رجل المواقف الصنديد ، سيد أحمد الحسين رافع راية النضال ضد حكومة الجبهة القومية ، وقف شامخا كالطود الأشم ، لم يصمت او ينزوي او يغلق بابه يوم ان فعل الكثيرون ، كان ينادي بالصوت العالي لا لنظام القهر ، ناصب حكومة الفقر الدمار العداء من يومها الاول ملتزما جانب الشعب ، رجل باسل صاحب كلمة حق لا يتردد فيها ولو رفع له الحسام المهند ، لم ينكسر ابدا ولم يمد يده لنظام الجبهة الكاذبة ، ولم يغريه وعد ، ولم يخيفه وعيد ، كان ضيفا ثقيلا علي بيوت الاشباح لاقي فيها مالاقي فلم يتزحزح قيد أنمة ، وظل علي موقفه الثابت يوم هرع من هرع واستجاب من استجاب ، فقد كان بمنأي عن سوق النخاسة ولم يبع نفسه او وطنه بثمن بخس كما فعل الكثيرون ، يدخل بيوت الاشباح ويخرج منها اكثر اصرارا وعزيمة لا تلين ، تجد بابه مفتوح فينادي المارة ويخاطب شخص الرقيب المراقب الذي لايغيب ان هلم الينا لتسمع ما نقول فاننا لانقول شططا تفضل فان الأكل أمامنا ، فقد كان امام المناضلين وقبلة الساعي ، عنده تجد التفاؤل و عندما تلج منزله العامر تجد الأمل ، ومنه كنا نستمد العزيمة ، وعنده نعرف ما معني النضال وما البطولة ، فارس صنديد بيته مفتوح كما حاتم زمانه ، لم يهادن ولم يساوم حتي ترجل ، وسيكون ذكري تسافر في ذاكراة المناضلين ، ومنها يستمد العزم ، الرجل الصامد الشامخ اللامع النجم الذي ترك بصمة علي درب النضال ، وتكسرت عليه النصال علي النصال ، وقال لنفسه أثبتي ولو تحت اخمصك الحشر ، فهنئا لك بما قدمت أيها المغوار ، فستكون ذكري وصوي للمناضلين وأصحاب المبادئ ، هنيئا لك يا صاحب المواقف وفي الخالدين سيدأحمد الحسين ورحمة من الله تغشاك .
محمد عثمان المبارك