الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / القمم العكسية …

القمم العكسية …


بالله عليكم ما هذا الذي نشاهده تحت مسمي (القمة العربية) ؟! ، وكم يعترينا احساس باننا نشاهد دار العجزة والمسنين بكافة تفاصيلها ، وهم يتساقطون لوحدهم ، هذه الأهرامات التي أكل الدهر عليها وشرب ، ماذا يقدم هؤلاء يا هؤلاء ؟ انهم خصما” علي أوطانهم ، ولكن استعجب ! كيف لهذه الاوطان أن تسلم زمام أمرها لمصاصي دماء كي ما يسلبونها حقوقها ، وأجد للحكام الطغاة عذرا” فقد تسيدوا بالتوريث والتمليك واقتنوا البندقية حاميا” وراعيا” لسلطانهم ، ولكني لا أزال أبحث لأجد لهؤلاء السائرين علي ركاب الحكام ، المدافعين عن الباطل ، المطبلين للسلطان ، المقاتلين في صفوف الخزلان ، المصطلحين مع جيوبهم ، الخاسرين لضميرهم ؛ من اجل حفنة من الجنيهات يحسبونها تساوي راحة الدنيا ، ولا سبيل للآخرة في مخيلتهم . إن الأنظمة العربية تعد أكبر مستنقع للديكتاتوريات في العالم ، وهي مجموعة لمنظمات مبطنة في حقيقتها للدفاع عن الحكومات الديكتاتورية الشمولية الملكية البغيضة ، ويبقي إحتفائياتها تظهر في الوكالات الانبائية ، والقنوات التلفزيونية ، وهم يتوشحون بالسندس والماس ويرتدون من الفخيم ما سما ، وينجلي صرفهم البذخي علي هذه المساخر التي تشيب لها رأس الولدان ، في كل محفل وجمع تكاليف إقتصادية لايتحملها الا المواطن المغلوب علي أمره ، وهو لا يملك سوي الانبهار وهو يشاهد قادته الأماجد في أزيائهم المخملية ، ولا عجب طالما الشعب رغب !    ولا ندري ما هي الروائح والمطايب التي يتعطرون بها ؟ وما اظنها الا من دماء مواطنيهم !! الممزوجة بعرق المعتقلات وكتم الالسنة ، فتشمها لتؤذي انفاسك من بعيد .
لقد تقبلت الشعوب الاسلامية ان يحكمها فراعنة ، وتكون الغلبة الفكرية بين من يقدم اكثر ، ويسعد شعبه اكثر ، ومفهوم السعادة لدي شعوب العربية والاسلامية مفهوم إقتصادي بحت ، يكمن في تنفيذ المتطلبات الحياتية مثل : الغذاء ، والدواء ، والتعليم اذا توفر .
والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل الحرية والديمقراطية تنتهي بالحلول الاقتصادية فقط ؟ .
كثيرا من الدول المنهارة اقتصاديا يظن شعبها انه لو توفرت له الضروريات الحياتية فلن يندس في السياسة فلا يهمهم من يحكم ! ، وهذه النظرية سقطت في العراق وسقطت في ليبيا ، دولتي النفط ، وكان سقوطهما بأمر الشعب ، فلم تخرج تظاهرات من شعبية تساند حكومتيهما اوتحميهما وتدافع عنهما ضد التدخل الاجنبي ، وكما نعلم ان الوسائل المتاحة للشعوب لا تحدهاحدود اذا ارادت شئ ووصل  الشعبان اللبيي والشعب العراقي ؛ الى مرمى أسمى ،وغاية أنبل ،وصارت سقوفات طموحاتهم أعلي من الغذاء والدواء والتعليم والضروريات الحياتية ، وهذا هو النمط البشري المرتبط بالآمال والطموحات  ، التي لا تتوقف عند حد معين.
وحتي نكون صادقين في قراءتنا المستقبلية القادمة فأنه سيأتي يوم تزول فيه كل الأنظمة التي شيدت علي أنظمة التوريث ، والتمليك ، والبندقية .
ان العالم الان مجرد واحة صغيرة مفتوحة الجوانب ، والأنظمة الديكتاتورية تحاول ان تغيب عقول الشعوب ، وتغلق آفاقهم بالهوية الدينية ، التي طرزت بمقاسات غير ملائمة ليصعب ارتدائها ؛ وتصرفك بعيدا عن الحدث ، ولكنها ستكون عرضة للتمزق طالما هنالك ، ازياء اخري ، تشعرك بانها ستناسبك .
(القمة العكسية) التي نشاهد لا تمثل مستقبل الاسلام ، وهي قمم نحو القاع ، واذا لم يحدث التجديد ، بداية بالحرية الانسانية ، والمشاركة الفاعلة ، وحق الإحلال والإبدال ، واعطاء الفرص للجميع إيمانا” بحق شعوبهم في المساواة ، فلن تكون هناك قمة ، ولن تتزين الأوطان العربية بالديمقراطية ، والحق الأصيل في تقبل وجهات النظر ، وجل ما أشرت اليه في هذا المقال مبني علي الثقافة المجتمعية التي تصعد بطموحات التوعية وسعة الإدراك ، فمهما تدرجت شعوبنا في العلم الاكاديمي ، وتبؤات المقاعد ، تبقي جاهلة ، طالما أنها تؤمن بمحدوديه حرياتها ، التي يجب تنتهي بإحترام حريات الغير ، وما دون ذلك فهو كبت …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.