في مواصلة لما سبق من حديث عن مفهوم إعادة هيكلة الدولة السودانية !
يخلط العديد من الناس بين الدولة والسلطة وهذا الخلط مرده ممارسة الدولة للسلطة فالدولة هي شكل من أشكال التنظيم السياسي الذي يمارس السلطة ،في حين أن السلطة تتجاوز حقل الدولة وتمتد إلى مختلف مجالات الوجود الإنساني .
يرى هوبز أن الدولة تنشأ عبر التعاقد فالدولة تمكن الأفراد من تحقيق الأمن وضمان البقاء وتخلصهم من حالة الفوضى التي كانوا عليها في حالة الطبيعة فعبر التعاقد تتحقق دولة الحقوق يكون فيها القانون والحق أساس العلاقات بين الأفراد
كيف نتمكن من تجاوز عدم الاستقرار والصراع فالدولة الحديثة تسعى إلى تجاوز العنف وضمان بقاء الأفراد فغاية الدولة هي الحرية وليس الاضطهاد أو العنف المبرر
نشر الوعي
الحامي لمكتسبات المجتمع المدني وحقوقه فيكون المواطن مراقبا للدولة خشية عودة النظم الاستبدادية
لأن النظام الاستبدادي مهامه تغير التركيبة الاجتماعية عبر العنف للسيطرة على الدولة وهذا ما كان في حالتنا السودانية
(أن العنف لصيق بالعمل السياسي فالإنسان ينبذ العنف أخلاقيا في حين أن وجوده السياسي يرتبط بالعنف)
_ان مفهوم إعادة صياغة الدولة يتشكل عبر الكثير من القيم السياسية والمحددات الثقافية والاجتماعية والإقتصادية
ولكن قبل أن نبدأ في صياغة الدولة وقوانينها يجب أن نعيد صياغة الفرد داخل المجتمع من ثم المجتمع ككل مع الحفاظ على قيمه وارثه الثقافي المتراكم عبر التاريخ
أن الإشكالية في دولتنا السودانية غير متعلقة بالفرد بقدر ما كانت متعلقة بالسلطة السياسية التي دوما ما كانت تستبعد الفرد وحقوقه وحريته وسيادته على الوطن لأن المواطنة الحقة تتشكل عبر المنافع المتبادلة بين الدولة والمواطن القائمة على الحقوق والواجبات
نواصل ….
نورالدين جرجرة