Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
كان يجب أن أفكر جيدا” ، ولكني قررت بأن استمر ، وأن أواصل حتي النهاية ، فلو كان مقدر لي الموت لمت منذ أن وضع نورين سلاحه في جبيني ، فطالما ان لكل اجل كتاب ، فكتابي ليس في أيديهم .
استحممت كأني لم استحم قبل ذلك ، وارتديت ملابسي القديمة وخرجت للمكتب ، ووجدت مدير القسم (مزمل) وكأنه يتحاشى الحديث معي وينشغل عني بمواضيع خاصة بالعمل ، فحسمته بأني أريد ان أستلم فبدأ يتعذر بأن (الكدك) غير موجود ومفاتيح المخزن بطرفه ، فقلت له (الكدك) لن يعود فقد اصبح مطلوبا للعدالة والجيش يطارده بقيادة الضابط (قسم السيد) ، شعرت انه يعلم ويتغابي ، ولكني حسمت الأمر بسرعة بعد ووضحت له الموضوع وكيف أنه حاول تسليمي (لنورين) وحضر ومعه (حميدان) ، وكان من الممكن ان أقتل .
وطلبت الأدارة بالتلفون وحاول أن يثنيني حتي كاد أن يتعارك معي وسحب التلفون مني ، فخرجت للسوق وبدأت ابحث عن هاتف حتي وجدته ، واتصلت بالأدارة واستقبلوني مهللين ، وكان المتحدث نائب ادارة الشئون الهندسية وقال لي : المال فداك يا (باشمهندس قصي) ، فقلت له:
عن أي مال تتحدث ؟
، فقال لي : لقد تم تحويل مبلغ (20) مليون فدية لعمرك والحمدلله ، ومدير الشركة قال هذا المبلغ لا يسأل منه (قصي) فهو تعويضا” لروحه ، قاطعته لمن تم تحويل المبلغ ، فقال لي : مدير القسم (مزمل) في زالنجي ، فقلت له انه : انه محتال سيدي فقد هربت واستلمتني القيادة العسكرية ، وشرحت له الأمر ، واسمع صوته وهو يحوقل ، وقال لي بعد أن سمع الحديث :
أخرج من هذه المنطقة فورا” ، حقيقة لم أشرح له موضوع اسماء ، لقد خفت ، وقلت له :
سوف أحسم الأمر وبعد ذلك أعود ، قال لي :
خذ حذرك سيقتلونك هؤلاء بدم بارد ، اذا كان هذا هو من اوكلناه ثقتنا ، سنرسل خطاب إيقافه عن العمل عن طريق فاكس المكتب ، ونتصل به .
اشتريت بعض الملابس ، وذهبت للمكتب ، وكان (مزمل) يجلس وهو كئيب ، وناداني ، وطلب مني الجلوس حتي اسمع حديثه جلست وانا انظر اليه فقال لي : باشمهندس (قصي ) لقد حضر (الكدك) هو ومعه (نورين) في نفس الليلة التي اختطفوك فيها ، وقالوا لي سنقتل الباشمهندس رجوتهم أشد الرجاء بأن لا يقتلوك ، وقالوا انك تخبئ (اسماء) عندك ، فقلت لهم ان الباشمهندس ثروة ويمكنني ان اطلب لكم مبلغ كبير من المال ، وانا اعرف طمعهم وجشعهم وانهم اذا قالوا شيئا سيفعلونه ويمكنهم قتلك بسهولة ، وخرجوا وانتظرت بعض الوقت وخرجت للاستراحة ولم اجدك ، وعرفت انهم أخذوك كضمانة وتم تحويل المبلغ ، وحضروا لي ثلاثتهم بعد صباح امس سلمتهم المبلغ ، ويبدو انهم جاءوك في الاستراحة ووجدوا معك (اسماء) واخذوها ، ولو تم القبض عليهم ستجد المبلغ بحوزتهم ، وعندما شاهدتك الصباح ظننت انهم اطلقوا سراحك ، ولكن يبدو أنهم خدعوني ، ولكن اختفاءك كان دليل صدقهم بالنسبة .
كان يتحدث واحسست بأنه صادق ، فقلت له :
أريد ان استريح وسوف اعالج الأمر وخرجت ، وقبل أن اصل الاستراحة ، وقفت جواري سيارة الضابط ونزل منها الضابط وقال لي :
لقد حدث اشتباك بيننا وتوفي (نورين) (والكدك) وهرب (حميدان) ، فقلت له فزعا” : اسماء .. اسماء ، فقال لي :
(اسماء) اصيبت اصابه بالغة وقمنا باسعافها وحاليا حولناها لمستشفي (نيالا ) ، لم اسمع بقية حديثه ، فقال لي: اصعد للسيارة وسوف ادعو السائق يوصلك اليها ومن هنالك الي مطار (نيالا) فالمشاكل تجري تحت أقدامك ، وانا مرهق سوف اذهب لإرتاح .
كانت ثلاث ساعات من الجمر حتي وجدت نفسي داخل المستشفي التي تتوسط السوق ، وهبطنا نبحث عنها بين العنابر ، فلم نجدها ، حتي عاد السائق وقال لي :
لايمكنك رؤيتها فقط ادعو لها .
(يتبع )
Ghalib Tayfour
