الثلاثاء , مايو 7 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
سامح الشيخ

فريق القش (٤-٦)


كتبها سامح الشيخ

راجعها أ. عبد الوهاب الانصاري

كثيراً ما رجع (الحاج) بذاكرته، إلى أيام المدرسة الإبتدائية، وهي فترة تظل نقوشها راسخة في الذاكرة رغم تناسل السنين، وتعاقب الليل والنهار، ودوران الفصول، وكيف إن والده أخذه من بيتهم في فريق القش، وسجله في مدرسة فريق الخور الابتدائية،… لم يكن يعلم الصغير، أي سبب ذلك الإنتقال!؟، لكن مع تناسل الأيام أدرك إن مدرسة فريق القش الإبتدائية متخلفه في التحصيل الدراسي عن مدرسة فريق الخور وتأكد من ذلك‘ عند دخوله للجامعة، من خلال أقرانه وزملائه وأصدقائه الذين أتموا المرحلة الثانوية من فريق الخور، كانوا أكثر حظاً، وأكثر تحصيلاً لدروسهم من اولئك الذين درسوا مراحلهم بمدرسة فريق القش أما من دخولهم الجامعة فقد كان الفرق العددي واضح لصالح طلاب فريق الخور. لكن الشئ الذي جعل الحاج في حيرة من امره، هو إن والدته درست في مدرسة حي القش الإ بتدائية ومظم جيل والدته درسوا فيها، أوائل الستينات من القرن المنصرم،، وكانت الأميز تحصيلاً لأنها الأقدم، والأعرق، وكان هذا واضح من خلال، اللافتات التي تحملها المدرستان، والتي تشير الى تاريخ تأسيس كل من، المدرستين الابتدائيتين، مدرسة فريق القش ومدرسة فريق الخور
.
في إحدي المرات كان لأعز أصدقاء (الحاج) في حي القش وإسمه (حمدان جابر)، مناسبة زواج اخته (ليلى)، وكعادة الأصدقاء ظل (الحاج)، ملازما لصديقه (حمدان) لمساعدته؛ في التحضير لهذه المناسبة، من شراء العجل، للوليمة و كذلك كل مستلزمات الفرح، والحفل مثل نصب الخيام، “السرادق” للضيوف، والإشراف، علي طاقم الطباخين، وجلب طلباتهم، ليعدوا الطعام، و من ثَّم، مباشرة، تقديم الطعام للضيوف، كان كل شئ عادي، ومنتظم ويمر بسلاسة كنعنعة الماء، إلي أن حدثت حادثة غريبة، بين (حمدان) ووالدته وإبن عمته، (سلطان) حيث جاء أبناء عمومتهم بفرقة فنون شعبية، لأداء رقصة “الكمبلا” الشهيرة، التي تمثل أحد الرقصات الفلكلورية، والتراثية، لقبيلة النوبة، القبيلة التي ينتمي لها (حمدان)، الشئ الذي أزهل (الحاج)، كان موقف (حمدان) مع إبن عمته وأمه حيث، رفضا رفضا باتاً، من تؤدى الفرقة رقصة الكمبلا، في ذلك اليوم، وإنهم يريدون أن يقام لاختهم (ليلى) حفلة حديثة، مثل كل حفلات أعراس، ناس الخرطوم، في إستلاب واضح للثقافة، والغاء الذات بسبب هيمنه ثقافة الآخر…!! وفعلا لم تؤدي الفرقة تلك
الرقصة الشعبية الجميلة، وذلك الإرث الخالد، وعادت الفرقة، أدراجها من حيث أتت

لكن (الحاج) كان مصراً علي سبر أغوار الرفض، عندما إنفرد بصديقه (حمدان)، وسأله، مستفسراً عن سبب ، رفضه لرقصة الكمبلا الذي ليس له مايبرره، ولم يكن مفهوماً، فأسر له (حمدان) بدفعه بأنهم لا يريدون، أن يصبحوا مضحكة ومادة للسخرية، في الفريق،..!! وأن يعايرهم أصدقائهم، وزملائهم غدا في المدرسة، بأنهم قد أتوا بأناس يلبسون قرون البقر، فوق روؤسهم وعلب الحليب المجفف الفارغة، في سيقانهم ويصفونهم بالمتخلفين!!!. يا له من إستلاب ثقافي!!؟ فذكره (الحاج) بخريف العام الماضي، عندما تزوج (فضيل) إبن (حامد) وإننا سخرنا من (علي) صديقنا، شقيق (فضيل) الأصغر، عندها أخفى نفسه عن قصد خوفا من يحمل (على)، جلد “مباطنة” أحد أو يُجلد من أحدهم” ففر بجلده متخفياً” وهي عادة متوارثة عندهم، منذ القدم ولكنه لم يعترض، أو يمنع أحد، من أن يُمارس، تلك الطقوس، رغم بدئيتها،وغرابتها للآخر، وفي العام نفسه عند زواج (صفاء) بنت محمد الحسن شقيقة (عاطف) صديقنا، ذكرته برقصنا وطربنا أنا وهو، مع فرقة الطمبور، التي ادت فاصلا غنائيا ثراثياً أيضاً لقبائل الشمال النيلي ما الفرق؟؟ . .
بعدها صمت (الحاج) برهة، وتذكر صديقه الآخر في فريق الخور (حامدين) وهو من القبائل العربية في غرب البلاد -التي يطلق عليها إسم البقارة- وكل مشاجراته ومشاكله من أجل أن يثبت لشباب فريق الخور إنه ليس من (العبيد) وإن قبيلته ذات أصول عربية لكنكم جهلة ولا تعرفون أصول القبائل

يتبع

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.