كثيرا” من الشباب طلبوا مني الكتابة عن موضوع (السوريين بالسودان) وما آلت اليه الاوضاع من إنحدار ، ولو شرحناه بصور مفصلة سيقتلنا الغبن والقهر ، ويعصف بقلوبنا الوجع ، ولو قلنا ما شاهدناه من إنحلال — فيا سوداننا – عليك السلام ، ومنك السلام!! .
ولكن من الأفضل أن نعيد القصة الي أصلها وفصلها ، وهي : منذ إستقبال الحكومة السودانية للاجئين السوريين بدأت مسلسلها ، وصعدت منبرها ، وغنت ، وتغنت كما يحلو لها : إنهم أخوتنا ، ونخوتنا ، وشهامتنا السودانية ، واستقبلتهم وتحت بطانتها مآرب مادية قحة ، وإنتفاع للتخفيف علي دول الخليج من وطأتهم ، والخليج بالنسبة لهذا النظام هو الآمر والناهي ، والمانح ، الدافع للدراهم والريالات ، ولهم القدر المعلي من الطاعة والولاء . وعلي ذاك المسار فتح النظام السوداني البلاد من أوسع بواباته ؛ فقد استلم وإقتسم .
أصدرت حكومة (البشير) المأمورة بأذن المال ، مناشيرها التوجيهية بمجانية التعليم اولا”: في حين ان هنالك طلبة سودانيين يطردون بسبب عدم إيفاءهم لرسوم الامتحانات .
-وأحقية تمليك الاراضي للسوريين ، في حين ان الشعب السوداني أكثر من نصفه لايمتلك قطعة أرض في بلاده ،
-واحقية الصحة ، التي يفتقدها المواطن .
لقد أخذ المواطن السوري حقوق المواطن السوداني ما قبل البشير ، وأخذ المواطن السوداني المغلوب علي امره حقوق ما بعد البشير .
وهذا ليس فضلا” ولكنه امرا” ، منحهم ارضاء للدول المانحة ، والجنسيات التي حصل عليها السوريين من حر مالهم بيعت بثمن بخس بلا مراجعة ولا تدقيق والفترة لاتستحق ان يمنح اللاجئ بسببها الجنسية ، او احقية حقيقة تكفل حمله الجنسية ، ولكن الدولار كان هو الفصل والحكم ، في حين أن المواطن السوداني صاحب الحق الشرعي لحيازته الجنسية ، امسى يعاني و يحتاج لكي يستخرج جنسيته شهودا” وعقودا” لإثبات العرق ، واللون ، والقبيلة والعشيرة !!.
لقد انتهك نظام( البشير) وزبانيته شرف دولتنا قبل ان ينتهكوا شرف نساء دولتنا .
اذا كان الشباب غاضبين من الفتاة السودانية الفاجرة التي مارست البغاء والرزيلة مع سوري طائعه ذليلة اذا كانت حقيقة فهي تبحث عن اللذة . فتذكروا أيها الغاضبون ان هنالك في أقاصي مدننا السودانية وفي معتقلاتنا اللانسانية نساءا” سودانيات شريفات انتهك نظام البشير ، ومعاونيه شرفهن ، بقوة السلاح .
ألا يمثل ذلك في نفسكم فرق شاسع ، بين غضبكم علي المستلذة بالجنس وصمتكم علي المغتصبة ، بقوة السلاح ، وما أبشع الإغتصابات!! جماعية بين لذة تحمل في طياتها كل أنواع القهر ، والاستبداد ، يمزقوهن نفسيا” وجسديا” وانسانيا” ، ويتناوبهن بلا رحمة ، ولا شهامة .
فأيهن أحق أن يغضب لها أو عليها ؟؟ !!.
عندما فتح الشعب ابوابه لم يكن مخيرا” بل كان مسيرا” من قبل رئيس فاسد يدعي (عمر البشير) ، وعصابة من المطاميس يسمون انفسهم (الكيزان) ، باعوا واشتروا ، ولم يكن السوريين هم اول الإنحدار فجميع الجنسيات من ذوي الدولار وجدت ضالتها في مستعمرة يقودها علماء الضلال .
السوريين الذين حضروا للسودان يعلمون انها صفقة ، ويعلمون ان الشعب السوداني مغلوب علي امره ، خانع خاضع لا يملك سلاحا” سوي الاحتجاج و الغضب عبر وسائل التواصل ، والتزمر .
الأحداث الذي يرتكبها السوريين جانب سئ من افراد سيئين لا تمثل غالبية السوريين ، والاخطاء تعود لنساءنا فلا يوجد سوري أو اي كأئن من كان من الجنسيات الأخري أن يتجرأ ليطرق الباب دون يعرف افراد منزل او يكون هنالك قبول .
إن الاخطاء تتراكم يوما” بعد يوم فلو كان استقبال السوريين مبني علي نخوة وشهامة لكان الأمر مختلفا” ؛ ولكنه تعامل حكومتنا التي تعتمد علي مبدأ ، استغلال الأوضاع ، كنا نتمني ان تكون نوازع حكومتنا هي الانسانية ، وان يكون الحكم للشعب في تقبل الجنسيات ، ولكن –فاقد الشئ لا يعطيه –، فالشعب السوداني في ظل هذا النظام لا يختلف من السوريين والعراقيين والليبيين في شئ ، فالبحر الابيض مقبرة ضخمة لابناء شعبنا ، والدول الخليجية تزخر بشبابنا ، حتي مصر الجارة لم تسلم من تدفق الشباب السودانيين ؛ حتي وصل تعدادهم لما يقارب الستة مليون ! رغم ما تمر به من إنهيار إقتصادي ، ولا اجد فرقا” واضحا بين الشعب السوري الذي يعاني ويلات الحروب ، والشعب السوداني الذي يعاني من الحروب القبلية والعنصرية والإبادة الجماعية والإغتصابات الممنهجة، والظلم والإستبداد ، ويفقد مواطنيه احقيتهم في التعايش داخل دولتهم ، حتي امسي لا يملك قوته . اذا” ايضا الشعب لا يملك قراره ، وللأسف حكومتنا تملك قوتها ، وتستمتع بإنحدار الوطن جراء قراراتها السيئة ، هي ومنسوبيها المرضى ، وتتنعم بثروات الشعب علي نطاقها الشخصي .
تنويه :
جميع الفيديوهات والصور هي مجرد عمل أمني بغيض لينشغل به الشارع العام ، ومفهومه تحوير القضية الأساسية ، والقضية الأساسية تبقي حكومة فاسدة يجب أن تجتث من جذورها ، ومن ثم نعالج ، ونداوي جروح الماضي .
ولابد لليل أن ينجلي…
Ghalib Tayfour