*يوميـات انتفاضـة مـارس ـ أبريـل المجيـدة* الهدف

#الذكرى_32_لانتفاضة_ابريل

 الهدف

#البعث_ذاكرة_الانتفاضة

*يوميـات انتفاضـة مـارس ـ أبريـل المجيـدة*

*(الحلقة الثانية)*

نهدي هذا التوثيق لشـهداء انتفـاضـة مـارس أبـريـل….

نهـديـه، للشـهيدة *مشـاعـر محمد عبد الله* الطفلة ذات العامين..

إلـى أزهـري، وليـم، عبد العظيم..

وإلى *شهيد البعث والانتفاضة محمد الحسـن فضل الله..*

وإلى الأكرم منا جميعا، على طريق البديل الوطني الديمقراطي التقدمي.

وعهدنا أن تبقـى مارس أبريل حية فينا وفي ضمائرنا..

*الأربعـاء 27 مارس 1985*

خرجت صحف النظام العميل في ذلك اليوم وهي خالية من إشارة لأحداث الأمس، سوى ما ورد في صحيفة الأيام حول تأجيل امتحانات وإغلاق جامعة أم درمان الإسلامية..

غير أن هذا اليوم كان يحمل في طياته الكثير مما لا يعجب السلطة المتهالكة، ففي هذا اليوم خرج طلاب معهد الكليات التكنولوجية في تظاهرة هادرة وهي تهتف:

*لن يحكمنا البنك الدولي..*

*تسقط.. تسقط.. أمريكا..*

وغيرها من الشعارات، وذلك بعد أن خاطبهم الطالب سـيد أملس بكلية الفنون الجميلة..

وفي هذا اليوم خرج أيضا عمال المنطقة الصناعية بالخرطوم، وجماهير شعبية غفيرة تتدفق في الشوارع للنظاهر ضد النظام..

وانتشرت شرارة المظاهرات في كل مكان، وكان وقودها بالدرجة الأساس أبناء شعبنا من الكادحين والمسحوقين الذين حرمهم النظام الدكتاتوري العميل من حق المواطنة بدعوى أنهم متبطلون ومتسكعون..

توجه المتظاهرون إلى السفارة الأمريكية وقاموا بحرق العلم الأمريكي وتحطيم سيارات السفارة، وهم يهتفون بسقوط أمريكا، ثم قاموا بتحطيم الواجهة الزجاجية لبنك فيصل الإسلامي وسياراته وهم يهتفون:

*لا متاجرة باسم الدين.. ولا تدجيل باسم الدين..*

*عائد.. عائد يا أكتوبر*

*مليون شهيـد.. لعهـد جـديـد*

وكان سوق الخرطوم كله مسرحا للتظاهرات وأجزاء أخرى من العاصمة.. ولقد استخدم النظام العميل أساليب قمعه المعروفة في التصدي للمتظاهرين، فاستعمل العصى الكهربائية في ضرب المواطنين والغاز الخانق والمسيل للدموع، والرصاص..

وتسـامى في ذلك اليـوم الشـهداء:

*1/ عبد الجليل طه علي*.. استشهد في طريقه للمستشفى بعد أصابته برصاصة غادرة.

*2/ الشهيد وليم*..استشهد إثر طلقة نارية جبانة.

*3/ الشهيدة الطفلة مشاعر محمد عبد الله*.. ذات العام ونصف.. استشهدت عندما تعثرت أمها وهي تجري فوقعت عليها.. وفي تلك اللحظة تجمد الدم في العروق من هول الكارثة.. إن هذا النظام يقتل الأطفال.. ويدخل الفزع والرعب والحزن والكوارث إلى قلوب الأمهات..

*4/ حامد حسن محمد*.. أصيب بالرصاص في رأسه واستشهد بالمستشفى.

أما المحتجزين بالمستشفى فهم:

عبد الرازق محمد وداعة، وحمزة محمد نور، بالإضافة ل 29 حالة تم علاجها كمرضى خارجيين وغالبيتهم مصاب بالرصاص..

بالإضافة لذلك تم اعتقـال الطالب سـيد املس (معهد الكليات التكنولوجية)، بعـد ترقب وترصد ومتابعة من قبل جهاز الأمن ومعه أكثر من خمسين طالبا من المعهد..

كمـا جرى اعتقـال عدد كبير من المواطنين.

*وبعـد كل ذلك مـاذا حـدث فـي مسـتشـفى الخـرطـوم!!؟*

لقد لاحظ الأطباء إن معظم الشهداء قد قتلوا بأعيرة نارية خفيفة (مسدسات) وعلى مسافة قصيرة لا تزيد عن المترين ومعظم الإصابات من الخلف، الأمر الذي يدلل على أن عناصر جهاز أمن السفاح نميري قد اندست وسط المتظاهرين لاغتيال العناصر النشطة والفاعلة في تحريك الشارع وقيادة المواكب الرافضة لنظام الدكتاتورية والتجويع..

ومن هنا تصدى الأطباء لدورهم التاريخي، فتحرك الطبيبان *سـيد محمد عبد الله وأبو بكر مندور* واتصلوا بالأطباء، ودعوا لاجتماع للجمعية العمومية..

إن الأمور قد بلغت حدا خطيرا والجماهير في الشوارع، في صدام مكشوف مع نظام الجوع والارهاب..

وها هم الكادحون، الذين يعانون الاستقلال ويكتوون بنيران الغلاء، يرفعون صوتهم عاليا محددين موقفا نهائيا وحاسما من النظام.. وعلى طلائع الحركة الجماهيرية بعد ذلك أن تنظم حركة العصيان المدني والاضراب السياسي، الذي ظلت التعبئة له تجري خلال فترة طويلة عبر البيانات وشعارات الحائط وغيرها من أشكال النضال الجماهيري..

يتبع…

*نواصـل يـوم غـد باذنه تعـالـى مـع أحـداث الخميس 28 مارس 1985*