

مسافر لأن صدري مثقل
بالهموم ، ضاع كل شيئ
بالجوار ، لم يتبقي شيئ
، عدا تلك النجوم التي
تتلألأ من حولي،
مسافر لأن ارضي لم
تعد ارضي ، و بيتي لم
يعد بيتي ، لكني حتما
سأختار ما بين البقاء او
الرحيل ، لكن كيف ؟؟

انه صراع ،، صراع الذات
و الرغبة في عدم
الرحيل و الارتباط
بالذكريات،
يولد الإنسان بصرختين
،الاولي حين يولد ،مع
رؤية الضوء الأول ،مع دهشة العالم الجديد
الغامض ، وصرخة اخري
سيأتي حينها عندما يقرر
الخروج من ذلك الإطار ،
لماذا يولد الإنسان مؤطرا انه كائن لا يحب
المخاطرة لا يتلذذ بخيالاته كل ليلة ،
لكن كيف…؟
كيف اختار؟؟
ساجلب محفظة الحظ التي اهدتني لها جدتي
، سافتح حقيبة سفري اللعينه تلك ، لطالما تجولت معي في كل سفرياتي كأنها مراقب
مأجور و بلا ضمير ، سافتحها (بغيظ ) يفتح الحقيبة ولا يجد فيها سوى أوراق ) أوراق كثيرة ، أنها في كل مكان
، (يبعثر الأوراق ) يصرخ
،،أوراق ،، فقط أوراق ،، يضحك بشكل هستيري
تصاعدي مجنون و يسأل نفسه :  هل اضعت محفظة حظك و انشغلت
مع اوراقك البالية؟ التي
كل ما قرأت جزء منها ارجعتك الي اللحظات
القديمه فتسجنك في الماضي ، بعضها
سيجعلك تبتعد أكثر ،
و الآخر سيجعلك تحن الي الوطن ، الي الحبيبة
، الي لحظات الشقاء و المرح ، سوف يأتيك المداد المسكوب علي
تلك الأوراق و يقل لك عد ، عد الي ديارك الآن
، لان مكانك الطبيعي
بين تلك النجوم المتعانقه
، بين صحوات الضمائر النادرة ،
أرجع لأن أمواج المتوسط
الهائجه
و رياح الصحراء
القاحلة لم تعد لأمثالك ،
( يلتقط أنفاسه و يبعثر أوراقه في فوضوية….

(بدأت عليه ملامح الغضب)

يقول : أين محفظة
حظوظي،؟
أين اختفت؟

،،وضعتها هنا في هذه
الحقيبة ، يا للهول ماذا
سيستفيد السارق من
مجرد محفظه
و هو لا
يدري أنها لحظي ..انه
زمن عجاب،  سمعت قبل
ايام ان أحد اللصوص
سرق عصاة صديقتي المعاقة ،أصبت بالدهشه
، لم تعد هناك نخوة

( تشب ملامح الحزن علي وجهه،، و ترقرق عيناه مما سمع)

(يعم المكان هدوء،، صمت مطبق)

ينفض الغبار من علي كتفيه و يقحقح ثم يقول :

ذات الغبار الذي اطارده كل صباح ،، كل مساء ،،
انه كائن طفيلي لا يقبل الرحيل ، يلتصق بك دون
استئذان ،، يأتيك حتي
في الليالي الكالحه بلا دعوة ،،
يتحكم في استنشاقك هواءانقيا ،، يقيدك،، بمرضك،، يهتك صدرك ،،
و يتحالف مع الثقل ،، انه كائن يعبد الموت
ليتراكم فوق كل شيئ ،،
عندما نموت نصبح ترابا” ..
يضحك ،،

لكني خدعتك
أيها التراب المزيف ،، لأني سأموت غارقا،،
ستحتضنني أمواج المتوسط العاتية
أنها أحن ممن يتعدي علي حظوظ الآخرين

لن تحاصرني بعد اليوم..

لن تعتم أشيائي القديمه..

أتدري أيها الغبار !!

انت مثل مفاتيح مصلوبة علي استقبالات الفنادق القديمه

،، بلا فائدة ،،

فقط تنتظر أمثالي من المتعبين الذين يأتون من بلاد بعيده
، لحظة فرحتك
الوحيده عندما تسمع أصوات صافرة القطار القادم من المدن البعيدة
، تنتشي و تصارع قلادتك المصلوب عليها تلك ، لتري القادمين ، او عندما تسمع طقطقات حوافر السيدات و هن يصعدن
عبر السلم المهترئ
القديم ، المشوه بفعل الزمن ، ليس لك فرحه اخري ، لكن تعش ذات المخاوف من رحيل بعضهم في الصباح الباكر
، لترجع الي صلبك مرة
اخري ، الي وحدتك  ، أنت كائن قلق ، لكنها مهمتك التي اوجدتك فلا تطمح أكثر ذلك ، و أن نسيك أحدهم في جيبه سيرميك في أقرب سلة مهملات،  هذا ما انت علية
أما اياي سأواصل المسير
و البحث الشاق عن حظوظي التي سرقت ، لن أضيع وقتي في عقد
يداي خلف ظهري و ابطئ الخطي مثل الحياري ، او اسرح بخيالي مثل من ضاع تاريخه و لازال ينظر يوميا الي السماء
مفرغا
أحاسيسه نحوها ،
بوجه
شاحب ، بلا ملامح ، يفيض غضبا و استنكارا
في غمغمه دائمه و إن
ابتسم فإن ابتسامته باهته
مزيفه مصاحبه بزفرات
ساخرة .
لم يعد الوقت بتلك
البساطة ، لن يتغير
واقعنا بهكذا نمط حياة
فاتر ، كم من سارق حظوظ في تلك البقعه و
كم ضحيه من أمثالي ، اننا لم نعد ، نتحمل اكثر من ذلك، سنصرخ بقوة في وجهه ..
انه خائف ، الصرخه الثانية ستوقف السرقات الي الأبد
، أمواج المتوسط لم تقف في وجهنا ، فأنت
لست أكثر قوة منها.
و الثقل أصبح لا يطاق
لكني سأختار حتما..
انتهت…

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.