الخميس , مايو 2 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / جواهر.. في زمن المهازل..

جواهر.. في زمن المهازل..


نحن موعودون كل يوم بقضية غريبة المعالم والتفاصيل ، تنخر مجتمعنا ، وتمزق نسيجه الإجتماعي ، وتسن سنة جديدة لسابقة جديدة وفريدة .
أبطال هذه المهزلة هم أفراد جهاز الأمن ، الذين امتلأت سجونهم بالمعتقلين ، واتجهوا لإفراغ نزواتهم المريضة في حرائر السودان ، وامسي انتهاجهم لهذه الجرائم مفخرة لا يضاهيها شئ ، إلا أن المساءلة هذه المرة مست عصب الكرامة .
أطلت علينا السيدة (جواهر محمد المبارك ) وافرغت آلالمها ، ومواجعها ، شاكية متآلمة مما لاقته ، ظنا منها أنها تستجير بشعبها ، وابناء وطنها الأشاوس  الذين متي ما دقت طبول الحروب كانوا في سنانها ، وشاهدنا الفيديوهات ، ولم أري ردود أفعال تسر الناظرين سوي بعض الهمهمات ، فشعرت بأنها امست كالمستجير من الرمضاء بالنار! ، هل ماتت فينا النخوة والشهامة والمروءة ؟ وهؤلاء الزبانية كلاب السلطان يعبثون بالحرائر ويتصيدون العروض ؟!
إن القضية هي اختلاف السيدة (جواهر محمد المبارك) مع احد السيدات وتدعي (نازك الشيخ) علي حسب حيثيات العريضة التي قرأتها ، والتي تحوي صراع تجاري خالصا” ، يحوي في طياته حب ذات ، وما يعنينا في هذه القضية هو تدخل جهاز الأمن والمخابرات ليتبنى القضية ، وكأنها هم وطني ويوزع عساكره وضباطه ليقلقون راحة الأسرة السودانية البسيطة أسرة السيدة (جواهر) ويمزقون سكونها ، ويهددون بخطف ابنها ، ويشكلون طوقا امنينا كثيفا حول الأسرة ، وجل همهم  في (الفلبينية) التي حملت سفاحا واعتدت عليها (جواهر محمد المبارك) كما زعموا وتم ابعادها لوطنها امنيا” !! ياللخزي ويا للعار!! في هذا الإنزلاق الأخلاقي ، أليس كان من الأجدي أن يهتم جهاز الأمن بأطفال (المايقوما) ويسألوا أنفسهم من أين اتوا ؟  وكان حريا”بأفراد جهاز الأمن أن يهتموا بالشقق المفروشة في قلب الخرطوم والتي أمست بالنسبة لقياداتهم تجارة تنتهك فيها الحرمات ، وتقام فيها الليالي الحمراء ، ويتراقص فيها ضباطهم الأشاوس احتفالا بوأد حرائر البلاد أمام أنظار الجميع ،    أليس كان من الأجدي أن يتصدوا لإيقاف  تدفق المخدرات في الجامعات  التي صارت أمرا” مقلقا”ومزعجا” للأسرالسودانية ،  والمسئولين ومنسوبيها هم الموردين لها ، وهي أحدى أسباب تهدم البنية المجتمعية ، هذه البذرة التي غرسها نظام البشير وسقاها جهاز أمنه وفائدتها لأسرته ومنسوبيه ، وحصادها يجنيه الشعب الذي صار كسيحا” تقعده الأمية ، ويكبله الجهل ، وتتناوشه الفاقة .
إن القضية التي تعاني منها السيدة (جواهر محمد المبارك) اليوم ، وصراعها المحموم من أجل المحافظة علي أسرتها ، قد عانى منه الكثيرين من أبناء وبنات الوطن ولكنهم استحوا ،أو هددوا فأنزووا وصاروا نسيا” منسيا خوفا” من عذاب السلطان .
ولكن السيدة (جواهر محمد المبارك) ثارت لكرامتها ورفضت الذل والإنكسار  في صراعها مع السيدة (نازك الشيخ) التي تمتلك العلاقات مع بعض ضباط جهاز الأمن الفاسدين أخلاقيا ، فجميعهم فاسدين ولكن هنالك تخصصات ، وكلهم يساعدون بعضهم البعض علي الخطأ ، أما الصواب الذي لم نشاهده فيهم . فكانت مطالبتها بحقوقها ورفضها السكوت ، وتقديمها عريضة طويلة توضح ظلمها من قبل الضابط المنحل أخلاقيا فيه أثم كبير ، ولم ينصرها جهاز الأمن ، ولن ينصرها ، بل استوطنت هي واسرتها بين المعتقلات ، (ولا عزاء لعدالة في دولة المظالم ).
فلجأت لشعبها المقدام  تسألهم كما سألتهم (ام كبس ) سابقا” .
والتي لا تزال زغاريدها وهم يسحبونها ترن في  أذناي، ولاندري في أي ركن قصي انتبذوها ؟!، فقد جعلوا بين ايدينا سدا” ومن خلفنا ، وأعمتنا الغشاوة ، حتي لم نكلف أنفسنا نسأل عن مصيرها .
لقد تجبروا ، وعتوا، وزادوا نفورا” وعاثوا فسادا” لم يشهده التاريخ والأمة السودانية من قبل .
وامست هذه القضايا تطرق بابنا كل حين وآخر ، ونحن نخضع ونذل ، حتي يأتي يوم  نجدهم يدخلون منازلنا ويسحبون نساءنا .
اذا لم يكن من الموت بد فمن العجز ان تموت جبانا ..

لك الله يا وطني …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.