الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *هل يكون مصنع كريمة امتداد لشعارات الانقاذ الجوفاء؟*

*هل يكون مصنع كريمة امتداد لشعارات الانقاذ الجوفاء؟*

#الهدف
#الهدف _اراء حرة
____________________

*الأستاذ دراج المكرومة*

انحسار شديد في مدى تقبل فعاليات المؤتمر الوطني من قبل المواطنين في الولاية الشمالية، مما جعل قيادات المؤتمر الوطني تكتفي بالدعوات الخاصة في الصالات المغلقة لإقامة الفعاليات. وقد تبين هذا جلياً في افتتاح مصنع تعليب كريمة، هذا الحدث الذي ظل ينظر إليه أبناء المنطقة على أنه يشكل لهم باب واسع للخروج من دوائر نمط الحياة التقليدية إلى تسويق منتجاتهم الزراعية بأفق حديث، ومن المفترض أن يشكل إضافة نوعية للإنتاج المحلي والتسويق له.
كان المفترض أن يشهد هذا الحدث جمهور غفير من المزارعين لتمليكهم تصور عن إمكانيات المصنع وزيادة وعيهم حول هذا المصنع وآفاقه المستقبلية، ولكن كما عودتنا الإنقاذ بالتعتيم على الفعاليات التي من شٱنها تقديم الخدمات للشرائح الكادحة من ابناء الشعب أصحاب المصلحة الحقيقية في تطوير مهاراتهم الإنتاجية، ودفعها للأمام وتنمية قدراتهم بوسائل الإنتاج الحديثة وفتح آفاقهم؛ لأن هنالك عدة تساؤلات حول مصنع كريمة ونظام العمل به وفرص العمل التي يوفرها للمواطن، وكيف يستفيد المواطن منه في تسويق منتجاتهم وخاصة في موسم غزارة الإنتاج ونصيب المجتمع من عائدات الاستثمار وتوفير بعض السلع وبأسعار معقولة للمجتمع، والخدمات التي يقدمها المصنع وغيره، كلها اسئلة في ذهن المواطن تحتاج إلى إجابة.
النظام كالعادة يتيح أكبر الفرص من المحاصصة  لمنسوبيه، و يبدو أن هذا المصنع أقيم على شاكلة نهج الدواجن بكورتي، ومشاريع انتاج البرسيم بالري المحوري، وجميعها أمور مبهمة لا يعلمها المواطن ولا يعلم اتفاقاتها، كل المنتج للصادر، ولم تتاح فرص عمل للمواطن كما هو متوقع.
ولقد علمنا من أحد المواطنين ممن يعملون بالدواجن؛ بأن أرباح الشركة في العام تفوق ال 18 مليار جنيهاً فيما يشتري مواطن المنطقة الكيلو بما يقارب 45 جنيهاً، وهو ما يفوق سعره قبل هذه المزارع!!
وعن البرسيم فحدث ولا حرج! حركة ترحيله إلى بورت سودان تسير بشكل مستمر، بينما لا يعرض في الأسواق المحلية منه إلا ما لا يصلح للصادر وبسعر مرتفع، لارتباطه بالدولار.
وما نخشاه أن يدار إنتاج مصنع التعليب بنفس النمط، وإلا لماذا التعتيم على المزارع البسيط صاحب المصلحة الحقيقية من قيام هذا المصنع؟
سألنا أحد كوادر المؤتمر الوطني: لماذا كغير عادتكم تم افتتاح المصنع  في جو قاتم ومعتم؟ لا تهليل ولا تكبير ولا حتي رقصة واحدة..؟ فاجاب: (لأن الدعوة كانت مخصصة بالكروت، وأقيم في صالة مغلقة جلبت من الخرطوم.)
وبهذا نخشى على أنفسنا غداً أن نبحث عن صلصة بستان كريمة أو ظرف (كاتشب) ولا نستطيع اقتنائه لأنه منتج غير ملوث – حسب تصريح عمر البشير- والمنتجات غير الملوثة ليست بمقدور مواطن الولاية الشمالية.
ولعل ذاكرة الشعب مع ما رافق استجلاب شارل شركة أمطار، وشعارات البشير وربعه عندما أتوا (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) والآن نحن نستورد كل مستلزماتنا المعيشية، ونستورد حتي قماش الكفن.
وعندما افتتح سد مروي وكانت تداعيات المحكمة الجنائية، قالوا (الرد بالسد)، وسوف يكتفي السودان من الكهرباء وسوف نصدرها لدول الجوار، والآن لا كباري غير تلك التي صاحبت قيام السد، ولا استقرار في التوليد والإمداد الكهربائي، بل الآمال معلقة على استجلاب الكهرباء من سد النهضة بالحبشة. وكذلك عندما افتتحت دواجن كورتي قالوا سوف نكتفي ذاتياً في الأول ثم نصدر، والآن سعر الكيلو في كورتي ودبي على نسق واحد مع مراعات مسميات الجبايات والجمارك والترحيل.
والآن عند افتتاح مصنع التعليب بكريمة قالوا إن السودان بعد اليوم لن يستورد المنتجات الملوثة، فالمصنع ينتج الكميات التي تحقق الاكتفاء الذاتي من الصلصة (والكاتشب) وعصائر الفواكه بأبهى صورها النظيفة، فهل يا ترى أن يمطرنا الوعد الأخير مطر خير يغسل ذنوب ما مضي من أكاذيب؟ أم أنه سوف يمضي سحابة صيف كسابقاته من الوعود؟ وتكون امتداد للشعارات الجوفاء التي قتلتها سياسات التحرير الاقتصادي التي رهنت الاقتصاد الوطني وموارده للرأسمالية العالمية والرأسمالية الطفيلية المحلية؟.
————————————
#الهدف
تصدر عن حزب البعث العربي الاشتراكي “الأصل”

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك :
https://m.facebook.com/hadafsd/

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.