السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
سامح الشيخ

فريق القش (٣-٦)

 كتبها سامح الشيخ
راجعها. ..أ. عبد الوهاب الانصاري

كان (الحاج)، وهو في ريعان الصبا، وفتوة الشباب، يهوي “الحوامة” التجوال طول نهار العطلات، المدرسية الصيفية، في أزقة الفريقين، كشأن الكثيرين من أنداده وأترابه، في لعب-البلي –وأم الصلص – والكمبلت، وكرة الشراب-..وغيرها من العاب تسلية ذلك الزمن النضر. مما يجعل والدته تقلق عليه بشكل دائم، وبلهفة ، خصوصاً في فترات ومواسم مرض،التهاب السحايا،( أبوفرار) هكذا كان يطلق عليه العامة إسماً لخطورته، والذي يأتي دائماً مع موسم الصيف، والحر الشديد، قبل هطول موسم الأمطار، فكانت حينما تعنفه، و توبخه، وتطلب منه، ألا ” يتحاوم ” يتجول تحت أشعة الشمس الحارقة، كان لا يبالي، ويتحايل لممارسة، عادته “الشماشية!!…. و عندما يتذكر تعنيفها له، يتبسم غير آبه، يعبثية لا تخلو، عن طيش مرآهق، و يذكر إنها كانت تطلق عليه، لقب ود الشمش- من كثرة تواجده تحت لهيبها،
و من الأشياء الفريدة والطريفة، التي دائماً ما يتذكرها, و تخطر ببال (الحاج)، خاصة في غربته، وفي لحظة صفاء روحي، عندما يعود بخياله الى أيام الحوامة و التجوال في شوارع وأزقة فريق الخور، في أيام الصبا الباكر، دائماً ما يتذكر ذلك السبيل لشرب الماء، الذي علق بذاكرته،لغرابته، إذ ليس سبيلاً كما جرت العادة لشرب بني البشر، بل كان سبيلاً للحيوانات و الدواب والأغنام التي كانت تمر، بشارع بقالة عم (الزين)، كان عم (الزين)، رجلا طيبأ، وحبوبا، ومحبوباً مرهف القلب، رقيق الإحساس، وإنساني، ويعرف كل أفراد الحي، معرفة لصيقة، ويعرفونه، وشيد ذلك الحوض” السبيل” كصدقة جارية، في حياته لتشرب منه تلك الدواب من بهيمة الأنعام، (أو أ ليس في كلٍ كبد رطب صدقة)؟- .. كما إنه كان مشهوراً ومشهوداً له بأنه دليل لكل الغرباء والتائهين، القادمين للحي والقاصدين منزل بعينه معينًا لهم، ليدلهم على العنوان، أو يوجههم، أو ينصحهم، بالذهاب لوجهتهم الصحيحة، لأنه يعرف جميع افراد الحي. تصرمت الأيام وتسربت السنين، وغادر (الحاج) وطنه وتغرب، بحثاً عن الرزق، وتطويراً للذات
تغيرت نظرت (الحاج) للحياة، عندما سافر وعمل، خارج بلاده، إذ أصبح يقيم كل حياته السابقة من منظور آخر لأنه أدرك إن الحياة عبارة عن وجهات نظر، كل يراها من الموقع الذي يقف فيه، والزاوية التي يرى منها،.. ولكنه منح نفسه، فرصة، ليغير موقع الرؤية وزاوية النظر التي يلمح عبرها الأشياء، من عدة زوايا، غير تلك الزاويا التي كان يقف عليها سابقاً ليرى، من خلالها الأشياء..! وأطلق العنان لذكرياته، ومراجعتها بشكل تفصيلي دقيق، وبنضج ذهني عاصف،!! و عند ما يعتصر ذكرياته ويناديها، مع أصدقائه من الفريقين(فريق القش، وفريق الخور) بحكم إنتمائه للفريقين، يا للقدر!!.. عندما يلتقيهم في، المناسبات والسانحات القلائل بسبب مشاغل الحياة ومشغولياتها الكثر، وتبعثر البشر !!، يتناجوا بحديث الذكريات، عن تلك الأيام الخوالي، الراسخات ،في المخيلة الغضة حينئذ!!، في ذلك الزمن المرحاب، للتأمل واخذ العبر والدروس فيما يتعلق بالآخر، وكيفية مشاركة الآخرين الإجتماعية وإحترام عادات وثقافة، وتقاليد الغير، ليكنوا آخرين.

يتبع

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.