الشعبي أس البلاء

     في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك ، أما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس .

           (البرت أينشتاين)

       قبل عدة ايام دارت انتخابات (المؤتمر الشعبي) ، وجاءت نتيجته بإنتصار طريق الإنقاذ الغربي علي منافسيه ، ويعد حزب (المؤتمر الشعبي) هو النظام الاسلامي الذي قوض الديمقراطية الثالثة وهو الشريك الرئيسي للدموية التي ضربت البلاد بواسطة منسوبيه في بداية حكومة الإنقاذ المشئومة وسيطرتها علي عصب البلاد ، وتجلت روحها الشريرة في بداياتها الأولي عندما  كانت القيادة العسكرية مجرد دمى في يد لاعب سيرك محترف ، يحركونها هؤلاء المتأسلمين انى شاءوا ، ولايملكون امرهم ، ولاقوة (للبشير) وثلته سوي الطاعة ، وفي أنفسهم يمكرون ، فدثر  المتأسلمين  مفاسدهم ومطامعهم داخل عباءة الدين ، وزينوها بجهاد مكذوب ، وإستشهاد يتناقض مع الأعراف والتقاليد والمناهج الاسلامية السمحاء ، فدقوا رقاب الوطن ، واهدروا دماء الشباب وهم يتراقصون فرحا” بالحور العين ، وخمر الجنة  ، حتي فتحوا جرحا غائرا”  لم يندمل ، ظنا” منهم بان الحديد يدق علي سخونته .

      وكيلا نعيد  حديث المآسي ، وشجن الذكريات المرة ، بعد ما انكوي منه كل ابناء الوطن ، ونفتح بوابة المرارات والآلام التي ابتدرها هؤلاء الشعبيين ، قتلة شعبهم كشهداء رمضان الأبرار ، وشهداء النقابات ، وطلاب الجامعات ، وثورة سبتمبر  ، وتشريد الموظفين والعاملين بقانون الصالح العام ، والغاء الوظيفة ، وكتم الحريات ، وقانون الطؤاري الظالم ، واشياء ذكرها يحتاج لمجلدات ولكنها تبقي سجلا” حافلا” ينتظر الحساب ، والعقاب .

 فدعونا منه ولنتحدث اليوم ، عن الحاضر وانتخاباتهم المزعومة ، وإعتقادي الشخصي ان الأيادي الآثمة  ، تحتاج تطهير قبل تقبيل ، ويصبح المسير معهم من جديد ضربا” من ضروب  الخيال ، وإيماننا بتناسي إخفاقات الماضي تبقي شيئا مستحيل وتعد جحود ونكران جميل  ، وجبن لدماء سكبت ، ولن ترتاح أرواحها ، طالما أن قاتلها يتمتع بالحياة الرغدة ، ويبحث لتجديد أروقته بتجديد عهد خانوه ، وتنافسوا باسم الديمقراطية التي انتهكوها ، ودقوا علي نعشها مسمار الزوال .

    إن العقول السليمة المتعافية لا تقبل تصديق ما يجري ! فمن  قوض ديمقراطية الأمس لايمكن ان يقنعني بأنه يطلبها اليوم ، وهذا يعد استهزاء فكري ، وعبث بالعقول المستنيرة ، وإستخفافا” بالذين يصدقون ان (المؤتمر الشعبي) امسي يحس بإوجاع الوطن ومآسيه وينادي بحقوقه . والتواجد في خندق المتأسلمين يعد خيانة ، لتراب الوطن ، وخيانة لدماء ابناءه الأبرار الذي قبروا دون وجيع ، وقد كان  شريكا أصيلا في جميع الجرائم التي ارتكبت منذ استلاب السلطة غيلة وغدرا .

  وحتي نكن صادقين مع أنفسنا فلو راودنا احساس بمساندتهم فيجب ان لاننسي أن فهؤلاء المتأسلمين لو شعروا بان نظام (البشير) يتهاوي ويسقط ، ستجدهم أول المساندين والمعاضدين له ، فزواله لا يعني لهم سوي العقاب والحساب ، وهم  له من الكارهين ، وهم الأقرب اليه من حبل الوريد!! ، فدعونا من بكاء التماسيح ففمه ملطخ بدماء فريسته ، وما أحسب في وقفتهم في صفوف المعارضة الا للبحث عن مدخل لمناصب جديدة ، ووظائف تعودوا علي مفاسدها ، وما تسابقهم وهرولتهم الا لشئ في أنفسهم المريضة ، التي تبين وتظهر معادنهم الصدئة للإندراج والإنصهار في معبدهم  الذي بنوه علي اشلاء الوطن ، فلا أمان لكيان غير مأمون ، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .

  وما (المؤتمر الشعبي) الا عدوا” يجب اجتنابه ودحره ، فقد (وافق شن طبقة) …

الثورة  قادمة لا محالة …

Ghalib Tayfour