اذا اردتم ثورة لا تبقي ولا تذر تطيح بهذا النظام الغاشم المستبد ، وتعيد الوطن الي مصاف الدول ، وتفتح أشرعة العدالة الأجتماعية علي مصرعيها ليندرج فيها الصغير والكبير ، الغني والفقير ، وتهب البلاد سيادتها وقيادتها ، ويرفرف علم بلادنا تحركه رياح الحرية ، ونقف اجلالا” واكبارا” له وهو يتموج في ساريته ، وتتفتح أبواب العدالة وتمنح الحقوق ، وتفرد المساواة جناحيها لتحتوي الجميع ، وننبز العنصرية . ونكون سودانيين اولا” : فيجب علينا ان نتراص كتلة ، علي قلب رجل واحد ، ونسقط لباس الخوف ، ونصنع جدار الثقة ، ونخلق ثورتنا بسواعدنا سودانية خالصة ، وتكون اكفنا متماسكة لنحس بمآسينا ومواجعنا التي تجرعناها لسنينا عددا ؛ من جراء الطغيان ، ونزحف سويا” نحو المجد علي سفوح العلأ ، بشعارات الثبات التي لا تعرف القبلية ، ولا العنصرية ولا الجهوية ولا الحزبية ولا كيان ولا جبهة ولا حركات جمعاء ، بمعني واحد وكلمة مستوحدة وهي (السودان) الذي ينادينا بخلاصه ونحن لندائه لملبون .
لا تخدعكم الأشاعات المطلقة السراح في هذه الأيام والتي يبثها النظام بان الوضع سيتغير ، والبلد موعودة بخير كثير ووفير ، والحقيقة ان مشكلة الوطن لم تكن يوما” في شح الموارد ولا نقص في الخيرات فالسودان مستودع للثروات ، والحمدلله ، ومعضلته في سوء ادارة حكومته وإغتصاب السلطة والثروة ، وتفشي الإنتهاكات ، والمفاسد المتواصلة ، كما انها قطعت حبل الوريد الذي يتصل بالمواطن ليغذيه .
هنالك دول ليست لها موارد وليست لها ثروات ، ولكنها اختارات الرجل المناسب في المكان المناسب فحسن إختيارها ، وإنتقت إدارة لشئون بلادها فحظيت بإنتصارها ، فطفت علي سطح الدول ، وصارت يشار لها بالبنان ، ونحن دولة تعج بالموارد والثروات ، ويشار للعصابة التي تحكمها بالخزي والعار ، فقد تملكهم الجشع والطمع في كل شئ ، حتي في إهدار دماء ابناءها ، ويقودها طاغية سفاح يدور حول فلكه مصاصي دماء يتملكهم الشره ، وتتقمصهم شياطين الأرض ، بل حتي شياطين اقل وبالا” !! ، ولا يمكن ان تستجيب ضمائرهم التي إسودت ، وقلوبهم التي مرضت ، ونفوسهم التي فسدت ، فأمسوا مهلكة وجب علينا اقتلاعها .
والذي يستبشرنا كلما صعد منبر بالخير والرفعة سمعناه يبشرنا قبل (سبعة وعشرون) عاما” ، فلم تتغير بشراه ، ولم تتحق نبؤاته ، سوي بالإنحدار الذي لامس القاع ، والتشرد والضياع ، والأراضي التي تباع ، ومكاسب له وللاتباع .
ان تفكيرنا في من يحكم ؟ وكيف نحكم ؟ يعد نوعا” من الإنصرافية ؛ واهدارا” للوقت والزمن ، ولكن اذا فكرنا باننا من سنحكم وطننا ، وإننا سوف نختار كيف يحكم وطننا ، بقوانين نتفق عليها ونصوت لها بندا” ، بندا” ، ولن يحكمنا متواطيء ، ولا مدعي ، ولا كاذب ، ولا مهادن ، ولا متسلق ، ولا متسلط ، ولا مستغل .
يحكمنا من ننتقيه ، من نصطفيه ، من جالسنا ، وناقشنا ، وأقنعنا ، وأقتنعنا بأن نسير معه خطوة بخطوة ، لنصنع وطننا بعرق جباهنا ، التي تتقاطر لتخلق دوحة غناء ، نحتفل بجمالها وسماحتها …
Ghalib Tayfour